استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء اليوم الثلاثاء بقصر الإليزيه، رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، وذلك خلال زيارتها الأولى إلى فرنسا منذ انتخابها رئيسة للحكومة الإيطالية في 2022.
ومن المقرر أن يجري ماكرون وميلوني مباحثات حول العلاقات الثنائية وتنفيذ "معاهدة كويرينال" الموقعة في 2021 والرامية لتعزيز العلاقات بين البلدين، حسبما ذكر الإليزيه، وذلك خلال اجتماع ينُظر إليه على أنه محاولة لتهدئة التوتر بين البلدين وتكريس عودة العلاقات الثنائية إلى طبيعتها، خاصة بعد أشهر من الاضطرابات.
وتأتي ميلوني إلى باريس للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للمكتب الدولي للمعارض والمخصص للاستماع لعرض ترشيحات الدول الأربع المتنافسة على استضافة معرض "إكسبو 2030" وهي السعودية وإيطاليا وكوريا الجنوبية وأوكرانيا. لذلك، تتواجد ميلوني بالعاصمة للدفاع عن ترشيح روما لتنظيم المعرض، إلا أنه تم الإعلان عن هذا الاجتماع مع ماكرون، والذي يعقد في سياق مضطرب بين البلدين.
ففي الفترة الماضية، شهدت العلاقات بين فرنسا وإيطاليا توترات وبعض الاضطرابات، خاصة فيما يتعلق بقضية الهجرة الشائكة، منذ أن تولت ميلوني قيادة الحكومة المحافظة في روما.
وبدأت التوترات عندما رفضت ميلوني، في نوفمبر الماضي، استقبال 230 مهاجرًا على متن سفينة "أوشن فايكنج"، ثم استنكرت باريس هذا "السلوك غير المقبول"، وفي فبراير، دعا ماكرون المستشار الألماني على العشاء بالتزامن مع زيارة الرئيس الأوكراني في باريس ولكن لم يدعوها، وهو الأمر الذي أثار حفيظة جورجيا ميلوني.
وشبت أزمة جديدة بين البلدين في مطلع مايو الماضي بعد التصريحات التي أدلى بها في 4 مايو وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانين، والذي أكد أن جورجيا ميلوني "غير قادرة على حل مشاكل الهجرة التي على أساسها تم انتخابها". وكانت ردود الفعل قوية من الجانب الإيطالي، حيث طالبت إيطاليا باعتذار وألغت زيارة وزير خارجيتها.
منذ ذلك الحين، تحاول باريس وروما تهدئة الأمور، ففي نهاية مايو الماضي، التقت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا ونظيرها الإيطالي أنطونيو تاياني في روما في أجواء وصفت بأنها كانت "ودية للغاية". وأكدت كولونا على أن العلاقات جيدة.
واليوم، استقبل إيمانويل ماكرون، جورجيا ميلوني أخيرا بقصر الاليزيه بباريس، في محاولة لتهدئة العلاقات الثنائية. وقد التقى الزعيمان بشكل غير رسمي في روما، بعد تعيين جورجيا ميلوني مباشرة، ثم في اجتماعات ثنائية على هامش فعاليات واجتماعات دولية.
ومن المقرر أن تتناول المباحثات أيضا القضايا الأوروبية، حيث سيستغل ماكرون وميلوني هذا الاجتماع للتحضير للمجلس الأوروبي الذي سيعقد في بروكسل يومي الخميس 29 والجمعة 30 يونيو الحالي.
وستتناول المباحثات كذلك بين الرئيس الفرنسي ورئيسة الوزراء الإيطالية قمة حلف شمال الأطلسي التي ستعقد في فيلنيوس بليتوانيا يومي الثلاثاء والأربعاء 11 و12 يوليو القادم، حسبما ذكرت الرئاسة الفرنسية.
كما أكد بيان الإليزيه أن محادثاتهما ستكون فرصة لإعادة تأكيد دعمهما المشترك لأوكرانيا على جميع الأصعدة الإنسانية والعسكرية والاقتصادية.