وفق ما يراه البابا بندكتوس السادس عشر بخصوص الإجهاض فتستمرّ الكنيسة في المعارضة القويّة لكل ما يشجّع، بشكلٍ أو بآخر الإجهاض، العقم أو حتّى منع الحبل.
وإنّ خطوات كهذه خدشت كرامة الإنسان، بصفته صورة بصفته صورة لخالقه، وزعزعت بذلك أُسّس المجتمع. إنّ الموضوع يدور بشكلٍ أساسيّ حول حماية الحياة. من جهة أخرى نتساءل: لماذا عقوبة الإعدام بصفتها "حقًا للدولة"، كما يقول التعليم المسيحيّ "لم تُستبعد"؟
إنّ عقوبة الإعدام تعاقب، عندما يتمّ استعمالها وفق القوانين، من أقدم على القيام بأعمال إجراميّة كبيرة ثابتة عليه، ومَن يُشكّل خطرًا على السلام الاجتماعيّ. إذًا تعاقب من هو خاطئ. أمّا في حال الإجهاض، فإنّ عقوبة الإعدام تطال البريء. إنّهما حالتان مختلفتان، لا يمكن مقارنتهما ببعضهما.
الصحيح هو أنّ الجنين يُعدّ، من قبل البعض، وكأنّه معتدٍ، يُضيّق عليّ الفسحات في الحياة، وهو يزجّ بذاته في حياتي، فيضطرّني إلى قهره، وكأنّه معتدٍ غدّار. لكنّها وجهة النظر التي سبق وتحدثّنا عنها سابقًا. وهي أنّ الطفل لم يعد يُنظر إليه على أنّه صورة لخالقه الله، وعلى أنّه مخلوق من الله، إنّما، وما دام هو لم يولد بعد، يصنّف فجأة على أنه العدو أو على أنه حاجز معيق ولي كل الصلاحيات بالتصرّف به. إنّني أعتقد، بأنّ المسألة تنحصر في تصفية الضمير للاعتراف بأنّ الجنين هو إنسان هو فرد.
إنّه فرد مستقلّ عن الأمّ - وإن كان بحاجة إلى حمايتها، داخل رحمها - لكنّه يبقى فردًا مختلفًا عنها، ولأنّه إنسان، يجب معاملته كإنسان. إنّني أعتقد بأنّنا عندما نتهاون بالمبدأ الذي يقول: إنّ كلّ إنسان هو إنسان، يقف في ظلّ حماية الله، وهو إنسان يمكن إخضاعه لتحكّمنا المتعسّف، عندها، نكون فعلاً نضحّي بالقواعد الأساسيّة لحقوق الإنسان.
لكن، هل بإمكاننا تصنيف من قرّر الحمل، انطلاقًا من حاجة ملحّة، أنّه متآمر على الحياة؟
مسألة كيف يتوزّع الذنب على كلٍّ من الأفراد، هي مسألة لا يمكن تقريرها بشكلٍ مطلق. لكن، ولنقل إنّ الحدث بحدّ ذاته - قد يكون سبب هذه الحالة ضغط من الرجل - هدفه إيجاد حلٍّ لحالة خلافيّة، إنّما نتيجته هي قتل إنسان. إنّ هذا لن يُشكّل أبدًا الحلّ لموقف خلافيّ، فنحن نعرف من المحلّلين النفسيّين كيف تؤثّر حالة مماثلة في المرأة، فهي تُدرك أنّ جنينها إنسان، وأنّه طفلها، وأنّه من الممكن أن يكون يومًا شخصًا تفتخر به. من الطبيعيّ أن يحاول المجتمع مساعدتها، وأن يضع في تصرّفها إمكانيّات أخرى للحلّ، فيخفّف الضغط على الأمّ الحامل، ويوقظ محبّة جديدة للأولاد.