مع وصول عقارب الساعة الخامسة صباحا، هناك في منطقة محيط الصيدليات بالمنيب، كانت الأمور تسير بشكل طبيعي، حالة من الهدوء والصمت تعم أجواء المكان، حتى قطع الصمت الذي يسيطر على الأرجاء، صوت شاب قادم من إحدى الشقق يستغيث قائلا: «الحقوني أخويا هيموتني»، استيقظ الأهالي من نومهم لاكتشاف الأمر، حتى أخبرهم رجل مسن يقطن بذات العقار الذي خرج منه صوت الاستغاثة: «أحمد قتل أخيه محمود داخل الشقة»، لتبدأ بعدها كواليس مثيرة انتهت بالقبض على المتهم معترفا بجريمته.
كواليس جريمة قابيل وهابيل في المنيب كما سردها «حوده» جار الشقيقان «القاتل والضحية» لـ«البوابة نيوز» كانت هي النهاية المتوقعة لكل من يسلك طريق الهلاك حيث تعاطي المخدرات، فالمجني عليه يدعى «محمود» وشهرته «سحلية» يقيم مع شقيقه القاتل «أحمد» داخل شقة الأب والأم عقب وفاتهما، أحمد كان يعمل سائقا، وعقب دخوله لطريق تعاطي المخدرات أصبح عاطلا، بينما محمود المجني عليه، لم يكن له عمل ثابت، فكان يعمل «سايس»، يمسح السيارات، وحين اتجه إلى تعاطى الأيس والبودر، نادرًا ما كان يخرج إلى عمل، واتخذ من التسول طريقًا لجلب الأموال، وكان مشهور عنه تعاطي المخدرات بكل أنواعها، مستطردا: «كان بيقعد أمام المنزل يكلم نفسه ويهلوس بعد ما يشرب والناس كلها كانت بتخاف منهم».
وأضاف الجار: «قبل نحو ثلاثة أشهر توفي شقيقهما الأكبر «كريم» بجرعة زائدة وسط الشارع، وهو ما جعل أحمد المتهم ينتقم من شقيقه محمود لأنه مَن هو جعلهم يسلكون طريق تعاطي المخدرات، وقبل أيام من الواقعة استل المتهم سكينًا من داخل جزراة هنا في المنطقة وكاد أن يذبح شقيقه المجني عليه لولا تدخل الأهالي وظل يصرخ وسط الشارع: "منك لله خلتني مدمن وأخوك مات بسببك».
وتابع: «يوم الواقعة خرج صوت استغاثة من شقتهم الكائنة في الدور الأرضي، ظل خلالها محمود يصرخ الحقوني أحمد هيموتني، واعتقد الأهالي وقتها أنها مشاجرة بينهما كالعادة لكنها في تلك المرة كانت مختلفة، وعندما اشتد الصراخ هرولت إلى شقتهم ووجدت محمود مسجي على السرير وبه آثار ذبح وطعن، وعلى الفور تجمع الأهالي وتم إبلاغ الشرطة، وتبين أن المتهم هرب من «الشباك» في يده سلاح الجريمة، وبإخطار النيابة العامة والطب الشرعي تبين أنه تلقى نحو 30 طعنة في الرقبة والصدر، وعقب تقنين الإجراءات القانونية، نجح رجال المباحث في ضبط المتهم، والذي اعترف بارتكاب الواقعة ومثل الجريمة أمام النيابة العامة، وقال المتهم إنه: «قرر قتل شقيقه بسبب المخدرات لأنه هو مَن أدخله لطريق الآيس والشابو والبودرة، وفي سبيل ذلك استل السكين وسدد طعنات نافذة له حتى صعدت روحه لبارئها».