25 عاما مرت على وفاة الشيخ محمد متولى الشعراوى، إمام الدعاة، والذى توفى عن عمر يناهز الـ 87 عاما يوم 17 يونيو من عام 1998، إلا أن ذكراه ما زالت عالقة وثابتة في عقول وقلوب الجميع سواء داخل مسقط رأسه بالدقهلية أو جمهورية مصر العربية أو العالم العربى والإسلامى حيث مازال علمه من تفسيرات يسرى في عقول وقلوب الجميع كأنه مازال حيا بعلومه الدينية لم يغب عن الدنيا.
"البوابة نيوز"، حرصت في ذكرى وفاته الـ 25 على زيارة ضريحه بمسقط رأسه بقرية دقادوس، التابعة لمركز ميت غمر فى محافظة الدقهلية، حيث يحرص الكثير من محبيه من داخل وخارج مصر على زيارته سواء في ذكرى ميلاده أو فى ذكرى وفاته بالاضافه الى التبرك بزيارته فى المناسبات الدينية.
وأكد عبد الفتاح على ابراهيم خلف، من محافظة الشرقية، واحد مؤيدى ضريح إمام الدعاة، أنه يأتى كل عام لزيادة الضريح فى زكرى الميلاد والوفاة والمناسبات الدينية تبركاً بالشيخ الجليل الذى أثرى العالم الاسلامى بعلمه .
واضاف أنه سبق أن قابل أمام الدعاة فى الحقيقه قبل وفاته كما أنه بعد الوفاه دائم الاستماع الى خواطره الدينية على شاشات التلفزيون وأنه حضر هذه المره بصحبة زوجته وابنه الذين طلبوا منه زيارة الضريح لعشقهم لفضيلة الشيخ رحمة الله عليهم.
وأشارت زوجته إلى أنه جاءت اليوم من الشرقيه بصحبة زوجها ونجلها لزيادة الضريح وقراءة الفاتحه على روحه الطاهره مؤكده أنهم دارنا يتابعون خواطر الشيخ رحمة الله عليه .
وأوضح محمد عبد الفتاح، أنه سبق أن حضر للشيخ رحمة الله عليه عدد من الخواطر الإيمانية فى مساجد القاهره قبل وفاته بعامين وأنه كان يحرص دائما على الحضور له كما يحرص دائما على الاستماع لخواطره المسجله .
ومن جانبه أكد المهندس عبد الرحمن البياضى، مدير مجمع الشعراوى، ووكيل الاعمال السابق لفضيلة الامام أن مجمع الشعراوى الملاصق للضريح يعد مؤسسة ثقافية ودينية وطبية وينقسم إلى قسمين مشروعات وزكاة والمشروعات مثل العيادة الشاملة ومركز إعداد محفظى القرآن الكريم ورياض أطفال ومكتبة شاملة بالمجمع لمن يحتاج لدراسة الماجستير والدكتوراة وكل الأعمال حيث كان الشيخ لا يحب تسميتها بإسمه وكلها على نفقته الخاصة بالاضافه الى مدرسة تم إنشاؤها على نفقة المجمع، وهى مدرسة على بن ابى طالب بالإضافة إلى إقامة معهد الشعراوى الأزهرى بالإضافة إلى اعادة بناء مسجد الأربعين الكبير بالإضافة إلى مستشفى خيرى تابعة للمجمع والتى تم إنهاء كافة التشطيبات داخلها وينتظر افتتاحها للعمل قرييا.
وكان فضيلة الإمام قد ولد في 15 أبريل عام 1911م بقرية دقادوس التابعة لمركز ميت غمر وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره وفي عام 1922 إلتحق بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري ثم حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923م ودخل المعهد الثانوي وزاد اهتمامه بالشعر والأدب وحظى بمكانة خاصة بين زملائه فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق.
كما حصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م وبعد تخرجه عين الشعراوي في المعهد الديني بطنطا ثم انتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية وبعد فترة خبرة طويلة انتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام 1950 ليعمل أستاذًا للشريعة في جامعة أم القرى.
وبعد ذلك عين في القاهرة مديرًا لمكتب شيخ الأزهر الشريف الشيخ حسن مأمون ثم سافر بعد ذلك الشيخ الشعراوي إلى الجزائر رئيسًا لبعثة الأزهر هناك ومكث بالجزائر نحو سبع سنوات قضاها في التدريس وأثناء وجوده في الجزائر حدثت نكسة يونيو 1967 وسجد الشعراوى شكرًا لأقسى الهزائم العسكرية التي منيت بها مصر وبرر ذلك "في حرف التاء" في برنامج من الألف إلى الياء بقوله "بأن مصر لم تنتصر وهي في أحضان الشيوعية فلم يفتن المصريون في دينهم" وحين عاد الشيخ الشعراوي إلى القاهرة وعين مديرًا لأوقاف محافظة الغربية فترة، ثم وكيلًا للدعوة ثم وكيلًا للأزهر ثم عاد ثانية إلى السعودية، حيث قام بالتدريس في جامعة الملك عبدالعزيز وفي نوفمبر 1976م اختار ممدوح سالم رئيس الوزراء آنذاك أعضاء وزارته وأسند إلى الشيخ الشعراوي وزارة الأوقاف وشئون الأزهر فظل الشعراوي في الوزارة حتى أكتوبر عام 1978م واعتبر أول من أصدر قرارًا وزاريًا بإنشاء أول بنك إسلامي في مصر وهو بنك فيصل حيث إن هذا من اختصاصات وزير الاقتصاد أو المالية والذي فوضه ووافقه مجلس الشعب على ذلك وفي سنة 1987م اختير عضوًا بمجمع اللغة العربية (مجمع الخالدين) وتوفى عام1998.