تسعى السلطات في مختلف دول العالم لكبح جماح الذكاء الاصطناعي، بما فيها دول الاتحاد الأوروبي، حيث من المقرر أن يتجاوز التشريع الرائد عقبة رئيسية اليوم الأربعاء.
وأوضحت وكالة الأنباء الأمريكية "أسوشيتد برس" أنه من المقرر أن يصوت مشرعو القوانين في البرلمان الأوروبي على الاقتراح - بما في ذلك التعديلات المثيرة للجدل بشأن التعرف على ملامح الوجه - بينما من المتوقع أن يتم إقرار هذا التشريع.
ولفتت "أسوشيتد برس" إلى أن الجهود التي بذلتها بروكسل على مدى سنوات لوضع حدود للذكاء الاصطناعي أصبحت أكثر إلحاحًا حيث أظهرت التطورات السريعة في روبوتات الدردشة مثل ChatGPT الفوائد التي يمكن أن تجلبها التكنولوجيا الحديثة وكذلك المخاطر الجديدة التي تفرضها.
ويعمل قانون الاتحاد الأوروبي للذكاء الاصطناعي، والذي تم اقتراحه للمرة الأولى في عام 2021 على تقنين أي منتج أو خدمة تستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي، ويقوم القانون بتصنيف أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى أربعة مستويات من المخاطرة، تتدرج من المستوى المنخفض إلى المستوى غير المقبول.
أما التطبيقات الأكثر خطورة، مثل التوظيف أو تلك المتعلقة بالأطفال، فسوف تواجه متطلبات أكثر صرامة، من ضمنها أن تكون أكثر شفافية وتستخدم بيانات دقيقة.
وستؤدي الانتهاكات لهذا القانون إلى فرض غرامات تصل إلى 30 مليون يورو (33 مليون دولار) أو 6% من حجم الإيرادات العالمية السنوية للشركة، وقد تصل تلك الغرامات إلى المليارات إذا تعلق الأمر بكبرى شركات التكنولوجيا مثل جوجل ومايكروسوفت.
وأوضحت وكالة "أسوشيتد برس" أن واحدًا من أهداف الاتحاد الأوروبي الرئيسية هو حماية الأمن والصحة والحقوق الأساسية والقيم من تهديدات الذكاء الاصطناعي، وتتمثل بعض تلك التهديدات في أنظمة "التقييم الاجتماعي" التي تحكم على الأشخاص بناءً على سلوكهم، أو استخدام "التلاعب اللا شعوري" الذي يمكن أن يؤدي إلى الأذى، على سبيل المثال لعبة أطفال تفاعلية تشجع على سلوك خطير.
وعزز المشرعون الاقتراح الأصلي من المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي، من خلال توسيع الحظر المفروض على التعرف على الوجه عن بعد وتحديد الهوية البيومترية في الأماكن العامة. وتقوم التكنولوجيا بمسح المارة واستخدام الذكاء الاصطناعي لمطابقة وجوههم أو سمات جسدية أخرى بقاعدة بيانات.
وأضاف أحد أحزاب يمين الوسط تعديلًا يسمح باستثناءات في تطبيق القانون بهدف العثور على الأطفال المفقودين، وتحديد المشتبه بهم المتورطين في جرائم خطيرة أو منع التهديدات الإرهابية.
وأوضحت المفوضية الأوروبية أن معظم أنظمة الذكاء الاصطناعي المستخدمة في ألعاب الفيديو أو مرشحات البريد العشوائي، تندرج تحت فئة المخاطر المنخفضة أو المعدومة.
وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يعتبر لاعبًا كبيرًا في تطوير الذكاء الاصطناعي، هذا الدور تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية والصين. لكن بروكسل غالبًا ما تلعب دورًا في تحديد الاتجاه من خلال اللوائح والأنظمة التي تميل إلى أن تصبح معايير عالمية فعلية.
وقد تمر سنوات قبل أن تصبح القواعد سارية المفعول بالكامل، وسيتبع التصويت مفاوضات ثلاثية تشمل الدول الأعضاء والبرلمان والمفوضية الأوروبية، وربما تواجه المزيد من التغييرات أثناء محاولتهم الاتفاق على الصياغة.
ومن المتوقع الحصول على الموافقة النهائية بحلول نهاية هذا العام، تليها فترة سماح للشركات والمؤسسات للتكيف، تستغرق نحو عامين.
ولسد الفجوة قبل دخول التشريع حيز التنفيذ، تعمل أوروبا والولايات المتحدة على وضع مدونة طوعية لقواعد السلوك، وعد المسؤولون في نهاية شهر مايو بصياغتها في غضون أسابيع ويمكن توسيعها لتشمل "دولًا ذات تفكير متماثل".