وصل ولي العهد المملكة السعودية الأمير محمد بن سلمان اليوم الأربعاء 14 يونيو 2023 إلى فرنسا، في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام يستهلها بلقاء الرئيس إيمانويل ماكرون. ويتضمن جدول أعمال الزيارة ترؤسه وفد المملكة المشارك في قمة "من أجل ميثاق مالي عالمي جديد"، المقرر عقدها في باريس يومي 22 و23 يونيو.
كما سيشارك في حفل استقبال المملكة الرسمي لترشح الرياض لاستضافة إكسبو 2030، المقرر عقده في باريس أيضا في 19 يونيو. وهذه الزيارة الثانية خلال أقل من عام التي يقوم بها بن سلمان إلى فرنسا، بعدما زار باريس في يوليو من العام الماضي. وكان ولي العهد السعودي استقبل الرئيس الفرنسي ديسمبر 2021، الذي زار المملكة آنذاك.
وفي ذات السياق،أعلن قصر الإليزيه في بيان- حصلت "البوابة نيوز" على نسخة منه بأن رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون سيلتقي بالأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد ورئيس وزراء المملكة العربية السعودية، يوم الجمعة القادم الموافق ( 16 يونيو 2023 ) في قصر الإليزيه، لإجراء مباحثات يعقبها غداء عمل خلال زيارته الرسمية لفرنسا. وأعلن القصر الجمهوري بأن اللقاء سيتركز على العلاقات الثنائية بين فرنسا والمملكة العربية السعودية. كما سيناقشان قضايا الاستقرار الإقليمي، وسيبحث رئيس الجمهورية وولي العهد القضايا الدولية الرئيسية ذات الإهتمام العالمي المشترك، ولا سيما الحرب في أوكرانيا وتداعياتها على بقية العالم.
وسيتطرقان الى العديد من القضايا، أبرزها برنامج إيران النووي وأزمة الطاقة، فضلًا عن الانتخابات الرئاسية في لبنان ومصير البلاد والمنطقة وعملية السلام وغيرها من الشؤون الدولية.
وأخيرًا، ستعمل مناقشاتهما على التحضير لقمة الاتفاق المالي العالمي الجديد يومي 22 و23 يونيو في باريس، بهدف الجمع بين التمويل الخاص والعام حيث أن دول العالم والشعوب في أمس الحاجة إليه حاليًا، سواء من أجل مكافحة الفقر، كذلك ملف قيادة التحول المناخي الضروري، وحماية التنوع البيولوجي.
وعلى صعيد آخر، انطلقت فعاليات منتدى "رؤية الخليج" في مقر وزارة الاقتصاد بالعاصمة باريس، مساء أمس الثلاثاء، وتنظمه هيئة الترويج للحضور الفرنسي الاقتصادي والتجاري والاستثماري عبر العالم، المسماة "بيزنس فرنس"، ويعد المنتدى النسخة الأولى التي يرغب الطرفان في تحديد موعد سنوي ثابت لها. يذكر أن اتحاد الغرف السعودية استضاف وفدًا من 100 شركة فرنسية، في مارس الماضي لبحث توسيع التعاون الاقتصادي بين السعودية وفرنسا، ودخول الشركات الفرنسية إلى السوق السعودية.
تعتبر المملكة السعودية بالفعل الزبون الثاني لفرنسا طوال السنوات العشر الماضية، وراء الإمارات والهند ولكن قبل قطر ومصر والبرازيل، حيث تسلم باريس سنويا ما قيمته 2.8 مليار يورو من الأسلحة إلى الرياض. وتحاول فرنسا إقناع المملكة شراء سرب من مقاتلات الرافال مكون من 140، بعدما اشترت كل من مصر وقطر أسراب من الطائرة الحربية الفرنسية وكذلك هناك مباحثات عسكرية لمشاركة المملكة في برنامج مقاتلة الجيل السادس FCAS في فرنسا.
هذا وقد عقدت الشركة السعودية للصناعات العسكرية SAMI، المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة السعودي PIF، صفقة ضخمة عبر توقيع اتفاقية مشروع مشترك مع إيرباص في مجال الطيران العسكري، إضافة إلى مشروع مشترك مع مجموعة فيجياك أيغو الفرنسية، والشركة العربية السعودية للاستثمارات الصناعية (دُسر)، وتأسيس شركة "سامي فيجياك أيغو للتصنيع ذ.م.م." بهدف بناء منشأة تصنيع عالي الدقة في المملكة العربية السعودية لإنتاج مكونات هياكل الطائرات.
وتم الإعلان عن المشروع المشترك خلال ورش عمل على هامش زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المملكة العربية السعودية،ويسعى المشروع المشترك إلى تطوير قدرات المملكة في صناعة هياكل الطائرات، بالإضافة إلى تدريب المهندسين والفنيين السعوديين للعمل كجزءٍ من هذا المشروع، وأيضًا تعزيز توطين صناعات الطيران العسكرية والمدنية تماشيًا مع رؤية المملكة 2030. وستركز المنتجات الأولية على تصنيع وتجهيز السبائك الخفيفة (الألمنيوم) والمعدن الصلب (التيتانيوم) لأجزاء الطائرات. مما سيمثل طفرة في عالم الطيران السعودي.
