الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

دودة الحشد تحاصر مزارعي مصر من جديد.. تلتهم 80 محصولًا أبرزها الذرة والقصب والأرز والقطن.. وتطير لمسافة 100 كيلو متر في اليوم الواحد.. خبراء يضعون روشتة متكاملة لمكافحة الآفة وضوابط استخدام المبيدات

ستاندر- تقارير
ستاندر- تقارير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

من جديد عادت دودة الحشد الخريفية إلى الظهور في العديد من المحافظات الأمر الذي يهدد العديد من المحاصيل الزراعية، حيث تكمن خطورة دودة الحشد أنها يمكن أن تلتهم 80 محصولاً في أيام معدودة من بينها الأرز والقطن وقصب السكر والذرة الرفيعة وغيرها من المحاصيل المهمة، الأمر الذي دعا العديد من المهتمين بالشأن الزراعي للتحذير من خطورة هذه الدودة. 

مخاطر دودة الحشد

وإلى جانب تهديدها للعشرات من المحاصيل المهمة فإن هناك العديد من المخاطر الأخرى التي تترتب على انتشار دودة الحشد في الزراعات والحقول المختلفة، حيث تنتشر بشكل كبير في صعيد مصر وبعض محافظات الدلتا، وتعد دودة الحشد الخريفية أخطر الآفات الزراعية التي تهدد المحاصيل الصيفية إذ إنها تتغذى على محصول الذرة والقصب والأرز والقطن بشراهة، وتعد من أكثر الحيوانات انتشارًا إذ إنّه يمكن للحشرة الطيران لمسافة 100 كيلو متر في اليوم الواحد، وتبيض ما يقرب من 2000 في الشهر.

وانتشرت الآفة الخطيرة في كل الدول الإفريقية قادمة من قارة أمريكا الجنوبية، وقضت على ملايين الأفدنة وتسببت في أزمات حادة للمزارعين حيث قضت على محاصيل الذرة والقطن وقصب السكر، والعديد من المحاصيل التي تتغذى عليها الحشرة، وهو ما دعا وزارة الزراعة لإطلاق مشروع مشترك مع منظمة الأغذية والزراعة «فاو» التابعة لهيئة الأمم المتحدة، بهدف حماية صغار المزارعين في مصر من مخاطر دودة الحشد. 

ويهدف المشروع الذي تم تدشينه في 2020 إلى حماية سبل العيش والأمن الغذائي لأصحاب الحيازات الصغيرة بمن فيهم النساء والشباب الذين يعيشون في المناطق المتضررة من دودة الحشد الخريفية وتطوير قدرات أصحاب المصلحة الرئيسيين في مجال التوعية والمراقبة والإشراف والإدارة المتكاملة للدودة، من الأهداف الرئيسية لإطلاق مشروع الاستجابة الطارئة لتعزيز القدرات المحلية في مصر لاستخدام نظام الإنذار المبكر لدودة الحشد الخريفية ورصدها وإدارتها، كما يهدف المشروع إلى المساهمة في التقليل من تأثير الدودة لأقصى درجة ممكنة والسيطرة على تفشي الدودة من خلال تعزيز قدرات رصدها والإدارة المتكاملة لها على جميع المستويات، بحسب بيان صادر عن "الفاو" 

"الفاو" تضع روشتة لمقاومة دودة الحشد الخريفية

ونظرًا لخطورة دودة الحشد وضعت منظمة "الفاو" الدليل المتكامل لمقاومة ومكافحة دودة الحشد الخريفية، ونصحت في مقدمة الدليل بضرورة الحرص على زراعة أصناف عالية الجودة قادرة على التحمل، مع إزالة الأعشاب باسـتمرار لتقليل العوائل الأخرى، وكذلك يجب على المزارع بدء الموسم الزراعي بالحراثة العميقة للتربة لتعريض اليرقات والعذارى الموجودة في التربة لأشعة الشمس، وتجنب الزراعة المتأخرة والزراعة المتداخلة.

