قالت رئيسة سياسات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) سارة هيج، التابعة للأمم المتحدة في لبنان، "إن تقييما أخيرا للأزمة الاقتصادية الشديدة في لبنان في عامها الرابع، ووفقا لاستطلاع في مايو شمل اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين، وجد أن العائلات هناك على حافة الانهيار، وأن الآباء يضطرون بشكل متزايد إلى اللجوء إلى استراتيجيات تضر برفاهية أطفالهم".
وأضافت هيج - خلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو في جنيف، اليوم /الثلاثاء/ - أن النتائج الصادمة تشير إلى أن تسع عائلات من كل 10 لم تعد تملك المال الكافي لتغطية حتى النفقات الأساسية، بينما قامت غالبية العائلات بخفض الإنفاق على الرعاية الصحية والتعليم، وحتى العيش بدون رعاية صحية أصبح شائعا.
وأوضحت المنظمة أن الاستطلاع أظهر أيضا أن عائلتين من كل خمس عائلات تجبر الآن على بيع ممتلكاتها المنزلية لمجرد شراء مواد يومية، مضيفة أنه "من المثير للقلق أن الأنظمة الغذائية للأطفال تتدهور بسرعة من حيث الجودة، وأن ما يقرب من طفل واحد من بين كل ثلاثة أطفال أضطر إلى النوم جائعا الشهر الماضي".
وفي هذا الصدد، أشارت هيج إلى أنه يتم الآن إرسال طفل واحد من كل 10 أطفال للعمل لكسب الدخل، موضحة أن الرقم بالنسبة للأطفال السوريين أعلى من ذلك بكثير حيث يزيد عن 1 من كل 4 أطفال، مؤكدة أن الأزمة الاقتصادية في لبنان وصلت إلى مستوى جديد من "الإلحاح"، وأن آفاق لبنان ليس هي فقط على المحك، ولكن مستقبل أبنائه أيضا.
ولفتت المنظمة إلى أن الأزمة تسببت في خسائر فادحة في الصحة العقلية للأطفال، حيث أفاد نصف مقدمي الرعاية أن أطفالهم يظهرون بشكل منتظم مكتئبين أو حزينين للغاية وبما يدمر العلاقات الأسرية، خاصة وأنه مع ارتفاع مستويات التوتر ينخفض التسامح ويريد الأباء بشكل متزايد ضرب أطفالهم أو الصراخ عليهم.
وحذرت (يونيسيف) من أن الخدمات العامة في لبنان على وشك الانهيار التام، مشددة على ضرورة أن تذهب عائدات الضرائب الوطنية المتزايدة نحو تمويل هذه الخدمات، بما في ذلك التعليم والمياه والرعاية الصحية وحماية الطفل.
وأعربت عن القلق لأنها لم تتلق سوى ثلث الأموال التي تحتاجها لعام 2023، وذلك برغم زيادة الاحتياجات، مما يعرض قدرتها على الاستجابة للأزمة وحماية أطفال لبنان وبشكل خطير.