عز الدين نجيب يطالب بميزانية خاصة: مؤتمرات الأدباء مجرد «سد خانة»
أبو العلا: الكل في النوادي تحول إلى «ناقد».. والأعضاء «بيجاملوا بعض»
مدير عام الثقافة العامة: أندية الأدب طاردة للمبدعين.. وكثرة دور النشر سبب في ضفعها
رئيس إقليم شرق الدلتا الثقافي الأسبق: الأنشطة في نوادي الأدب تتحكم فيها «الشلل»
وضعت الهيئة العامة لقصور الثقافة، أهدافا واضحة تسعى للوصول إليها من خلال أندية الأدب التابعة لها فهي منبر الجماهير، وكان أولها اكتشاف المواهب الأدبية الجديدة وصقلها وتنميتها فى كافة المجالات الأدبية والنقدية المتنوعة وتثقيف الجمهور ثقافة أدبية رفيعة.
ومن ضمن الأهداف أن تعمل أندية الأدب على تمكين أدباء الأقاليم من ممارسة أعمالهم بكل حرية دون تحيز فتصبح كيانا مستقلا بذاته يمارس من خلاله الأدباء وهواة الأدب فى كل موقع ثقافى بالهيئة نشاطهم فى دون تحيز لجنس أدبى معين أو اتجاه فكرى على حساب الاتجاهات الأخرى.
لكن مع مرور الوقت تقاعس دور أندية الأدب وأصبح لا حول لها ولا قوة لتصبح مجرد سد خانة، وبات واضحا أنها تعانى إهمالا شديدا، حتى أنه لا يتم النظر إليها، الأمر الذى جعل كبار الأدباء ينفرون منها، وعلى الرغم من ذلك نجد أن أعضاء نوادى الأدب يدافعون عن أنفسهم بأن هناك روتين الموظفين الذى يقف كحائط سد يعوق إتمام العملية الثقافية على أكمل وجه كما هو مطلوب.
المثقفون من الجهة الأخرى يرون أن من أهم أسباب هذا التراجع هو أن أندية الأدب يحكمها الشللية والمحسوبية، إضافة إلى ذلك أنها خاوية من الأدباء الحقيقين.
«البوابة» تفتح هذا الملف لمناقشة الأسباب الحقيقية وراء هذا التراجع وكيف يمكن إعادة دور أندية الأدب إلى ما كانت عليه من قبل وتحقيق أهدافها التى أنشئت من أجلها، خاصة أنه يجرى فى الوقت الحالى انتخابات التجديد لأعضاء أندية الأدب.
أندية الأدب.. حبر على ورق
فى البداية قال الفنان التشكيلى عز الدين نجيب، إنه من المفترض أن تكون أندية الأدب بقصور الثقافة راعية الأدب ونقطة الاتصال بين الحركة الأدبية والجماهير الموجودين فى مختلف المحافظات، فالأدباء فى المحافظات المختلفة متصلون بشكل مباشر مع الجماهير ومن هنا فهم أكثر من يشعر بنبض الناس أكثر من جمهور العاصمة.
وأضاف نجيب، أنه لابد من تطوير أندية الأدب التى اختفى دورها عما هى منوطة بها بإتاحة المنافذ وقنوات التواصل بين الجماهير وفتح قصور الثقافة أكثر مما هى عليه، ففى هذه الآونة نجد أن نشاط أندية الأدب أصبح بيروقراطيا منغلقا فالخدمة ناقصة، إلى جانب ذلك نتمنى أن ترعاها وزارة الثقافة بشكل فعال ومجدى.
وأوضح، أن أساس الرعاية هى أن تتيح المالية ميزانية خاصة تستطيع من خلالها أندية الأدب ممارسة أنشطتها بشكل صحيح وتعطى ما هى قد أسست عليه، لكن الوضع الحالى نجد الميزانية ضعيفة لا تكفى، وبالتالى تكون النتيجة لا تطوير ولا مسايرة للعصر الحديث الذى تعمقت فيه التكنولوجيا، فكيف تساير أندية الأدب التطور الرقمى الذى تسعى إليه الدولة والجمهورية الجديدة دون تطوير من نفسها بكافة الوسائل؟.
وبين نجيب، أن ضعف الميزانية لأندية الأدب التى تعد هى راعية الأدب كما أنشئت عليه يعنى أن الوزارة لا تؤمن بها، فلو آمنت لطورت وجددت وساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر فى ذلك، والتطوير يكون على الأقل بتخصيص حجرة للأدباء والأعضاء فى بيوت الأدب لتقديم الأنشطة.
