تحل اليوم ذكري رحيل الكاتب والمفكر الكبير الراحل عبد الرحمن الكواكبى، والذى وفاته المنية في15 يونيو عام 1902، حيث يُعد أحد رواد النهضة العربية ومفكريها فى القرن التاسع عشر.
ولد "الكواكبي" سنة 1848م "1265 هجرية"، وذلك حسبما ثبت في الأوراق الرسمية، حيث عاش معاناة اجتماعية قاسية، و في نشأته فقد الأم واغترب عن الأب وعن الجيرة.
ينتمى عبد الرحمن الكواكبي، المولود في حلب لأسرة عريقة تعتز بنسبها إلى الإمام على بن أبي طالب، حيث درس الأدب والعلوم السياسية والتاريخ والفلسفة، وأصبح أحد رواد النهضة العربية ومفكريها في القرن التاسع عشر، وواحد من مؤسسي الفكر القومي العربي.
عمل "الكواكبي" بالعديد من الوظائف الرسمية، فكان كاتبًا فخريًا للجنة المعارف، ثم مُحرِّرًا للمقالات، ثم صار مأمور الإجراءات، وكان عضوًا فخريًا بلجنة القومسيون، وشغل منصب عضو محكمة التجارة بولاية حلب، بالإضافة إلى توليه منصب رئيس البلدية.
وعندما بلغ الكواكبي الثانية والعشرين التحق كمحرر بجريدة "الفرات"، وكانت تصدر في حلب، ثم أسس وزميله هشام العطار أول جريدة عربية خالصة وهي جريدة "الشهباء"، والتي لم تستمر سوى خمسة عشر عددًا، حيث أغلقتها السلطات العثمانية بسبب المقالات النقدية اللاذعة الموجهة ضدها؛ فسافر إلى الهند والصين، وسواحل شرق آسيا وسواحل أفريقيا، كما سافر إلى مصر التي لم تكن تحت السيطرة المباشرة للسلطان العثماني فذاع صيته هناك، وتتلمذ على يديه الكثيرون.
رحل عبد الرحمن الكواكبي في سن الثامنة والأربعين في ظروف غامضة إثر تناوله فنجانا من القهوة يعتقد أنه مخلوط بالسم كدسيسة من السلطان العثماني عبدالحميد الثاني، ودفن الراحل بمقابر باب الوزير بالقاهرة، ورثاه حافظ إبراهيم بأبيات رائعة يشهد فيها له بقيمته؛ وعقب مقتله توجهت السلطات إلى منزله، وقامت بمصادرة مخطوطات كتبه ومذكراته، فصادرت كل ما كتب، إلا أن كتاب "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد"، الذى جمع فيه عددا من مقالاته التى بدأ كتابتها فى حلب وتسبب فى مطاردته من قبل ولاة سوريا، هرب من بين أيديهم ليظل الكتاب منشورا بين الناس، وشاهدا على تعسف العثمانيين ضده.