قال المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي للجنوب الإفريقى تومسون فيرى "إن البلد الذي ينتج أغلى المعادن في صنع أحدث التقنيات لديه أكبر عدد من الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم"، محذرا من أن حوالي 25.8 مليون شخص سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد في عام 2023، وهو ثلاثة أضعاف عدد سكان سويسرا".
وأضاف فيري خلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو في جنيف، اليوم الثلاثاء أن شرق الكونغو هو مثال كلاسيكي على أزمة منسية، خاصة وأن المنطقة بها جميع مكونات الكارثة الإنسانية من الصراع والوصول المقيد والأزمة الاجتماعية والاقتصادية والمناخية ونقص التمويل المعوق، مشيرا إلى أن شرق البلاد يتصارع مع الجماعات المسلحة النشطة من غير الدول، مما يؤدي إلى تفاقم دائرة العنف المستمرة ونزوح أعداد كبيرة من السكان وتفاقم الوضع الإنساني الهش بالفعل.
وأوضح برنامج الغذاء العالمى أن حوالى 5.7 مليون شخص نزحوا منذ مارس 2022 في شمال كيفو وجنوب كيفو وإيتوري بشرق البلاد، بينما نزح 6.2 مليون شخص من ديارهم في جميع أنحاء البلاد، وهو أعلى رقم في إفريقيا، وأن الملايين من الأشخاص ليس لديهم خيار سوى العيش في مخيمات مكتظة.
أزمة المناخ تؤدى إلى تفاقم الوضع الإنساني
ولفت فيري إلى أن أزمة المناخ تؤدى إلى تفاقم الوضع الإنساني الهش بالفعل، وقتل ما لا يقل عن 400 شخص في الفيضانات الشهر الماضي، كما تم تدمير حوالي 3000 منزل، وتشريد سكان 108 آلاف منزل مما أثر بشكل مدمر على سبل عيشهم وإمكانية وصولهم إلى شريان الحياة للإمدادات الحيوية، مشدد على أن المجتمعات المضيفة تواجه الآن أكثر من أي وقت مضى خطر الجوع، وتحتاج إلى تدخل طارئ.
وبين أن البرنامج قام بتنشيط توسيع نطاق مؤسسي لشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية لتكثيف المساعدة للوصول إلى 3.6 مليون شخص ضعيف في الأشهر الستة المقبلة، مؤكدا أنه في حاجة إلى 870 مليون دولار للاستجابة الإنسانية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث أنه لديه عجز في التمويل قدره 738.5 مليون دولار (85%).