شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الخميس افتتاح محطة "تحيا مصر" متعددة الأغراض بميناء الإسكندرية.
حضر الافتتاح الفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ووزير النقل المهندس كامل الوزير، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.
بدأت مراسم الافتتاح بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للقارئ الشيخ أحمد تميم المراغي.
تعد محطة "تحيا مصر"متعددة الأغراض من أهم المشروعات التي تنفذها وزارة النقل في مجال النقل البحري، وتشتمل على ساحات تداول تبلغ نصف مليون متر مربع، وتنقسم إلى 3 محطات تداول (حاويات - بضائع عامة - سيارات).
كما تعد إحدى الروافد الرئيسية للمحطة اللوجستية التي تم إنشاؤها خلف الميناء ما أسهم في رفع تصنيف ميناء الإسكندرية، والهدف من هذه المحطة أن تكون ذكية خضراء تعمل بأفضل الوسائل الحديثة في شحن وتفريغ وتداول البضائع سواء حاويات أو البضائع العامة.
قال وزير النقل المهندس كامل الوزير إن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه بأن تكون مصر مركزًا للتجارة العالمية واللوجستيات.
وأضاف الوزير خلال كلمته أن الحكومة بدأت في وضع أسس ومناهج لتنفيذ توجيه الرئيس السيسي، حيث نفذت وزارة النقل مجموعة من الأهداف الاستراتيجية في عدة محاور، تمثلت في خلق ممرات لوجستية تنموية متكاملة تربط بين مناطق الإنتاج سواء (زراعي أو صناعي أو تعديني أو خدمي) وما بين الموانئ البحرية التي يتم خلالها عمليات استيراد وتصدير، مستلزمات الإنتاج بواسطة وسائل نقل سريعة وآمنة، ومرورًا بالموانئ الجافة والمناطق اللوجستية.
وأشار إلى أن من أهم هذه الممرات، هو ممر (السخنة / الإسكندرية) اللوجستي، ويبدأ من ميناء السخنة على خليج السويس والبحر الأحمر، وحتى ميناء الإسكندرية الكبير على البحر المتوسط، ويربط بينهما الخط الأول من شبكة القطار الكهربائي السريع مرورًا بالميناء الجاف بالعاشر من رمضان، الواصل بخط السكة الحديد (الروبيكي/ القاهرة/ السويس).
وفي مداخلة، أكد الرئيس السيسي أن تحويل الدولة إلى حال أفضل يتطلب جهدًا كبيرًا وضخ أموال كثيرة.
وقال الرئيس السيسي إن "الرؤية من أجل أن تتحقق لابد أن تكون وراءها أفكار وجهود، مشيرًا إلى أن ميناء الإسكندرية استمر بدون تغيير لمدة 25 عامًا.. مضيفًا: "نحن طرحنا المرحلة الأولى من ميناء السخنة من قبل لمستثمر ليقوم بتنفيذه، وبالفعل نفذه، لكن تطوير ميناء الإسكندرية من أجل أن تنفذه الدولة كان لابد أن نضع له برنامجًا ضخمًا جدًا".
وأضاف السيسي أن "الميناء الذي يتحدث عنه وزير النقل كامل الوزير -ميناء الإسكندرية- لكي نضيف له 18 كيلومتر أرصفة أخرى في أقل من عامين، تطلب ضغطًا نفسيًا وضغطًا على مواردنا ليتم تنفيذه في أسرع وقت، وذلك لكي نضع أنفسنا على خريطة المنافسة، ونقول إن الدنيا تتغير وفي محاور أخرى بتخلق، ومن حق الناس كلها أنها تطور وتستفيد من موقعها ومن قدراتها".
وتابع الرئيس السيسي: “أنا لدي قدرات مالية وفوائض من حقي كدولة استخدمها، ومنذ 25 عامًا لم نطور شيئًا في ميناء الإسكندرية”، متسائلًا: “هل توجد دولة يظل فيها شيء 25 عامًا بدون أي تطور؟”.
وسأل الرئيس السيسي، وزير النقل كامل الوزير: "لقد قلت تم زيادة أراضي الميناء بحوالي 4 ملايين متر مربع كام منها على البحر؟".. فأجاب كامل الوزير: "كلها على البحر".. فسأله الرئيس "بكام المتر؟".. فأجاب كامل الوزير: "يتراوح بين 3 و4 آلاف دولار ليكون الإجمالي 12 مليار دولار"..فسأل الرئيس السيسي كامل الوزير عن تكلف تطوير الميناء.. فأجاب "حوالي 60 مليار جنيه".
وقال الرئيس السيسي إن المسار الذي كنا عليه لمدة 25 سنة كان مسارًا جيدًا، لكن كان هناك أكثر من ذلك، مضيفًا "أنه كان يجب الاستفادة من موقعنا الجغرافي الموجود على محور شريان رئيسي للتجارة العالمية، حيث إن 12 أو 13% من التجارة تمر من أمامنا".
