الخميس 19 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

"معلومات الوزراء" يوضح تحديات السيدات بقطاع التجارة الإلكترونية وآليات تقليل الفجوة بين الجنسين

مجلس الوزراء
مجلس الوزراء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء في تحليل جديد له الضوء على موضوع المساواة الرقمية بين الجنسين في مجال التجارة الإلكترونية، وسبل وآليات تقليل هذه الفجوة، بالإضافة إلى استعراض أبرز الفرص التي تخلقها التجارة الإليكترونية للمرأة، والتحديات التي تواجهها السيدات في قطاع التجارة الإليكترونية.
أشار المركز إلى أن التجارة الإلكترونية ظهرت مع شيوع الإنترنت في تسعينيات القرن الماضي، ونمت بسرعة كبيرة منذ ذلك الحين مع تقدم التكنولوجيا وزيادة التكامل الاقتصادي العالمي، وعلى الرغم من اعتبار فيروس "كورونا" جائحة عالمية أثرت بالسلب على الكثير من المؤشرات الاقتصادية، وتسببت في ركود العديد من القطاعات الاقتصادية، إلا أنها تعد نقطة إيجابية في مجال الرقمنة، وتعزيز نمو التجارة الإلكترونية في العديد من الاقتصادات.

وقد شهدت إحصاءات التجارة الإلكترونية تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، إلا أنه لا تزال هناك فجوة بين الجنسين في التجارة الإلكترونية؛ حيث لا تزال النساء يواجهن فجوات كبيرة في الوصول إلى الإنترنت والهواتف المحمولة؛ مما يحد من قدرتهن على العمل في مجالات التجارة الإلكترونية أو المنافسة كرائدات أعمال في هذا المجال.

وأوضح المركز أنه على الرغم من أن خطة التنمية المستدامة لعام 2030 تهدف إلى تعزيز استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، إلا أنه ما زالت هناك فجوة رقمية للوصول إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بين الجنسين؛ حيث ترتبط التجارة الإلكترونية ارتباطًا وثيقًا بتوافر الإنترنت، والقدرة على تحمل تكاليفه، والمهارات اللازمة لاستخدامه؛ مما أدى إلى ظهور فجوة بين الجنسين في التجارة الإلكترونية خاصة في الدول النامية.

وقد وصلت الفجوة بين الجنسين في استخدام الإنترنت في الدول النامية 13٪ (43٪ من الرجال و30٪ فقط من النساء)، بينما لا تتعدى هذه النسبة 1% في الدول المتقدمة، وذلك وفقًا لبيانات منظمة الأونكتاد 2023 (United Nations Conference on Trade and Development)، كذلك لم تقتصر الفجوة في انتهاج التجارة الإلكترونية بين النساء في الدول المتقدمة والدول النامية، ولكن أيضًا في النساء اللائي يعشن في نفس البلد أو المنطقة، فقد تبين وجود فجوة بينهن متمثلة في اختلاف المهارات، والمستويات التعليمية، والقدرة على تنظيم المشروعات والمواقع، وأيضًا إمكانية الوصول إلى الموارد الإنتاجية.

وعن الفرص التي تخلقها التجارة الإلكترونية للمرأة، ذكر المركز أنها تقدم فرصًا واعدة للتمكين الاقتصادي للمرأة؛ حيث تؤثر التجارة عبر الإنترنت تأثيرًا إيجابيًّا على سبل عيش المرأة من خلال دعم نمو الأعمال والتنويع، ولا سيما في أعقاب جائحة "COVID-19". فيمكن أن تساعد التجارة الإلكترونية الشركات الصغيرة المملوكة للنساء في البلدان النامية في تقليل رأس المال اللازم لبدء العمليات التجارية، كذلك يمكن أن تساعد التجارة الإلكترونية أيضًا في زيادة أعداد العملاء من خلال إتاحة الوصول إلى أسواق بعيدة، كما توفر منصات التجارة الإلكترونية نظامًا بيئيًّا للخدمات، بما في ذلك أدوات التسويق، وخدمات الدفع، والخدمات اللوجستية، وهو ما يسهم في تقليل الحواجز أمام النساء للدخول في الأسواق وخاصة بالنسبة للشركات الصغيرة، كما يساعد في التغلب على التحديات التي يفرضها التسليم في الميل الأخير "عملية نقل البضائع من أماكن تخزينها إلى العميل".

وعلاوة على ذلك، يمكن أن توفر التجارة عبر الإنترنت مزيدًا من المرونة في الوقت مقارنة بالتجارة التقليدية، وتعد التجارة الإلكترونية ذات قيمة خاصة للنساء اللائي يعانين من ضيق الوقت بسبب مهام الأسرة، والرعاية غير مدفوعة الأجر؛ مما يجعل العمل من المنزل يروق للمرأة؛ لأنه يسمح لها بدمج العمل بأجر مع المسؤوليات المنزلية، ونظرًا لأن المؤسسات التي تقودها النساء في المتوسط لديها رأس مال محدود، فإن التجارة الإلكترونية توفر فرصة لدخول الأسواق والقطاعات عالية القيمة التي ترتبط عادةً برأس مال كبير.

وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تعزز التجارة الإلكترونية اقتصاد الخدمات، عن طريق تعزيز المعرفة ومهارات الوصول إلى المعلومات حول فرص ريادة الأعمال للنساء، كذلك يمكن للحلول الرقمية إلغاء الحاجة إلى التفاعلات وجهًا لوجه من أجل إجراء معاملة؛ مما يساعد النساء في التغلب على قيود التنقل والتمييز، وتقليل التعرض للعنف، لذا يعد فهم كيفية استخدام النساء أو عدم استخدامهن للتقنيات الرقمية حاليًّا أمرًا ضروريًّا بالنسبة لهن؛ لكي يصبحن مشاركات متساويات في اقتصاد يتزايد فيه التحول الرقمي.
وعن التحديات التي تواجهها السيدات في قطاع التجارة الإليكترونية فقد أوضح التحليل أنه بصرف النظر عن المستويات المنخفضة للوصول إلى الإنترنت واستخداماته التي من الممكن أن تعوق المرأة في انتهاج التجارة الإلكترونية، فقد تواجه المرأة معوقات أخرى تشمل افتقار الوصول إلى التمويل، وقلة المعرفة بمتطلبات السوق، وخيارات الدفع الإلكتروني، وشبكات الأعمال المحدودة، وانخفاض مهارات تنظيم المشروعات، الأمر الذي من شأنه أن يجعل الأعمال التجارية الإلكترونية الخاصة بالنساء أصغر حجمًا وأقل ربحية من تلك التي يديرها الرجال، وتقتصر الأعمال التجارية الخاصة بالمرأة على القطاعات ذات القيمة المضافة المنخفضة.

كذلك تعد تحديات الاتصال، وانخفاض مستوى المعرفة الرقمية من بين العوائق الرئيسة التي تواجه المرأة والتي تحتاج إلى معالجة؛ لضمان استفادة المرأة من التجارة الإلكترونية. فعلى سبيل المثال، تشير التقديرات إلى أن 24٪ فقط من الفتيات في أفريقيا يستخدمن الإنترنت مقارنة بـ 35٪ من السكان الذكور.