أعرب مجموعة من المثقفين، عن حزنهم برحيل الكاتب المسرحي محمد أبو العلا السلاموني، والذي يعد أحد أهم أعمدة المسرح العربي، وأبرز مبدعي جيل السبعينيات.
قالت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، إن الثقافة العربية فقدت أحد أهم مبدعيها، فهو روائي وكاتب مسرحي أثرى الحياة المسرحية بأكثر من ٤٠ نصًا مسرحيًا خالدًا على مدار تاريخه الطويل، والذي استمر عطاؤه خلاله حتى اللحظات الأخيرة من عمره، ليرحل تاركًا إرثًا مسرحيًا وأدبيًا خالدًا.
حسين حمودة: نصوصه نهض أغلبها على معرفة واسعة بفن المسرح
وقال الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب بجامعة القاهرة، إنه مبدع وإنسان طيب ينضم إلى قافلة الراحلين الجميلة، لم نكن، خلال سنوات، قريبين تمامًا، حضر بعض الرسائل الجامعية التي تم إنجازها عن مسرحياته، في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وكنت مشاركًا في مناقشتها، كنا نتبادل التحيات والسلامات والمودة العابرة، لكن اقترابنا الأكبر تحقق قبل حوالي شهرين، وخلال يومين، أثناء مشاركتنا في تحكيم مسابقة «إبداع» التي تنظمها وزارة الشباب والرياضة لطلاب الجامعات في مجالات إبداعية وفنية متعددة، والتي تنتهي بلقاءات مصوّرة مع الطلاب بمدينة الشباب بالإسكندرية.
وتابع: لقد جمعتنا بداية الرحلة في «ميكروباص» صغير أتى لينقل المحكّمين الذين يسكنون في مدينة 6 أكتوبر إلى الإسكندرية، وكنا أربعة: الفنانة فردوس عبدالحميد، وهو، والفنان محمود الحديني، وأنا، خلال الطريق، ثم خلال اليومين التاليين، كان تقاربنا قد اكتمل لطفه، ودماثته، وآراؤه العميقة، كانت غالبة في نقاشاتنا الجانبية، هو وأنا ولا أعرف لماذا، ومن غير مناسبة، قال لي إنه أصبح أخيرا يشعر بالاطمئنان والراحة بعد رحلة حياة شاقة.. الأبناء تزوجوا، وأصبح يقضي وقتا طيبا مع زوجته دون قلق أو خوف من المستقبل.
وواصل: على الغداء، وكان سمكا، لفتت طريقته الدقيقة المتأنية، في التعامل مع السمكة بطبقه، انتباه الفنانة فردوس عبدالحميد.. فقالت له إنه أفضل من رأته يأكل السمك"، وإنه يتعامل مع السمكة «بطريقة مبدعة»، فضحك هو وقال إن «التفسير المزدوج» لهذا هو «إن أنا من دمياط».
وبعد أن انتهينا من التحكيم، في مجالينا، وفي نهاية لقاءاتنا، تبادلنا أرقام الموبايل، وقال لي إنه سيكون سعيدا إذا جمعتنا المكالمات، وربما الزيارات، خصوصا أننا لسنا بعيدين، وأن عنده في هذه الفترة من حياته وقت فراغ طويلا، وها هو يرحل دون أن نتكلم أو نتزاور، ودون أن يبقى له وقت فراغ طويل أو قصير.
وأكد حمودة، نصوصه المسرحية التي نهضت في أغلبها على معرفة واسعة، وإدراك عميق بفن المسرح، وأدواره الثقافية المتعددة التي قام بها، وظل يقوم بها حتى اللحظات الأخيرة، وحضوره الممتد الدمث الجميل الذي شهده كل من اقترب منه، ولو من بعيد، كلها مما سيبقيه بيننا رغم رحيله.
عبدالرازق حسين: أنهى حياته مدافعًا عمّا يؤمن به
وقال الناقد عبدالرازق حسين، رئيس تحرير مجلة المسرح بالمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إن الكاتب محمد أبوالعلا السلاموني، توفي بعد أقل من عشر دقائق من بدء الاجتماع الذى طالب به، فى الواحدة والنصف ظهر الأحد 18 يونيو الجاري، فقد حضر إلى مقر المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، للاجتماع مع مجلس الإداره لمناقشة مصير مجلة «المسرح»، وهل يتوقف إصدارها الورقى وتتحول إلى الإصدار الإلكترونى، وبدأ يتحدث بحماس وانفعال شاب فى العشرينات من العمر، قائلا: إنه يرفض تماما تحويل هذا الإصدار إلى إلكترونى.
وتابع: أثناء الحديث أشار «السلاموني» إلى ما يصدر عن كافة الدول العربية من مجلات متخصصه فى المسرح.
وأوضح حسين، أنه السلاموني تحدث أيضا عن أهمية تكامل الأجهزة التابعة للثقافة، وفجأة بدأ يتنفس بصعوبة ويفقد الوعى وسط ذهول ودهشة وصدمة الحاضرين، ذلك المشهد المأساوى كان فوق طاقة احتمال الجميع، إلى شاء القدر أن تنتهى حياته وهو يدافع عن ما يؤمن به.
هشام عطوة: تمتع بسيرة إبداعية كبيرة فى المسرح والدراما
وقال المخرج هشام عطوة، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، إن الراحل تمتع بسيرة إبداعية كبيرة في المسرح المصري والدراما التلفزيونية، ويعد أحد أعمدته بما قدمه من أعمال عديدة مخلدة في الذاكرة، كما تمتع بقدراته الإدارية عبر تدرجه في العديد من المناصب ومنها إدارة المسرح، ورئاسة تحرير سلسلة «نصوص مسرحية» بقصور الثقافة.
إبراهيم الحسينى: صاحب المواجهات العنيفة مع التيارات الظلامية
وقال الكاتب المسرحي إبراهيم الحسيني، إنه حزن كبير بسبب فقد أحد أعلام الكتابة المسرحية في مصر والوطن العربي؛ التنويري، ممتلك المشروع الكتابي المؤثر؛ الذي يستمد جذوره من التاريخ والتراث وصاحب المواجهات العنيفة مع «التيارات الظلامية».
وتابع: أنه ليس وداعا يا أستاذ محمد أبو العلا السلاموني، فالوداع لمن يرحل أما أنت فستظل شامخا وعفيا بمسرحك الذي سطرته يداك؛ لن يؤثر الغياب الجسدي على وجودك الدائم بيننا وداخل حركة وذاكرة المسرح المصري، داعيا «لك الرحمة وللأهل ولنا جميعا الصبر وألم الفراق».