كما نصح الدليل بجمع النباتات المصابة للتخلص من مصادر الإصابة المستقبلية وذلك بوضعها في أكياس بلاستيكية سوداء محكمة الإغلاق وتعريضها لأشعة الشمس، ومن ثم التخلص منهـا بطريقة آمنة خارج الحقل، وفي حالة وجود خليط من النباتات، أو المحاصيل في نفس القطعة فإن الفراشات المؤنثة، تصاب بارتباك يقلل من وضع البيض، مثل زراعة الذرة مع محاصيل أخرى مثـل البقوليات والبطاطا الحلوة.

كما نصحت "الفاو" بضرورة التنوع النباتي، حيث قالت إن تقنية الجذب والدفع تعد مثالاً جيداً على جدوى التنوع النباتي وذلك باستخدام بعض الأنواع النباتية التي تدفع دودة الحشد الخريفية بعيداً عن المحصول، وكذلك زراعة نباتات أخرى خارج الحقول لجذب هذه الآفة اليها، كذلك التعقيم الشمسي للتربة للتخلص من أطوار الحشرة المختلفة.

وأوصت "الفاو" بجمع وسحق كتل البيض واليرقات الصغيرة يدويا، كما يمكن وضع الرمل أو التربة في قلب النبتة التي تتغذى عليها الدودة لخنق اليرقات، وعند العثور على يرقات ميتة طبيعيا يمكن تجميع هذه اليرقات وطحنها ورشها مرة أخرى، لاحتمال احتوائها على المرض المتسبب، في موت اليرقات.

كما يمكن جذب النمل من خلال وضع المحلول السكري الذي يعتبر من المفترسات لدودة الحشد الخريفية، كما يمكن مكافحة دودة الحشد باستخدام مبيدات حيوية مثل رش المبيد الحيوي بكتيريا Bacillus، أو thuringiensis وفطر Beauveriabassiana في الأطوار اليرقية الأولى للحشرة.

ولفتت "الفاو" إلى إمكانية استعمال الطفيليات والمفترسات بإطلاق المفترسات كحشرة أبو مقص والبقة المفترسة insidiosus Orius التي تتغذى على البيض واليرقات للحشرة، واستخدام مبيدات حيوية مستخلصة من الكائنات الحية، واستخدام المبيد الحيوي الحشري Spinosad، أو استخدام مستخلصات النباتات، والرش بمبيدات نباتية مثل النيماو الازاديراختين.

ضوابط استخدام المبيدات لمكافحة دودة الحشد

يمكن مكافحة دودة الحشد كيميائيا، وذلك باستعمال المبيد الحشري المناسب المتخصص لحشرات حرشفية الأجنحة، مثل مبيد Indoxacarb, benzoate Emamectin, cyhalothrin Lambda, Chlorantraniliprole، ومعظم هذه المبيدات فعالة لأعمار اليرقية الصغيرة للحشرة، وترش في داخل قمع النبات حتى يكون المبيد فعالا، ويرش المبيد الحشري في وقت مبكر من الصباح أو المساء، نظرا لكون الحشرة عثة ليلية، كما يجب استخدام تركيز عال لمكافحة الأعمار اليرقية الكبيرة، ووضع برنامج إدارة المقاومة وتدوير استخدام المادة الفعالة للمبيدات التي يكون طريقة تأثيرها على الحشرة مختلفا كل 30 يوما، مع ضرورة التقيد بمعدل استخدام المبيد وفترات استخدامه الموصى بها وفقا للتعليمات الموضحة على بطاقة البيان.

من جهتها، وضعت لجنة مبيدات الآفات الزراعية، التابعة لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، مجموعة من الضوابط لاستخدام المبيدات لمكافحة دودة الحشد، وهي:

- يراعى عند اختيار المبيد عمره النباتي والعمر اليرقي في حالة البادرات والنموات الحديثة.

- عند وجود لطع البيض أو فقس حديث أو العمر اليرقي الثاني يتم استخدام أحد المبيدات الحيوية مثل BT.

- في الإعمار الوسطية يستخدم مبيد الأماميكتين بنزوات.

- في حالة وجود إعمار متقدمة من الرابع حتى السادس يستخدم مبيد الكلوروبيريفوس.

- في جميع الأحوال لا يسمح بجمع الذرة أو دخول حيوانات المزرعة إلى الحقل قبل مرور أسبوعين من الرش.

- تتم عمليات إطلاق طفيل “التريكوجراما” في حقول قصب السكر والذرة فورًا.

