بين الحين والآخر نسمع عن جريمة ترتكب فى حق الطفولة على أيدى وحوش فى صورة بشر، تخلوا عن الانسانية فى لحظات شيطانية، قصص مأساوية لا يراعى القاتل فيها حرمة الدماء.
وكانت آخر تلك القصص هى جريمة الطفل مروان والذى لقى مصرعه قتيلا على يد جاره الذى تلفح بالنذالة والجحود مرتديا عباءة الشيطان، ليلطخ يداه بدماء الصغير، ثم غطى جثمانه بالرمال والأسمنت، ليخفى معالم الجريمة، فلم يرتجف قلبه لتوسلاته، واستمر المجرم فى تنفيذ جريمته ولم يترك له فرصة واحدة للنجاة، وبعد تنفيذ الجريمة خرج من المنزل مع اسرته أمل ألا ينكشف أمره، لكنه لم يعلم أن عدالة السماء كانت تقف له بالمرصاد ليتم كشف الحقيقة خلال ساعات من قبل رجال المباحث.
تفاصيل تلك الواقعة كما سجلتها محاضر قسم شرطة المرج عندما تلقى اللواء أشرف الجندى مدير أمن القاهرة إخطارا من اللواء محمد عبد الله مدير مباحث العاصمة، مفاده تلقى المقدم كريم بحيرى رئيس مباحث المرج بلاغا من سيد فرجانى، عامل مفاده اختفاء نجله مروان، ١١ عاما، وبعد مرور يوم عثر عليه أعلى سطح عقار جيرانه مدفون جزء منه أسفل أخشاب، وبعمل التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة جار المجنى عليه.
والد الضحية يكشف تفاصيل الجريمة، ويقول إن مروان كان فرحة البيت ومحبوب من الجميع والمتهم قتل ابنى بطريقة وحشية، بتلك الكلمات بدأ والد الضحية حديثه بأن نجله مروان طالب بالصف الخامس الابتدائى وعمره ١١ عاما وكان من الطلاب المتفوقين بالمدرسة، حيث كان محبوبا من جميع أهالى المنطقة على الرغم من أننا قدمنا إلى المنطقة حديثا ولكن الجميع تعلق به وبأشقائه الصغار.
وأضاف والد الضحية: «يوم الخميس الماضى بدأت أعراض التعب تظهر على والدة الضحية فقمت باصطحابها إلى أحد المستشفيات بالمنطقة للاطمئنان عليها وكان يوجد حفل زفاف بالشارع وتوجه مروان للعب مع أقرانه فى حفل الزفاف وبعدها اختفى تماما وعندما عدت من المستشفى تفاجأت بابنى محمد الكبير يخبرنى باختفاء شقيقه وقام بالبحث عنه ولكن دون جدوى بأن وتوجهت برفقته إلى الشارع وبحثت عنه فى كل مكان ولكنى لم أجده ومرت الساعات ولكنه لم يعد إلى المنزل».
وتابع والد الضحية، أن المتهم بقتل ابنهم يدعى ياسين، وفى ليلة الزفاف اختفى لبعض الوقت ثم عاد وعلى جسده آثار دماء وملابسه ممزقة وعندما سألوه عما حدث له أخبرهم أن بلطجية حاولوا سرقته بالقرب من مخزن الأنابيب، وعندما سألته عن ابنى ردد قائلا: “كان قاعدا على أول الشارع ومش عارف راح فين”.
وأردف والد الطفل المكلوم: «فى صباح اليوم التالى وجدنا ياسين قد غادر العقار برفقة والديه، وقاموا بغلق الشقة بقفل، وعندما سألنا البقال المتواجد بالشارع عنهم أخبرنا أنهم أخذوا منه ١٠ جنيهات واستقلوا توكتوك لإيصالهم لمحطة المترو، وعقب ذلك بدأ الشك يتسلل لقلبى وتيقنت أن هناك صلة بين تلك الأسرة واختفاء ابنى فقمت بالاتصال بشقيق المتهم الأكبر وأخبرنى أن شقيقه هو من اعتدى على ابنهم بالضرب حتى توفى ولا يعرف مكان الجثة».
