ظلت العلاقة بين طالبان والقاعدة وثيقة منذ أن سيطرت حركة طالبان على الحكم في أفغانستان، حيث اعتبر تنظيم القاعدة أفغانستان ملاذا آمنا، وكانت طالبان دائما قريبة من تنظيم القاعدة والذي يعتبر شريان حياة لها، اتصال بالخفاء ومعاداة صورية.
ففي تقرير أعده فريق متخصص تابع للأمم المتحدة، رأى أعضاء الفريق أن قادة في حكومة طالبان “متعاونين” أو “مرتبطين” بتنظيم القاعدة الإرهابي في أفغانستان.
أسباب العلاقة بين طالبان والقاعدة
الانقسام الرئيسي بين قيادات طالبان والخلاف حول توزيع المناصب في أجهزة الدولة والإدارات الإقليمية، هو الذي جعل هناك تواصل بين القاعدة وبعض قيادات طالبان التي تمثل قواعد القوة في قندهار وكابول.
وتتكون مجموعة قندهار في المقام الأول من رجال الدين الموالين المقربين من هبة الله، في حين أن الفصيل المتمركز في كابول يمثل سراج الدين حقاني وجزءا كبيرا من الحكومة الفعلية العاملة في العاصمة، بمن فيهم وزير الداخلية سراج الدين حقاني ووزير الدفاع بالوكالة الملا محمد يعقوب العمري ورئيس المديرية العامة للمخابرات عبد الحق واثق.
في غضون ذلك، تقدم كابول نفسها على أنها أكثر براغماتية واستعدادًا للانخراط دوليًا مقابل الاعتراف والمساعدة الاقتصادية، لكن من خلال أفعالهم حتى الآن لا تقدم أدلة كثيرة على أنها أكثر اعتدالًا.
طالبان والقاعدة
لا تزال علاقات طالبان مع القاعدة مصدرًا للوحدة والانقسام، والكثير من قادة طالبان شعروا بأنهم خدعوا لوجود زعيم القاعدة “أيمن الظواهري” الذي قتل في ٣١ يوليو من العام الماضي في كابول إلى عدم ثقة بعض طالبان.
حيث شعروا أن بعض القادة تخلوا عن الظواهري بالتواطؤ مع المصالح الأجنبية، ويبدو أن سراج الدين حقاني أريد أن يظهر هبة الله وكأنه كاذب أمام المجتمع الدولي لإنكاره القاطع بعدم صلة طالبان بالقاعدة، وزعم حقاني أن أمير طالبان كان على علم في غضون ذلك، وكان حقاني يحاول معرفة كيفية الكشف عن مكان الظواهري.
ولا تزال القاعدة تهدف إلى تعزيز موقعها في أفغانستان وتتفاعل مع طالبان ودعم النظام وحماية كبار شخصيات طالبان ويحافظ التنظيم على مكانة منخفضة، ويركز على استخدام البلد مركز إيديولوجي ومركز لوجستي لتعبئة وتجنيد مقاتلين جدد مع إعادة بناء القدرة على العمليات الخارجية.
ويمول التنظيم أنشطته من قلب القاعدة ومن التبرعات، بما في ذلك من خلال خدمات الحوالة والعملات المشفرة، وأفاد أحد المصادر أن تنظيم القاعدة داخل أفغانستان كان يشرف عليه ويراقب من قبل القسم ١٢ من المديرية العامة للمخابرات التي تراقب التواجد والنشاطات لجميع المقاتلين الأجانب.
من جانبه؛ قال هشام النجار، باحث في شئون الحركات الإسلامية، إن العلاقة قديمة منذ نشأة القاعدة واستفادة قادة طالبان من التنظيم في طرد الروس وتوطيد حكم الحركة واستمرت الى وقتنا هذا ولم تتأثر كثيرا بالمطبات والتحولات الكبيرة ورغم إقصاء طالبان بالقوة من الحكم لمدة عشرين سنة والحرب على تنظيم القاعدة وتشتيت شمله وقتل وملاحقة قادته وعناصره.
إلا أن العلاقات استمرت وقويت تدريجيا حيث بات هناك شبه تلاحم حتى على المستوى الاجتماعي والتصاهر وليس فقط على المستوى الحركي والتنظيمي ولا تزال علاقات جناح حقاني بالقاعدة قوية جدا وفقا لتقارير دولية، وهذا الحرص على استمرار العلاقة راجع للقناعات الأيديولوجية المشتركة وتبادل المصالح والمنافع حيث لعب القاعدة دورا كبيرا في القتال في كل الحروب التي خاضتها طالبان وأسهم قادته في تطوير قدرات عناصر الحركة القتالية والشرعية.