قال الكاتب الصحفي محمد أبو شامة، إنه لا يوجد تساؤل واحد يستحق الطرح في مسألة مؤتمر ثان لإعادة إعمار أوكرانيا، لكن التوقيت تحديدا وطبيعة المؤتمر والمشاركين فيه وطبيعة الأفكار التي سيتم طرحها من خلاله كلها تثير استفهامات.
وأضاف خلال مداخلة مع الإعلامية إيمان الحويزي في برنامج "مطروح للنقاش" على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن هناك تشككات أكثر، فموعد هذا المؤتمر تم تحديده قبل عام، تحديدا في مؤتمر إعادة الإعمار الأول في جنوب سويسرا في يوليو 2022.
وأوضح أن بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي قدموا قبل أيام مشروع للكونجرس بالاستفادة من الأموال الروسية المجمدة في تمويل إعادة الإعمار في أوكرانيا، فهذه بعض الإِراء تجعله محل تشككات وتساؤلات.
ولفت إلى أنه شخصيا تواجهه مشكلة مع مصطلح "إعادة الإعمار"، فهو مصطلح حديث تم ترويج له في العشرين عاما الأخيرة، وكل مؤتمرات إعادة الإعمار التي جرى تنفيذها كلها تستحق أن تعاد دراسة نتائجها، ومن المستفيد منها، أشك أنها كلها كانت مؤتمرات جلس فيها مستثمرو الحرب أو المستفيدون من الحرب، أو ما كنا نسميهم في الماضي في تراثنا الشعبي "أغنياء الحرب".
وتابع أن إعادة إعمار أوكرانيا تحديدا أطلق عليه وزير خارجية ألمانيا قبل شهور "خطة مارشال الأوكرانية"، حتى خطة مارشال نفسها هي خطة تم تنفيذها في منتصف القرن الماضي بعد الحرب العالمية الثانية لإنقاذ دول أوروبا أو لإعادة إعمار دول أوروبا، وهذه الخطة محل تشكك من بعض القوى الدولية في أنها كانت السبب الرئيسي في إطلاق الحرب الباردة بين القوى العظمى في ستينات القرن الماضي وحتى تسعينات القرن الماضي.
وذكر أنه قد يكون إطلاق هذا المؤتمر في هذا التوقيت هو جزء من التمويه السياسي الذي تستخدمه قوى الغرب التي تدعم أوكرانيا في الحرب، لإرباك خطط روسيا الهجومية في الحرب، كل الاحتمالات مفتوحة وكل المسارات على مستوى السلام أو على مستوى الحرب تجعلنا نفكر في نوايا من نظم هذا المؤتمر ومن دعا إليه، وهذا المؤتمر تم الدعوة له قبل 11 شهرا من الآن، وهو مرتب له ومعلن موعده ومعروف، كما لو كان الجميع يعلم أن الحرب كانت ستستمر لمدة عام.