سرعان ما تحول محمد عبدالمنعم مدافع الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي والمنتخب الوطني، لأحد أفضل المدافعين العرب والأفارقة في زمن قياسي، ليصبح واحدا من أفضل من شغلوا مركز «المساك» في تاريخ القلعة الحمراء بشكل خاص والكرة المصرية علي وجه العموم، كما بات المدافع الملقب بـ«كامبوس» منقذًا لفريقه ومنتخب بلاده في الآونة الأخيرة.
قصة محمد عبدالمنعم، بدأت مع النجومية مع فريق الكرة الأول بالأهلي، عندما استضاف المارد الأحمر نظيره أتلتيكو مدريد الإسباني في مباراة ودية خيرية تحت شعار «من أجل السلام»، حينها كان موعد الظهور الأول للمدافع الشاب مع الفريق الأول وذلك في 30 ديسمبر من عام 2017، وكانت هذه الفترة شهدت غيابات عديدة في خط الدفاع، ليبلغ أسامة حسني نجم الأحمر السابق حينما كان يتولى منصبًا فنيًا في فرق الناشئين والشباب بالنادي، حسام البدري المدير الفني للفريق وقتها بأن هناك مدافعا قويا ومميزا في القطاع، يجب مشاهدته والتدرب مع الفريق، مشيدًا بموهبة عبدالمنعم وقدرته على اللعب مع الفريق الأول وسط النجوم، ليشارك لأول مرة أمام أتلتيكو مدريد، ليتحدث حسني حينذاك مع مسئولي الأهلي لعمل عقد لمحمد عبدالمنعم، خاصة أن هناك لاعبا من القطاع هرب إلى أوروبا، وخشى المسئولون في النادي أن ينتهج منعم نفس الطريق بسبب عدم وجود عقد له.
ومن بعدها، بدأ التواجد مع فريق الشياطين الحمر، حتى خرج للإعارة إلى سموحة في موسم 2020-2021، ليتألق مع الموج الأزرق ليلفت الأنظار إليه، حتى عاد مجددًا للأهلي لكنه خرج من حسابات الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني المدير الفني للفريق حينذاك، ليعيره الأحمر إلى فيوتشر قبل أن يلمع في الدور الأول للدوري الممتاز موسم 2021-2022 ويضمه البرتغالي كارلوس كيروش المدير الفني لمنتخب مصر وقتها لقائمته في كأس الأمم الأفريقية بالكاميرون التي شهدت تألق اللاعب، ليدخل الأهلي في مفاوضات مكثفة مع فيوتشر وينجح في قطع إعارته وعودته من جديد إلى القلعة الحمراء في مطلع العام الماضي بناء على توصية من موسيماني، ويصبح سريعًا أحد أفضل المدافعين في مصر والوطن العربي، ليتألق مع الأهلي ويسهم في حصد البطولات ويظهر بشكل مميز جعلت العروض الخارجية تنهال عليه في فترة الانتقالات الصيفية الجارية، أبرزها الهلال السعودي وسيلتا فيجو الإسباني.
الأهداف الحاسمة سمة «كامبوس» مع الأهلي والمنتخب
ومن أهم سمات محمد عبد المنعم في فترة تألقه، أنه هداف بالرغم أنه مدافع، كما أنه صاحب أهداف حاسمة ومنقذ للكرة المصرية في البطولات الأفريقية، حيث أحرز أكثر من هدف أسهم في الفوز بمباراة مع الأهلي والمنتخب الوطني أو ببطولة مع فريق الشياطين الحمر.
