ينضم الكاتب المسرحي محمد أبو العلا السلاموني، الذي رحل عن عالمنا اليوم الأحد، عن يناهز ٨٢ عاما، أثناء حضوره إحدى اجتماعات المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، دفاعا عن مجلة المسرح، إلى قافلة الراحلين الجميلة، والذي يعد أحد أهم مبدعي المسرح العربي، وأبرز كتاب جيل السبعينيات، الذي أثرى المكتبة المسرحية بأكثر من ٤٠ نصاً مسرحيا خالدا على مدار تاريخه الطويل، واستمر عطاؤه خلاله حتى اللحظات الأخيرة من عمره.
ويقول عنه الكاتب المسرحي إبراهيم الحسيني، إنه حزن كبير بسبب فقد أحد أعلام الكتابة المسرحية في مصر والوطن العربي؛ التنويري، ممتلك المشروع الكتابي المؤثر، والذي يستمد جذوره من التاريخ والتراث وصاحب المواجهات العنيفة مع التيارات الظلامية،
وتابع: أنه ليس وداعا يا أستاذ "محمد أبو العلا السلاموني"، فالوداع لمن يرحل أما أنت فستظل شامخا وعفيا بمسرحك الذي سطرته يداك؛ لن يؤثر الغياب الجسدي على وجودك الدائم بيننا وداخل حركة وذاكرة المسرح المصري، داعيا "لك الرحمة وللأهل ولنا جميعا الصبر وألم الفراق".
ولد السلاموني في محافظة دمياط عام 1941، وحصل على ليسانس الآداب قسم الفلسفة وعلم النفس بجامعة القاهرة عام ١٩٦٨، عمل بالتدريس فى التربية والتعليم، ثم انتقل مديرا للفرق القومية المسرحية ثم مدير عام المسرح ثم مستشار المسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وأيضا رئيسا لتحرير سلسلة "نصوص مسرحية" حتى عام ٢٠١٢، وعضو نقابة المهن التمثيلية والسينمائية، وعضو اتحاد كتاب مصر واتحاد الكتاب العرب بدمشق، وعضو مجلس ادارة جمعية مؤلفى الدراما العربية، وعضو جمعية كتاب ونقاد السينما والجمعية المصرية لمؤلفى السيناريو، وعضو اللجنة العليا للمهرجان القومى للمسرح المصري، وعضو اللجنة العليا للمؤتمر العلمى للمسرح المصرى فى الأقاليم، وعضو لجنة اختيار مديري فرق البيت الفني للمسرح، وعضو المكتب الفني للمسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وعضو مجلس إدارة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي، وعضو لجان تحكيم جوائز الدولة التشجعية والتفوق والتقديرية بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضو لجان تحكيم جوائز المهرجان القومي للمسرح المصري وجوائز اتحاد كتاب مصر وجوائز محمد تيمور وجائزة توفيق الحكيم بالمركز القومي للمسرح وجوائز صندوق التنمية الثقافية.
كما شغل السلاموني عدة مناصب منها: رئيس مؤتمر دمياط الأدبي السابع عام ٢٠٠٠، ورئيس مهرجان الجمعيات الثقافية – برج العرب عام ٢٠٠٧، ورئيس المهرجان الختامي لفرق الأقاليم المسرحية ٢٠٠٩، ورئيس لجنة تحكيم مهرجان مسرح الغرفة بدمياط ٢٠١٤، ورئيس لجنة تحكيم جريدة المساء للنص المسرحي ٢٠١٢، ورئيس لجنة تحكيم مهرجان المسرح العربي بالقاهرة ٢٠١٤، ورئيس لجنة تحكيم أيام الشارقة المسرحية ٢٠١٠، ورئيس المؤتمر القومى الرابع للمسرح المصري، مايو ٢٠١٣، ورئيس لجنة التحكيم بالمهرجان القومي للمسرح المصري – يوليو ٢٠١٧، ورئيس لجنة تحكيم مسابقة "إبداع" بوزارة الشباب والرياضة.
أثرى السلاموني المكتبة المسرحية بأكثر من ٤٠ نصا مسرحيا، قدمت على جميع مسارح مصر وهي: القومي، والحديث، والبالون، والطليعة، والكوميدى، والسامر، والهناجر، وميامي، والمسرح الجامعى، والشباب، مسارح الأقاليم، وشارك في إخراجها كبار المخرجين منهم: عبد الرحيم الزرقاني، وسعد أردش، وكرم مطاوع، وجلال الشرقاوي، وعبد الرحمن الشافعي، وكتب للمسرح الخاص والاستعراضى والمدرسى ومسرحة المناهج.
ومن بين أعماله المسرحية: "مآذن المحروسة، والثأر ورحلة العذاب، والبحيرات المرة، والحب في عصر الجفاف، وصفقات ممنوعة، ورسالة خطرة، وأحلام مسروقة، والورثة، والمتاهة، وقصة مدينة، وحكاية بلا بداية ولا نهاية، واللص والكلاب، ورجل في القلعة"، وغيرها، فقد مثلت مسرحياته مصر في العديد من المهرجانات الدولية داخل مصر وخارجها.
وفي الدراما التلفزيونية ألف العديد من الأعمال الدرامية الاجتماعية ووالتاريخية منها: "رسالة خطرة، وكفر الجنون، والفراشات تحترق دائما، ونسر الشرق صلاح الدين، وزهرة الياسمين، ومحمد على باشا، وسنوات الحب والملح، والأرض بتتكلم مصري"، أخرجها كبار المخرجين منهم: علوية زكي، وحسام الدين مصطفى، ومحمد فاضل، وأحمد خضر وغيرهم.
كما أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، أربعة مجلدات تضم أعماله الكاملة من المسرحيات التي سبق نشرها أو عرضها.
بفضل إنجازاته الأدبية والمسرحية جعلته ينال العديد من الجوائز والتكريمات منها على سبيل المثال وليس الحصر: جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام ٢٠١٨، وجائزة الدولة التشجيعية فى الفنون عن النص المسرحى سنه ١٩٨٤، ووسام الدولة فى العلوم والفنون من الطبقة الأولى ١٩٨٦، وجائزة الدولة فى التفوق فى الفنون ٢٠١٢، وجائزة أفضل نص مسرحى من معرض الكتاب الدولى بالقاهرة سنه ١٩٩٢، وجائزة أفضل نص مسرحى من منظمة الأليسكو فى مهرجان قرطاج الدولى بتونس سنه ١٩٩٥، وجائزة أفضل نص مسرحى فى المهرجان القومى للمسرح المصرى سنه ٢٠٠٦ ، ٢٠٠٩، وغيرها. رحل السلاموني بجسده، لكن تظل أعماله خالدة وحاضرة في أذهان الجميع.