في الوقت الذي صدر فيه قرار من المحكمة الاتحادية العليا بالعاصمة بغداد، في 30 مايو الماضي، بعدم شرعية تمديد عمر برلمان كردستان العراق، أكدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بالعراق، استعدادها للتعاون مع كردستان لإتمام انتخابات الإقليم بنجاح، وذلك خلال زيارة لمقر المفوضية بالعاصمة بغداد قام بها وفد من رئاسة إقليم كردستان العراق ترأسه رئيس ديوانه فوزي حريري، والذي استقبله رئيس مجلس المفوضين القاضي عمر أحمد محمد، لبحث سبل إشراف المفوضية على انتخابات كردستان العراق. جاء ذلك اللقاء في ظل الغموض الذي يكتنف مصير تلك الانتخابات المزمع تنظيمها في الإقليم نوفمبر القادم، وسط الخشية من عدم التمكن من إجرائها خلال العام الجاري، وهو ما يزيد من المخاوف من حدوث فراغ قانوني وبالأخص على وقع تصاعد الخلاف بين الحزبين الكرديين الرئيسيين الديمقراطي والاتحاد الوطني، والذي وصل لحد الاشتباك بالأيدي والعراك بين نوابهما في برلمان الإقليم قبل نحو أسبوعين، حول تعديل قانون الانتخابات وتقسيم الدوائر والمفوضية وسجلات الناخبين، وتوزيع مقاعد كوتا المكونات والبالغة 11 مقعدا.
وعلى وقع هذه الخلافات قال الملا ياسين رؤوف، ممثل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بالقاهرة، إن انتخابات الإقليم لم تحدد إلي الآن بسبب قرار المحكمة الاتحادية ببطلان تمديد مدة البرلمان سنة، وهذه المسألة بيد الهيئة العليا المستقلة لإقليم كردستان والتي انتهت مدة ترأسها، ولذلك ليس هناك هيئة عليا للإقليم حاليًا. وأوضح الملا ياسين في حواره مع “البوابة” الوضع الحالي لإقليم كردستان وكذلك العلاقات الحالية مع الدول العربية؛ والي نص الحوار.
■ كيف ترى إقرار الموازنة العراقية ومدى تأثيرها على كردستان العراق؟
يجب أن يكون أي دولة لديها موازنة سنوية والبرلمان أقر الموازنة الثلاثية وتوزع بالشكل الموجود في الإقرار وستكون أسعار البترول في العالم كما تم تقييمها ٧٠ دولارا للبرميل، أعتقد سيكون له تأثير إيجابي جدا في الاستثمار وإحياء عدد من القرى والمدن التي دمرت إثر حرب داعش، وكذلك تحسن في أوضاع الموظفين وذوي الدخل المحدود في كل المسائل، وستكون هذه الموازنة تاريخية لأنها ثلاثية حيث كنا نري أنه منذ عام ٢٠١٤ ليس هناك أي موازنة قررت للعراق، ولذلك أنا متفائل بها لو تم تطبيقها كما هي متوقعة حال استقر سعر البترول، ولم تعوق الحروب إيرادات العراق في الثلاث سنوات القادمة.
■ هل هناك توافق بين الحزبين “الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني” حول الانتخابات في الإقليم؟
الانتخابات لم تحدد إلي الآن بسبب قرار المحكمة الاتحادية ببطلان تمديد مدة البرلمان سنة، وهذه المسألة بيد الهيئة العليا المستقلة للإقليم والتي انتهت مدة رئاستها ولذلك ليس هناك هيئة عليا حاليا لتحديد موعد الانتخابات.
■ كيف ترى قرار المحكمة الدستورية العليا في العراق بعدم قانونية تمديد عمل برلمان كردستان؟
قرار المحكمة الاتحادية وهي أعلى سلطة في العراق لا يقبل الطعن، ويجب أن يلتزم بها إقليم كردستان بحذافيره.
■ كيف تؤثر الخلافات الكردية على الأوضاع في كردستان العراق؟
أي خلافات بين الحزبين المسيطرين على الإقليم سيكون لها تأثير سلبي علي حال المواطنين والاستثمارات وكذلك على العلاقات بالخارج بكل الدول سواء الإقليمية أو الدولية والأوروبية وحتى أمريكا، ولذلك نتمنى بدورنا كاتحاد وطني أن تحسم هذه الخلافات بشكل جذري وستحسم بشكل جذري مع إجراء الانتخابات.
■ كيف ترى العلاقات المصرية - العراقية مع زيارة رئيس الحكومة إلي القاهرة؟
هناك تحسن في العلاقات بين مصر والعراق وهذه الزيارة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني تتويج لكل الزيارات التي تمت من قبل، حيث وقع البلدان ١١ اتفاقية وتفاهما بخصوص البترول والطرق والتبادل التجاري والاستثمارات المتبادلة، ومساعدة مصر في إعمار العراق حيث إن القاهرة صاحبة خبرة كبيرة في مسألة الإعمار وشق الطرق وإنشاء الكباري داخل العراق، والأخير يحتاج هذه المسائل وخير بلد في هذا الموضوع هي مصر.
■ هل يستفيد إقليم كردستان من تحسن العلاقات المصرية العراقية؟
نتمني أن يكون هناك انفتاح عربي علي إقليم كردستان حيث أصبح الأخير مرتعا للنفوذ الإيراني والتركي وأتمنى أن تكون هناك علاقات أقوي مع الإقليم من الدول العربية وخصوصا مصر، وعندما أهملت كردستان من الدول العربية جاءت دول أخرى وملأت هذا الفراغ.
■ ما هو تقييمكم للعلاقات الكردية العربية في ظل الانفتاح العربي على كردستان ؟
من صميم عملي بأن أكون عامل قوة لتوطيد العلاقة بين مصر وإقليم كردستان والاتحاد الوطني بقياد الرئيس الراحل جلال طالباني وهو كان يعشق مصر وكان يسعي بأن يكون لنا علاقات قوية مع القاهرة، حيث كان يري أن مصر بالنسبة لنا لندن الشرق الأوسط جمعت فيها كل الأطياف والمكونات ولها جذور قوية في قلب كل كردي وكان يوصينا دائما بأن بوابة دخول العالم العربي هي مصر والقاهرة.
■ هل يلعب الاتحاد الوطني الكردستاني دورا في زيادة التقارب الكردي المصري؟
العلاقات المصرية العراقية ستكون مردودها على إقليم كردستان إيجابي لأننا جزء من العراق، وكل ما يتعلق بالعراق يؤثر على الإقليم سواء بالإيجاب أو السلب والدليل علي ذلك حرب داعش واحتلال الموصل والتي كان تأثيرتها علي الإقليم كبير، ونحن أول من ضحينا من أجل تحرير الموصل حيث كان لقوات البشمركة الكردية مساهمات رئيسية في تحرير القسم الشرقي للموصل.