وفى سياق متصل، أكد عم الضحية، أن أحد أهالى المنطقة شاهد المتهم برفقة نجل شقيقه صعد لسطح أحد العقارات وبالصعود للبحث عن الطفل برفقة أحد أفراد القسم كان يتولى البحث عن الطفل وكان السطح مغلقا بقفل فقام بفتحه وتبين وجود غرفة بداخلها أخشاب وقطع ملابس بالية فأخبرنا الحلاق أن هذه الأشياء لم تكن موجودة من قبل، وعندما بحثنا فى تلك الغرفة عثرنا فى البداية على "كوتشى" كان يرتديه مروان القتيل ثم وجدنا الجثة أسفل الأخشاب وكان المنظر صعبا للغاية، حيث هشم المتهم رأس الطفل وطعنه فى بطنه كما ذبحه فى رقبته، ونطالب بالقصاص من المتهم.
وأوضح أحد جيران الضحية أن سبب قيام المتهم بارتكاب تلك الواقعة يرجع إلى نشوب مشاجرة بينه وبين الضحية داخل عرس بالمنطقة وتوعد كل منهما للآخر، بسبب تنمر المجنى عليه على المتهم نتيجة تلعثمه فى الكلام وقمنا بفض المشاجرة بينهما وعقب ذلك علمنا بأن المتهم قام بقتله أعلى سطح العقار من رجال الأمن.
ضبط المتهم
وتمكن ضباط مباحث القسم عقب تقنين الإجراءات بالتنسيق مع قطاع الأمن العام ومديرية أمن الدقهلية تم إستهداف المتهم وأمكن ضبطه، وبمواجهته أقر بأنه حال تواجده صحبة المجنى عليه بأحد الأفراح بالمنطقة محل سكنهما، تنمر المتهم على المجنى عليه عليه فحدثت بينهما مشادة كلامية، تطورت إلى مشاجرة قام على إثرها المتوفى بالعدو أعلى سطح العقار محل سكنهما فقام بملاحقته وتعدى عليه بشفرة موس محدثا إصابته المنوه عنها والتى أودت بحياته ولاذ بالفرار،تم إتخاذ الإجراءات القانونية وتولت النيابة العامة التحقيق.
حبس المتهم
أمرت نيابة شرق القاهرة الكلية بحبس المتهم بقتل طفل أعلى سطح عقار، ٤ أيام على ذمة التحقيق، وكلفت المباحث الجنائية بسرعة إجراء التحريات حول الواقعة.
العقوبة الموقعة على المتهم
وفى ذلك السياق، قال المستشار القانونى أيمن محفوظ، إن استدراج الجانى للضحية فى مكان ما لينفذ مخططه وقتل النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق، فهو بذلك عقد العزم على القتل والتحايل باستدراج المجنى عليه إلى مكان معزول لسطح العقار لكى يرتكب أبشع الجرائم فى حق طفل لم يتجاوز عمره الرابعة عشرة من عمره، حيث أقدم المتهم على ارتكاب جريمته الأولى وهى خطف الضحية طبقا لما نصت عليه المادة ٢٩٠ عقوبة التى تعاقب كلا من خطف بالتحايل أو الإكراه شخصا، يعاقب بالسجن المشدد مدة لا تقل عن ١٠ سنوات وهذا لتنفيذ جريمة القتل المعاقب عليها طبقا لنص المادة ٢٣٠ و٢٣١و٢٣٢ عقوبة التى تعاقب كل من قتل نفسا عمدا مع سبق الإصرار على ذلك أو الترصد يعاقب بالإعدام، ويكون الجانى ارتكب جريمة إخفاء الأدلة وتضليل العدالة بمحاولة إخفاء الجثة. طبقا لنص
المادة ٢٣٩ عقوبة كل من أخفى جثة قتيلا أو دفنها دون إخبار جهات الاقتضاء وقبل الكشف عليها وتحقيق حالة الموت وأسبابه يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة.
وأوضح أن هذا أيضا لأن الفاعل جناية الخطف وجنحة أخرى إخفاء جثة لتسهيل ارتكابه جناية القتل فى فترة زمنية معاصره فإن العقوبة تكون الإعدام لا محالة، لأن جناية القتل ارتبطت بجنحة أو جناية أخرى لم يضع القانون خيارا لسيف العدالة سوى إعدام القاتل شنقا.
حوادث وقضايا
جريمة طفل المرج| دفنه وصب على جسده خرسانة.. ليلة مقتل مروان على يد مراهق.. والتحريات: المجنى عليه تنمر على المتهم بسبب تلعثمه فى الكلام .. فقتله
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق