محمود فى ساعة لقلبك والبغبغان فى عيد ميلاد أبو الفصاد
ظل العديد من الأجيال، ينتظر حلول الساعة ٣:٣٠ عصرًا طوال شهر رمضان المبارك، فى ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن الماضى، لمشاهدة فوازير «عمو فؤاد»، التى كانت تعرض على القناة الأولى بالتليفزيون المصري، بطولة الكوميديان الكبير الراحل فؤاد المهندس، الذى نجح من خلال فوازيره الشهيرة، فى التأثير على أجيال، وحرصه على تقديم رسائل هادفة من خلال فنه الراقى، الذى تميز بخفة روحه وكاريزمته التى لن تتكرر.
كانت مدة الحلقة ١٥ دقيقة، يلتف حولها الكبار قبل الصغار، لحل لغز الفزورة التى يقولها «المهندس» بأدائه وصوته المميز وابتسامته الجميلة، وتنوعت الفوازير فكانت كل حلقة تتحدث عن شيء أو مكان أو اسم معين، يقوم «عمو فؤاد» بتقديم معلومات عنها بشكل مبسط، ومن خلال هذه المعلومات يتوصل المشاهد إلى حل الفزورة.
وقدم «المهندس» من الفوازير ما يقرب من ١٠ مواسم رمضانية ناجحة، بدأت بـ«عمو فؤاد إدانا معاد»، «عمو فؤاد رايح يصطاد»، «عمو فؤاد بيلف بلاد»، «عمو فؤاد راجع يا ولاد»، «عمو فؤاد رايح الاستاد»، «عمو فؤاد ويا الأجداد»، «عمو فؤاد والسياحة»، «عمو فؤاد والعصابة المفترية»، «عمو فؤاد ويا الأعداد»، «عمو فؤاد والقناة الفضائية»، وفى بداية التسعينيات قدم فوازير «مصر أم الدنيا».
شارك فى بطولة هذه الأيقونة مع النجم الراحل مجموعة متميزة من النجوم، منهم مشيرة إسماعيل، ليلى طاهر، فاروق فلوكس، علا رامي، علاء زينهم، هشام عبدالله، عزة لبيب، مجدى فكرى وأحمد سامى عبدالله، تأليف فداء وشامخ الشندويلى، وإخراج محمد رجائي.
فؤاد المهندس كان يعشق عمله والفوازير لدرجة أنه مر بحالة صحية سيئة، ورغم ذلك صمم على استكمالها، وتم الاتفاق على ألا يكون فى السيناريو حركة كثيرة له، لأنه لم يستطع التحرك والتنقل من مكان لآخر، كما كان يفعل فى البداية، وإذا استلزم الأمر أن يتحرك تكون الحركة قليلة.
وطوال مسيرته الفنية لم يطلب «المهندس» أجرا مرتفعا، أو حتى يضع شروطا خاصة أو يرفض أعمالا بسبب الأجر، وبالرغم من جمال «فوازير عمو فؤاد» التى ما زالت محفورة فى الوجدان، فإنه لا أحد يمكن أن يتخيل الأجر، الذى كان يتقاضاه المهندس على جميع حلقات الفوازير آنذاك، حيث كان ضئيلا للغاية، نحو ما يقرب من ٦٠ ألف جنيه على كل الحلقات، مقارنة بالأجور الخيالية التى يتقاضاها النجوم حاليا.
فى السينما تألق فؤاد المهندس بخفة دمه المعروفه فلايمكن نسيان سبعاوى فى عائله زيزي سبعاوي ووحيد في اعترافات زوج وفؤاد في جناب السفير ومستر اكس في اخطر رجل في العالم وزغلول هدايت في معبودة الجماهير ومنير في مطاردة غرامية وعبد الحفيظ عبد القوي في العتبه جزاز ومحسن في سفاح النساء وفرحات في البيه البواب وعبد السلام الدمنهوري في خلي بالك من جيرانك وزلاطا في فيفا زلاطا.
على الرغم من أنه قدّم ما يقرب من ٧٠ فيلم سينمائي، إلا أنه أحب المسرح وظل معشوقه الأول. آمن المهندس بضرورة تقديم رسالة مجتمعية من خلال أعماله؛ فقدم مشكلة الملاجئ من خلال مسرحية هاله حبيبتي التي أوضحت سوء المعاملة التي يلقاها الأطفال في الملاجئ، وقد كانت المسرحية كوميدية، فأضحكت الأطفال ونبّهت الكبار لما يحدث في الملاجئ من تجاوزات بحق الأطفال.كما غنى اغنية رايح اجيب الديب من ديله وعيد ميلاد أبو الفصاد وحتى الآن يغنيها الأطفال والكبار.
قدم فؤاد المهندس أيضا مشكلات الأبناء في سك على بناتك. وكان المهندس يقدم مسرحية إنها حقا عائله محترمة مع أمينة رزق وشويكار وهو مصاب بجلطة في القلب، وأكّد له الأطباء أنه شُفي منها من خلال عمله على المسرح.
يرى المهندس أن الفن له رسالة سامية وهي خدمة المجتمع، ولأنه يحب الأطفال، كان يبحث عن عمل يلتقي به بالأطفال، وقد حالفه التوفيق في ذلك بعد أن قدم فوازير عمو فؤاد التي تابعها كل الأطفال في مصر والعالم العربي.
قدّم «الأستاذ» جيلا كوميديا من الطراز الرفيع، وكان عادل إمام هو «ابنه البكر» كما كان يحلو له دائما أن يناديه، ولم يبخل «الأستاذ» بالوقوف خلف تلميذه في عدد من أفلامه. لذا استحق اللقب الذي يطلقه عليه الجميع بلا استثناء «الأستاذ»،
كان الثنائي «فؤاد وشويكار» من أشهر الثنائيات الكوميدية في السينما والمسرح العربي، والتقيا للمرة الأولى في مسرحية السكرتير الفني. وروت شويكار أنه عرض عليها الزواج أثناء تقديم مسرحية أنا وهو وهي، ليخرج المهندس عن النص لأول مرة في حياته قائلا: «تتجوزيني يا بسكويتة؟!».