- استخدام بعض الوسائل الميكانيكية في حالة الإصابات المحدودة.

كما نصحت لجنة المبيدات بتنفيذ خطوات مكافحة دودة الحشد الخريفية، خلال الموسم الزراعي الصيفي الحالي، والذي يزرع فيه محصول الذرة والقطن والأرز، وتتمثل الخطوات في التالي:

- المنع بالوسائل الزراعية وإزالة العوائل المصابة والمنزرعة في غير الموعد المناسب.

- متابعة المحصول ورصد ما يحدث به من تغييرات.

- تشخيص المشكلة وتحديد الأهمية الاقتصادية للآفة والحد الاقتصادي للضرر، واتخاذ قرار المكافحة.

كما وضعت مجموعة من الإجراءات لمكافحة دودة الحشد، وعلى رأسها: 

- تحديد الوسيلة المثلى للمكافحة، وكذلك الوقت المناسب للتدخل.

- استخدام الأعداء الحيوية التريكوجراما والمتطفلات والمفترسات والفيروس المتطفل على دودة الحشد الخريفية والمعروف بـNPV.

خبراء يوضحون طرق المكافحة

وفي هذا الشأن، دعا الدكتور على سليمان رئيس لجنة الصحة والصحة النباتية بوزارة الزراعة رئيس مجموعة العمل في برنامج “الإدارة المستدامة لدودة الحشد الخريفية في مصر، إلى تنفيذ مجموعة من التوصيات لمكافحة دودة الحشد الخريفية.

وأوضح "سليمان" في تصريحات تليفزيونية أنه حال تخطي مُعدلات إصابة المحاصيل بالحشرة لحدود الـ5% . يجب الالتزام بتنفيذ توصيات رئيسة، لضمان عدم حدوث أي إصابات، وتجنب الوصول إلى المرحلة التي تفرض استخدام المبيدات الكيميائية، والتي قد لا تؤتي ثمارها حال حدوث أي خطأ في تنفيذ المُعاملات الخاصة بها، ما يعني خسارة جانب كبير من المحصول، علاوة على ارتفاع قيمة المُدخلات، ما يُقلص من حجم الأرباح الاقتصادية المُتوقعة.

وأكد أن هذه التوصيات هي:

  • استخدام أي مادة خشنة “تراب الحقل”، التراب الأحمر “المحمة” أو تراب الفرن، الرمال.
  • إضافة بعض  من مطحون الشطة الحمراء إلي هذا التراب أو تراب “محمة الفرن” الناتج عن تشغيل الفرن البلدي، مع رشها داخل قلب النبات “بلعوم النبات”  وخاصة الذرة.
  • يتم تطبيق هذه العملية بواسطة أي عبوة من عبوات “بودرة التلك” أو زجاجة مُشابهة بعد تثقيب غطائها في عملية الرش علي دودة الحشد الخريفية.

من جهته، قال حسين عبدالرحمن أبو صدام نقيب الفلاحين، إن دودة الحشد أصبحت من الآفات المتعارف عليها من قبل المصريين في السنوات الأخيرة، وذلك نظرًا لخطورتها الكبيرة على المحاصيل، حيث تعد من أخطر الآفات التي قد تفتك بالمحاصيل الاستراتيجية ومنها الذرة وكذلك القطن وقصب السكر.

وأضاف "أبو صدام في تصريحاته لـ"البوابة" أن انتشار دودة الحشد في مصر عام تلو الأخر جعل هناك أهمية كبرى لتكثيف حملات التوعية والإرشاد الزراعي من أجل القضاء على هذه الآفة الخطيرة حيث إن دودة الحشد ظهرت في مصر لأول مرة قبل 5 سنوات بالتحديد في 2019، ووقتها كانت معرفة المزارعين بها ضعيفة وفشلت طرق المكافحة التقليدية في القضاء عليها. 

وتابع: "خطورة دودة الحشد تكمن في أنها تتغذى على مئات الأنواع من المحاصيل أبرزها الذرة والقطن والأرز وقصب السكر والطماطم والبرسيم وفول الصويا، كما أن دورة حياتها نحو 30 يوما في الصيف و90 يوم في الشتاء، وتنشظ هذه الحشرات في المساء حيث يمكن أن تطير100 كم في الليلة الواحدة".