وأوضح نجيب، أن مؤتمر الأدباء دائما ما يوصى بالاهتمام بنوادى الأدب بكافة الوسائل الفنية والمادية، لكن يتضح أن التوصيات لا يعمل بها، فلم نجد أى تطور فى أندية الأدب فهى مجرد حبر على ورق ولا حياة لمن تنادى، وهذا ما يشعرنا أن مثل هذه المؤتمرات مجرد سد خانة.
وطالب نجيب، ألا يعقد أى مؤتمر إلا بعد البحث حول تنفيذ توصيات ما قبله من المؤتمرات، حتى يتسنى للجميع التأكد من أن ما يقال لا يذهب كالهواء المنثور، وأن مثل هذه المؤتمرات لم تكن من فراغ، وهذا أفضل من تكرار الحديث فى المؤتمرات تباعا وتكرار المطالب دون جدوى.
أعمال أندية الأدب غير صالحة للنشر
من جانبه قال الكاتب والناقد أحمد عبد الرازق أبو العلا، إنه بعيدا عن اللائحة المنظمة لأعمال «نوادي الأدب» التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، يجب الإشارة إلى نقطتين، الأولى، أن عددا كبيرا من الكتاب المحققين والكبار الذين يعيشون فى الأقاليم، ليسوا أعضاء فى تلك النوادى، لأنهم يعلمون بأنها مجرد كيان ينقصه الكثير من الجدية، ولا يساهم فى تقديم كاتب حقيقى، أو تطوير تجربته، والنقطة الثانية هى أن غياب هؤلاء الكتاب الكبار عن تلك النوادى، أدى إلى ضعف أدائها.
وتساءل أبو العلا عن أنه كيف نستطيع اكتشاف المواهب، والعمل على تطوير أداء أصحابها، ما لم يكن هناك من يهتم بهم ويساعدهم ويتابع أعمالهم؟، وهذا لا يحدث للأسف الشديد.
وأوضح، أن هناك ظاهرة لم تكن موجودة من قبل فى تلك النوادى، وهى أن أعضاءها يكتبون عن بعضهم البعض، فتحول الجميع إلى نقاد، وترى هذا الأمر متجليا فى المؤتمرات الإقليمية، التى يشارك فيها أعضاء نوادى الأدب، تراهم يكتبون عن بعضهم البعض، ويرون أن الاستعانة بنقاد متخصصين أمر غير مستحب «لأنه مفيش حد أحسن من حد» هكذا يفكرون، وغياب الحركة النقدية الحقيقية المواكبة لأعمال أعضاء النوادى، أدى إلى هشاشة الإنتاج الأدبى المطروح وضعفه.
وتابع: «حين كلفت فى يوم من الأيام بتحكيم الأعمال التى سينشرها أحد الأقاليم فى مشروع النشر الإقليمى الموجه لأعضاء نوادى الأدب، لم أستطع الموافقة إلا على عدد قليل جدا من الأعمال، وعندما تحدثت مع المسؤولين عن هذا الأمر، علمت بأن اللائحة تحدد نسبة معينة من الكتب التى ينبغى نشرها لكل إقليم، بنظام الكوتة، حتى أن هذا الأمر يؤدى إلى نشر بعض الأعمال المرفوضة، لأن من حق كل فرع الاستفادة من النشر الإقليمى، فاعتذرت عن مواصلة التحكيم، وسلمت الأعمال التى كانت فى حوزتى، احتجاجا على هذا التصرف».
وتساءل: «كيف ينشر عمل أدبى غير صالح للنشر ومرفوض؟ لا لشيء إلا أن صاحبه عضو فى نادى الأدب، ومن حق كل فرع الحصول على حصته من ميزانية النشر؟! هذا الأمر - للحقيقة - حدث منذ سنوات، ولا أعلم هل مازال قائما إلى الآن أم لا؟، أذكره لأنه يكشف- على المستوى الرسمى- طبيعة التعامل مع أعضاء نوادى الأدب، وكأن عضويتهم تعطيهم الحق فى الحصول على مزايا لايستحقها معظمهم، أضف إلى ذلك تمثيلهم فى مؤتمر أدباء مصر السنوى، ويتم هذا عن طريق الانتخاب داخل الفروع ذاتها، ليس هذا فحسب، لكن أيضا تشكيل أمانة المؤتمر العامة، كل هذا يحدث وهناك من أعضاء النوادى من لم ينشر سوى عدد ضيئل من النصوص، وربما كتابا واحدا إن وجد، كل هذا أدى إلى هزال وسطحية كل شىء».