وأكد أن هذا هو المهم وهذا هو المستقبل، موضحًا أن كل ما نقوم به ليس لنا ولكن من أجل أولاد مصر وأحفادهم.
وأضاف الرئيس السيسي: "قبل ذلك كنا نقول للمستثمر بأن يدخل في الاستثمار، وينفذ المشروع ثم يأخذ حق انتفاع، لكن في هذا النموذج قلنا إننا ننفذ حاجتنا ونطرحها ويأتي المستثمر لتشغيلها، ونعطي الفرصة للجميع".
واستطرد الرئيس قائلًا: "عندما كنا نطلب من مستثمر واحد ونقنعه بأن ينفذ المشروع شيء.. وأن نقول أنا لدي مكان جاهز للتشغيل هذا شيء آخر"، مشيرا إلى أن ما قمنا بتنفيذه نموذج آخر، تكلفته مرتفعة ولكن في النهاية نعطي الفرصة لمشغلين آخرين لو كانوا مهتمين بأن يأتوا لدينا وهذا ما حدث".
وشاهد الرئيس السيسي، فيلما تسجيليا بعنوان (بوابات الخير) على هامش افتتاح محطة "تحيا مصر" متعددة الأغراض بميناء الإسكندرية.
وأشار الفيلم التسجيلي إلى حرص القيادة السياسية على تطوير وزيادة عدد الموانئ المصرية؛ لتلبية الاحتياجات المتزايدة للتجارة الدولية والاستفادة من موقع مصر الجغرافي، وجعلها مركزا للتجارة العالمية واللوجيستيات.
وأوضح أن وزارة النقل وضعت خطة لتطوير منظومة الموانئ واللوجستيات ترتكز على خلق ممرات لوجيسية، حيث تم إنشاء أرصفة جديدة بطول 65 كيلو مترا، وتوفير 1500 فرصة عمل مباشرة وألفي فرصة عمل غير مباشرة.
وأكد الفيلم التسجيلي حرص الدول على بناء الموانئ وتحديثها لتحظى بفرص اقتصادية أكبر.
وفي السياق ذاته، قال الدكتور محمد معيط وزير المالية، إن التطوير الذي تم في المنظومة الجمركية كان هدفه تحقيق الرؤية لتحويل مصر مركزا للتجارة العالمية.
وأضاف معيط - في كلمته خلال افتتاح محطة "تحيا مصر" متعددة الأغراض - إن عمليات التطوير شملت خمسة محاور هي (تطوير التشريعات، ميكنة الإجراءات، تسهيل الإجراءات، التنمية البشرية للقائمين على المنظومة، النظرة المستقبلية)، موضحا أن التشريعات الموجودة الخاصة بالجمارك مر عليها 60 عاما، وإنه في عام 2020 تم إصدار تشريعات جديدة تتوافق مع أفضل المعايير والممارسات الدولية في مجال تسيير التجارة وأيضا ليبقى مظلة تشريعية من خلالها نستطيع تطبيق منظومة النافذة الواحدة ونظام المعلومات المسبوقة وإدارة المخاطر.
وأكد أنه تم إصدار لائحة تنفيذية تم من خلالها توحيد كافة الإجراءات المطبقة في جميع الموانئ عند الإفراج عن البضائع وهي الأداة المرنة التي يتم بمقتضاها التعامل مع التغيرات الشديدة والسريعة في هذا المجال.
وفي إطار حضور الرئيس السيسي اليوم افتتاح محطة "تحيا مصر" متعددة الأغراض بميناء الإسكندرية الكبير، ورفع العلم على سفينة وادي الملوك، أكبر وأحدث سفن الأسطول التجاري المصري، استقبل "رودولف سعادة"، الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الملاحية الفرنسية العالمية "CMA CGM"، وعدداً من كبار المسئولين بالشركة، وذلك بحضور الفريق كامل الوزير، وزير النقل.
وصرح المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس أشاد بعلاقات التعاون التاريخية الوثيقة بين مصر وفرنسا، مؤكداً أن التعاون مع الشركة الفرنسية يمثل قيمة مضافة لتطوير إدارة ميناء الإسكندرية الكبير، خاصةً على صعيد إنشاء المناطق اللوجستية لزيادة الطاقة الاستيعابية به، بما يعزز من قدرته في دعم التجارة والتصدير والاستيراد، ويرسخ من مكانة مصر كمركز لوجستي وتجاري عالمي.
من جانبه؛ تقدم الرئيس التنفيذي لشركة "CMA" الفرنسية بالتهنئة بمناسبة افتتاح محطة "تحيا مصر"، مشيداً بمناخ الأعمال في مصر، ومؤكداً تطلع الشركة لتعزيز التعاون مع الجانب المصري في إدارة الموانئ، وكذا التوسع في نطاق عمل الشركة ليشمل تشغيل مناطق لوجستية ومحطات إضافية في موانئ أخرى بجانب ميناء الإسكندرية.