القبائل الأفريقية غالبا ما تمتاز بالعادات والتقاليد الغريبة والغير مألوفة وكثيرًا ما نسمع في الأساطير، عن قبائل وعائلات تعيش في معزلِِ عن العالم، لكن في النهاية تظل تلك الأحاديث من وحي الخيال لن نعرف إذا كانت حقيقية أم لا، لكن حكاية قبيلة «الهيمبا» حقيقية وموثقة بالصور، حيث تعد أغرب قبيلة قد تسمع عنها في حياتك.
قبيلة الهيمبا
قبيلة الهيمبا من القبائل البدائية وتوجد في دولة ناميبيا جنوب قارة إفريقيا، يعتمدون في معيشتهم على الصيد البري وتربية المواشي؛ ولذلك احتفظت حتى وقتنا الحالي بالبدائية والقدم، ومتمسكون بتراثهم التقليدي الغريب وعادات أجدادهم الأوائل، حتى بعد حروبهم مع الألمان وتعرضهم للإبادة حتى أن الألمان قد أطلقوا عليهم الهيمبا القاتلة، ثم بعد ذلك تعرضوا للقحط الشديد بسبب قلة الأمطار وهلاك الماشية، لكن منذ عام 1990 بدأت قبيلة الهيمبا بالعودة إلى أرضهم التاريخية القديمة.
النساء في قبيلة الهيمبا
في مجتمع الهيمبا النساء لهم دور كبير أكثر مما يقوم به الرجال بكثير، فمن شأن النساء أنهن يقمن بتربية المواشي وحلبها وإحضار الماء من الأنهار للقرية، وكذلك جلب الحطب، وبعض الصناعات اليدوية، وبناء المنازل، وتربية الأطفال، ولديهم اعتقادًا راسخًا بأهمية النساء حتى إذا وصلت الفتاة إلى عمر ١٣ عامًا قاموا بالاحتفالات الصاخبة وتؤخذ إلى المكان المقدس بالقبيلة والمخصص للشعائر الدينية التي يؤمنون بها، وتبقى هناك جالسة في حماية الأجداد حتى قدوم رفيقاتها وقريباتها إليها.
عادات وتقاليد نساء قبيلة الهيمبا
وتجلس سيدات "الهيمبا" أغلب الوقت في الهواء الطلق في جو حار ويحرصن على وضع تلك الطبقة الحمراء على بشرتهن لمقاومة أشعة الشمس الحارقة، بالإضافة إلى أن تلك المادة تساهم في الحفاظ على الجلد نظيفًا ورطبًا، وتمنع نمو الشعر على الجسم وتفادي لدغات الحشرات.
من أكثر ما يميز سيدات "الهيمبا" هي تسريحة شعرهن، فهي عبارة عن ضفيرة تختلف على حسب أعمارهن وشكلهن ويهتمن بارتداء عظام الحيوانات في رقبتهن كنوع من أنواع الحُلي، في الصباح والمساء يحرصن تلك السيدات على تصنيع وجبة واحدة فقط أساسية وهى "العصيدة"، يقمن بتسخين الماء وينتظرن عندما يغلي ويضفن دقيق الذرة والزيت ويقدمن الطعام، وهناك بعض الاستثناءات في الطعام، يقمن بتناول اللحوم في المناسبات النادرة فقط مثل حفلات الزفاف وأحيانًا يتناولن حليب الأبقار.
النظافة من المحظورات
من أبرز سمات "الهيمبا" لا يُسمح للنساء باستخدام الماء للاستحمام ولا يرتدن ملابس، لأن القبيلة تحتفظ بمصطلح "البدائية" لذا فالملابس لا تعني لهن الكثير ولا تُستر أجسادهن سوى تنورة صغيرة من جلد الأبقار ويبقى النصف العلوي مكشوفًا للتناسب مع الأجواء الحارة التي يقطن فيها.
طريقة الاستحمام
ويتم استبدال الاستحمام بالبخار الساخن من خلال وضع قطع من الفحم المشتعل في وعاء صغير يحتوي على أوراق الشجر والأغصان الصغيرة الأشجار وينتظرن حتى تتصاعد أبخرة الدخان وينحين فوق الوعاء ويبدأن في التعرق لغسل الجسم بالكامل، ويُسترن أنفسهن بقطعة من القماش حتى يحتبس الدخان في أجسادهن.
النساء هدايا للضيوف
وهم شعب متعدد الزوجات، حيث يتم تزويج الفتيات من الذكور، باختيار آبائهم بمجرد وصلهن لسن البلوغ، وليس باختيار أي منهن، فهن ليس لديهن أي قرار أو رأي، وعلى الرغم من ذلك إلا أنهم لديهم عادات وثقافة غريبة، حيث عندما يصلهم زائر جديد، يقوم الرجل بإهدائه زوجته لتقضي الليلة معه، وهذا يعرف باسم "إهداء الزوجة للضيف" وفي لغتهم يسمى "أوكوجيبيسا أوموكازيندو" بينما ينام الزوج في غرفة أخرى، وفي حالة عدم توفر غرفة ينام زوجها خارج المنزل، اعتقادًا منهم هذه الحركة تُقلل من الغيرة وتعزز العلاقات بينهم.
موعد الولادة
ومن أغرب العادات عند تلك القبيلة أنه عندما يقترب موعد ولادة المرأة تقوم بمغادرة القرية برفقة امرأتين لتلد في الخارج، ومن ثم تعود مع مولودها لتبدأ عندها احتفالات الوضع.
دور الرجال
لا يوجد رجال كثيرون في القبيلة، بل الموجود قليل جدًا، فجزء منهم في الحانات يشربون الخمر أو يذهبون إلى المدن، والرجل لا يكتفي أبدًا بزوجة واحدة وإنما له عدة زوجات والكثير من الأطفال.
الزواج في قبائل الهيمبا في ناميبيا
يقوم الزواج على ممارسات وطقوس غريبة يقوم بها العروس والعريس في قبائل الهيمبا يتم التشغيل للأغاني في الوقت الذي يتم فيه الرقص بمختلف أنواع الرقص وتبدأ المراسم في الزواج من الحفلات والأغاني وشرب الخمر في الأوقات المتأخرة في الليل ويتم إشعال النار بدلا من استخدام الأضواء في الأجواء التي تساعد جميع أفراد القبيلة في الحصول على الاستمتاع بهذه الطقوس الغريبة في حياتهم، ويقوم العريس بشرب الخمر بكميات كبيرة حتى يصبح خارج العقل، ويدخل الرجل على زوجته في ليلة الزفاف وهو فاقد للعقل بعد الخمر الذي شربه بكميات كبيرة.
وترتدي العروسة الفستان الأبيض وتذهب مع زوجها إلى الكنيسة لاستقبال الضيوف والترحيب بهم قبل الذهاب الى منزلهم.
الزواج لدى قبيلة الهيمبا يعد من أقدس الأمور التي تحدث في القبيلة، حيث أن بناء العائلة والبيت في تلك القبيلة من أهم الأمور التي يتم التوافق فيها والتهنئة من قبل جميع أبناء القبائل، وتكون الزوجة مستقبلة للمعاشرة سواء من الضيف او صديق الزوج للدلالة على العلاقة القوية بينهم.