عبدالمنعم، يتواجد في منتخب مصر كثالث المدافعين الأساسيين منذ بطولة كأس العرب 2021، وذلك بعد أحمد حجازي قائد فريق اتحاد جدة السعودي ومحمود حمدي الونش لاعب الزمالك، ولكن بعد إصابة حجازي في البطولة المذكورة أعلاه بدأ «كامبوس» في تقديم أوراق اعتماده مع الأهلي والفراعنة، ليشارك مع أبناء النيل في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2021 التي أقيمت في الكاميرون مطلع عام 2022 وذلك بدلًا من الونش الذي أصيب خلال مباراة غينيا بالجولة الثانية من دور المجموعات، وسجل منعم أول أهدافه الدولية بقميص منتخب مصر في أول سنة دولية منذ انضمامه للمرة الأولى للفراعنة، وذلك أمام منتخب السودان في الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات لبطولة أمم أفريقيا، وكان الهدف من رأسية رائعة أهدت الفراعنة التأهل إلى دور الـ16 من البطولة، ومن ثم ساهم في هدف التعادل للمنتخب الوطني أمام نظيره المغربي في مباراة ربع النهائي، وذلك برأسية قوية لم يستطع الحارس ياسين بونو الإمساك بها لتسقط أمام محمد صلاح الذي أدرك التعادل لأبناء النيل، الذين تمكنوا من الفوز بعد ذلك بهدف تريزيجيه.
أما مع الأهلي، تسبب عبدالمنعم العام الماضي في الإطاحة بالرجاء البيضاوي المغربي من دور الثمانية من بطولة دوري أبطال أفريقيا، بعد أن انتهي لقاء الذهاب بالقاهرة بفوز الأحمر بصعوبة بالغة بهدفين مقابل هدف، وفي الإياب بادر الرجاء بالتسجيل للكونغولي فابريس نجوما قبل أن يدرك كامبوس هدف التعادل والإطاحة ببطل المغرب.
بينما حقق الأهلي فوزًا قاتلًا على نظيره الاتحاد المنستيري التونسي بنتيجة 1-0، ضمن منافسات ذهاب دور الـ32 لدوري أبطال أفريقيا 2023، عن طريق محمد عبد المنعم أيضًا الذي افتتح أهداف الأحمر في نسخة البطولة المنقضية، وذلك برأسية رائعة من علي معلول الذي نفذ ضربة ثابتة بكرة عرضية على رأس عبد المنعم الذي أسكنها الشباك بطريقة مميزة خارج الديار.
وتوالت أهداف عبدالمنعم المنقذة والحاسمة، بهدف عودة فريق القلعة الحمراء في نتيجة لقاء صن داونز الجنوب أفريقي ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات بنفس البطولة، والذي انتهى بالتعادل بهدفين لمثلهما، حيث أحرز «كامبوس» هدف التعادل للأهلي في الدقيقة 59 من رأسية، بعد استقبال ركنية من علي معلول، وأسكنها على يمين حارس مرمى بطل جنوب أفريقيا، ليسهم المدافع الهداف في حصول فريقه على أول نقطة له في مشواره بهذا الدور.
وفي دور ربع النهائي من البطولة ذاتها، وفي لقاء الذهاب أمام الرجاء المغربي بالقاهرة، افتتح عبد المنعم برأسه التهديف للأهلي في اللقاء، الذي انتهي بفوز الشياطين الحمر بهدفين دون رد، قبل التعادل سلبيًا في كازابلانكا.
فيما سجل محمد عبدالمنعم، الهدف الأغلى في مسيرته حتى الآن، عندما أعاد كأس الأميرة السمراء إلى قلعة الجزيرة بهدف التعادل في شباك الوداد البيضاوي المغربي على أرضية ملعب مركب محمد الخامس، حينما كان الأهلي متأخرًا بهدف في لقاء الإياب، وبعد فوزه في مباراة الذهاب بهدفين مقابل هدف، وذلك يهدي اللقب لوداد الأمة، لكن جاء «كامبوس» ليستقبل ركلة علي معلول الركنية في الدقيقة 78 برأسه لتسقط في شباك يوسف المطيع، معلنة تتويج الأهلي باللقب الحادي عشر في تاريخه من دوري أبطال أفريقيا بفضل رأسية محمد عبدالمنعم.
