صدر حديثا عن المركز العربي للصحافة، ديوان جديد بعنوان "شمس مستعجلة"، للكاتب والمترجم السوري أسامة إسبر، ضمن سلسلة "تحولات" التي يصدرها المركز.
يقع الديوان في 335 صفحة من القطع المتوسط، والذي يضم 102 قصيدة، بالإضافة إلى تقديم للشاعر السوري أدونيس بعنوان "إلى القارئ الصديق".
وفي قصيدة "أوراق النعي" يقول الشاعر:
تستقيظ المدينة في أوراق النعي.
كل فجر نسمع أو نقرأ خبرا
عن موتها في وجه يغيب.
تستقيظ المدينة داخل أسوارها
وتبقى حية في موتها
وليس لها أبناء أو أقرباء كي نعزيهم.
المدينة تدفن مع كل ميت
ثم تعود من القبر فقط
كي تهيء جدرانها
لمزيد من أوراق النعي.
الزمن فيها صاحب مطبعة
لا تطبع إلا أسماء الموتى.
ليس فيها أضواء
كى ترى أقدامنا الطريق
ولم يكن النهار يأتي
كان هناك ليل فقط
وفي هذا الليل كرسي واحد
يجلس على قامة المدينة.
المدينة التي نولد فيها ولا نعيش
المدينة التي لا تتناقل أخبارا
إلا عن موتنا
سنظل نسألها عن حياة أخرى
سنظل ننقب فيها كالمجانين عن ضوء
في نهاية النفق.
يُذكر أن سلسلة "تحولات" تصدر عن "المركز العربي للصحافة" برئاسة الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، وبإشراف الشاعر السوري أدونيس، وقد أطلقت في مستهلّ إنتاجها ديوان الشافعي، إلى جانب ديوان "الماكنة" للشاعر العراقي علي العطار، وديوان "رأسي البسط، جسدي المقام، أنا كسر بين الأرقام" للشاعر السوري باسم سليمان، وديوان "المكان الذي يتراص فيه الغرقى" للشاعر العراقي نصيف الناصري، وديوان "بنات البدء، المجازات" للشاعر السعيد عبد الغني.
ويأتي اختيار أعمال السلسلة من الدواوين العربية، وفق ما يوضحه الشاعر أدونيس، بناء على أساسين في الكتاب الشعري: "الأول، أنه يحقق في رؤيته وطُرُق تعبيره، قطيعة جمالية وفكرية مع الشعر السائد.
والثاني، أن فيه ما يؤسس لعلاقات جديدة بين الكلمة والكلمة، وبين الكلمة والشيء، وبين كتابة الشعر من جهة، وقراءته وفهمه وتلقيه من جهة ثانية، ومعنى ذلك أن يكون فيه ما يؤسس لأفق آخر في الكتابة الشعرية العربية جماليًّا ومعرفيًّا".