حظرت السينمات المصرية عرض الجزء الثاني من فيلم الرسوم المتحركة المنتظر "Spider-Man: Across the Spider-Verse" بعد فشله في اجتياز "متطلبات الرقابة"، وذلك على خلفية ظهور علم المتحولين جنسيًا على الحائط في أحد مشاهد الفيلم وظهور عبارة "Protect Trans Kids" أو "أنقذوا الأطفال المتحولين جنسيًا"؛ لتنضم مصر إلى الإمارات والسعودية والكويت وعدد من دول الشرق الأوسط التي رفضت عرض الفيلم لتعارضه مع ضوابط المحتوى المعمول بها، والذي كان من المقرر طرحه الأربعاء المقبل.
إلى جانب ملصق "Protect Trans Kids" أو "أنقذوا الأطفال المتحولين جنسيًا"، لفت "Spider-Man: Across the Spider-Verse" الانتباه أيضًا إلى شخصية جوين ستايسي، والتي فسرها بعض المشاهدين على أنها شخصية مشفرة. في الفيلم، تخفي ستايسي سر هويتها الحقيقية عن والدها.
ووفق موقع "فارايتي"، تتميز المشاهد التي تم تعيينها في بُعد الشخصية أيضًا بشكل بارز بألوان علم المتحولين جنسيًا. ومع ذلك، لم يتم تحديد ستايسي صراحةً كمتحولة جنسيًا في الفيلم.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تمنع فيها دول الشرق الأوسط عرض أفلام لم تجتاز متطلبات الرقابة الخاصة بها. ففي العام الماضي، تم حظر فيلم " Lightyear" لاستديوهات ديزني وبيكسار في العديد من دول الشرق الأوسط بسبب مشهد يصور قبلة بين اثنين من حراس الفضاء الرجال. كما تم حظر فيلم "Doctor Strange in the Multiverse of Madness" بعد أن أثار جدلًا كبيرًا في العالم العربي بسبب وجود شخصية مثلية الجنسية في الفيلم، ما أدى إلى منعه في مصر والسعودية وعدد من الدول العربية، وذلك بعد رفض ديزني طلب السعودية حذف مشهد مدته ١٢ ثانية به حديث عن علاقة جنسية مثلية.
ومنذ طرحه بعدد كبير من الدول حول العالم، يواصل فيلم "Spider-Man: Across the Spider-Verse" تصدره عائدات شباك التذاكر العالمي بإجمالي إيرادات بلغت ٤١٧ مليون دولار، جمع منها ٢٥٢ مليونا في السينمات الأمريكية و١٦٥ مليونا في الأسواق الأجنبية - حتى السبت الماضي - فيما بلغت تكلفة الفيلم الإنتاجية نحو ١٠٠ مليون دولار تقريبًا.
وقبل ٥ سنوات، صدر الجزء الأول من فيلم الرسوم المتحركة "Spider-Man: Into the Spider-Verse"، لكنه لم يحدث نفس الضجة الموجودة حاليًا نظرًا لأنه لم يكن يتعارض مع أي من معايير الرقابة في الدول العربية.
وبلغت حصيلة الفيلم الإجمالية ٣٧٥ مليون دولار عالميًا، جمع منها ١٩٠ مليونا في الصالات الأمريكية و١٩٠ مليونا في السوق الأجنبية؛ أما في دور العرض المصرية فحقق وقتها نحو ١٤٧ ألف دولار تقريبًا، وفق موقع "بوكس أوفيس موجو".
ولم يقتصر منع الأفلام في دور العرض المصرية على قضايا المثليين فقط، إذ أن هناك عددا من الأكواد بجانب الكود الجنسي، مثل الديني والسياسي، الذي يتعارض مع متطلبات الرقابة في بعض الأحيان، مثلما حدث مع فيلم "The Da Vinci Code" في عام ٢٠٠٦، حيث تسبب في مشاكل مع الفاتيكان التي طالبت بمنعه ومقاضاة منتجيه... وتدور أحداثه حول وقوع جريمة قتل داخل متحف اللوفر، حيث تشير القرائن في لوحات دافنشي إلى اكتشاف سر ديني تحميه جمعية سرية منذ ألفي سنة، والتي يمكن أن تهز أسس المسيحية، وتم منع عرض هذا الفيلم في عدد من الدول منها: مصر والأردن ولبنان والهند وتايلاند وسنغافورة والصين والفيلبين لكونه فيلمًا يسيء للمسيح ومريم العذراء ومعتقدات الديانة المسيحية.
ويعد أيضًا فيلم "Natural Born Killers" إنتاج عام ١٩٩٤، واحدًا من أشهر الأفلام الأجنبية الممنوعة من العرض عالميًا، وهو فيلم أمريكي تم إنتاجه في عام ١٩٩٤، من إخراج أوليفر ستون، وتدور أحداثه حول زوجين من السفاحين، ويستعرضان رحلتهما الدموية في القتل والتعذيب، ويسلط الفيلم الضوء على السفاحين والشهرة التي يكتسبونها من هذه الجرائم ما دفع البعض لتقليد أحداث الفيلم رغبة في الشهرة مما كان سببًا في المنع.
أما مجموعة أفلام الخيال العلمى الشهيرة "ماتريكس" بشعبية كبيرة في مصر، وهو يحكى عن عالم افتراضى صنع من قبل آلات حسابية لإخضاع الإنسان واستخدامه كبطاريات لصالحهم. وعلى الرغم من شهرته الكبيرة في مصر، إلا أن الجزء الثانى من الفيلم "The Matrix Reloaded" إنتاج عام ٢٠٠٣، تم منعه من العرض بسبب احتوائه على الكثير من مشاهد العنف إلى جانب تناوله فكرة الخلق والوجود وإثارة العديد من القضايا والأمور المرتبطة بالديانات السماوية الثلاث.