ما زلنا نعاني من خطر الزيادة السكانية الذي زاد بصورة مبالغ فيها خلال الفترة الماضية حيث قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال كلمته في لقاءٍ بعدد من المواطنين أثناء زيارته لقرية الأبعادية بمحافظة البحيرة، مؤخرًا، بشأن الزيادة السكانية: «حتى عام 1953 كنا 19 و20 مليونا، كل مصر ريف وحضر، ثم في عهد الرئيس السادات وصلنا إلى 40 مليونا، وفي 2011 كنا تقريبا 80 مليونا، اليوم 105 ملايين، وإحنا قاعدين مع بعض كدا بقالنا كام دقيقة، كل 15 ثانية فيه مولود جديد، يعني كل دقيقة 4 أطفال».
وكشف الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في بيان رسمي، أن معدل المواليد انخفض لعام 2022 ليصل إلى 21.2 في الألف، وسجلت محافظات؛ أسيوط، وسوهاج، والمنيا، وقنا، وبني سويف أعلى معدلات للمواليد (27.2/ 26.9/ 26.0/ 26.0/ 24.3) لكل ألف من السكان على الترتيب، فيما سجلت محافظات؛ بورسعيد، ودمياط، والدقهلية، والإسكندرية، والغربية، أقل المعدلات (13.7/ 16.4/ 17.5/ 17.7/ 17.8) لكل ألف من السكان على الترتيب.
كما ذكر تقرير الجهاز تراجع أعداد المواليد خلال آخر 5 سنوات، والذي يعكس الجهود الملموسة في مواجهة الزيادة السكانية، وهو ما أظهرته أيضًا بيانات المسح الصحي للأسرة المصرية، حيث انخفض معدل الإنجاب من 3.5 مولود لكل سيدة في العام 2014 إلى 2.85 مولود لكل سيدة في العام2021.
وأوضح التقرير، أنه على الرغم من هذا التراجع إلا أن أعداد المواليد الحالية ما زالت في حدود 2.2 مليون مولود سنويا، مشيرًا إلى أن ذلك يستنزف موارد الدولة، ويلتهم جهود التنمية، ويمثل تحديًا تجاه ما تطمح إليه الدولة في خفض معدلات الإنجاب للحد الذي يسمح بأن يجني أفراد المجتمع ثمار التنمية.
وفي هذا السياق يقول الدكتور خالد الشافعي الخبير الاقتصادي، أن الأزمة السكانية ليست وليدة اللحظة وإنما موجودة من سنوات عديدة بسبب عدم التوعية بمخاطرها مثل البطالة والازمة الاقتصادية وأزمة السكن وغيرهما من المشاكل العديدة التي نعاني منها خلال العشر سنوات الأخيرة.
وأضاف الشافعي في تصريحاته لـ "البوابة نيوز"، ان مصر لديها موارد اقتصادية عديدة لو تم استغلال الزيادة السكانية بشكل صحيح وإدخال تلك الزيادة في زيادة الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي ستصبح مصر من أقوى الدول الاقتصادية خاصة في ظل ارتفاع سعر الدولار والأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم.
وفي نفس السياق يقول الدكتور سعيد صادق الخبير الاجتماعي، أن التخلص من الزيادة السكانية يمكن في وجود حملات إعلانية مثل اتنين كفاية وغيرها من الحملات التي تعمل علي تقليل الكثافة السكانية خاصة وأن الزيادة بتلك المعدلات مؤشر خطر في ظل إرتفاع الأسعار التي نواجهه.
وأضاف صادق في تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز"، لابد وأن يكون هناك دور قوي وفعال من الدولة في المناطق النائية ومحافظات الصعيد ووجود حملات توعية في مراكز الشباب والأندية وتوفير وسائل منع الحمل في الوحدات الصحية.