ورأى أبو العلا، أن نوادى الأدب تعد بمثابة ورشة، لمن يرى فى نفسه الكفاءة، والرغبة فى تطوير نفسه، ليمارس هوايته ويؤكد موهبته، إلى أن يتمكن من أدواته، وهذا الأمر لن يتم بالسياسة الحالية التى تنظم أعمال النوادى، وبعضها يرأسها من لا يملك إنتاجا جيدا وملحوظا، لا لشىء إلا أنه جاء بالانتخاب، كل هذا يتم بمعزل عن الكتاب الحقيقيين، البعيدين عن تلك النوادى، والحريصين على أنفسهم، والرافضين للدخول فى مهاترات لا قيمة لها، هذا فضلا عن إغلاق أعضاء تلك النوادى الأبواب على أنفسهم، بدون الاستعانة بعناصر من خارجهم، تنقل لهم الخبرة، وتتابع أعمالهم، بدون تكبر أو شعور بتضخم الذات.
أندية الأدب مجنى عليها أم جانية؟
وقال الشاعر عبده الزراع، مدير عام الثقافة العامة بهيئة قصور الثقافة، إن أندية الأدب كانت جاذبة للمبدعين الكبار والشباب، وجميعنا خرجنا من أندية الأدب وتعلمنا على أيدى الكبار، لكن الآن للأسف تغير هذا الدور وأصبحت أندية الأدب طاردة للمبدعين الحقيقين وتركوا الساحة للأدباء الذين لم تكتمل تجاربهم الإبداعية، وقد تمخض عنه ضعف أندية الأدب، وبالتبعية ترتب عليه ضعف أمانة مؤتمر أدباء مصر.
ودعا الزراع، الأدباء الكبار إلى أن يعودوا مرة أخرى لممارسة دورهم داخل أندية الأدب ليعلوا من شأنها مرة أخرى، فالصراع على أشده على رئاسة الأندية وغالبا ما تأتى التربيطات والمصالح الضيقة بالأضعف الذى لا يصلح لقيادة النادى بحكمة وروية، مما جعل الكبار ينفرون من الأندية ويهجروها، ولو تخلى الأدباء عن المصالح الشخصية، وبحثوا عن الأجدر لقيادة النادى لتغير الحال إلى ما كانت عليه الأندية فى السابق.
وتابع، أنه بلا شك لائحة أندية الأدب فى حاجة ماسة إلى تعديلات تتسق مع طبيعة المرحلة الحالية التى تموج بتغيرات سريعة لها علاقة وطيدة بالميديا، وطبيعة النشر وغيرها، فالأدباء أنفسهم هم من جنوا على أندية الأدب وليس العكس.
وبين الزراع، أن السبب وراء ضعف الأندية هو كثرة دور النشر التى تنشر الغث، طالما أن الأديب يدفع لهذه الدار، وقد تسبب هذا فى ضعف أندية الأدب، لأنهم يقدمون هذه الأعمال للحصول على عضوية الأندية، وكثير منهم يحصل على العضوية بهذه الإبداعات المتهافتة، ويدخلون أحيانا بالمجاملة وغيرها من الوسائل التى تجعلهم أعضاء عاملين فى هذه الأندية.
وأردف: «من هنا أقول لأدباء مصر فى شتى ربوعها: إذا كنتم تريدوا حركة أدبية قوية تعود لأندية الأدب من جديد عليكم بأعمال ضمائركم فى اختيار العضويات العاملة لهذه الأندية».
«الشلل» تتحكم أنشطة نوادى الأدب
في السياق ذاته قال الكاتب محمد عبد المنعم، رئيس إقليم شرق الدلتا الثقافى الأسبق، إن الأنشطة حاليا فى نوادى الأدب تتحكم فيها «الشلل» التى تكونت من الأدباء المتحققين من ناحية النشر والذيوع، بمعنى أن المتحكم حاليا فى النشر وفى الانتخابات وغيرها هى «الشلل» الأدبية من الأدباء المسيطرين على مقاليد الأمور وأصبحت علاقتهم بالمستويات الإدارية المختلفة علاقات مصالح متبادلة، فهم المسيطرون على توزيع المحاضرات والندوات بل وفى تقديم الأوراق البحثية أو النقدية فى كافة المؤتمرات، ولا يستطيع أحد مهما كانت كفاءته وقدراته النفاذ للمساهمة فى هذه الأنشطة من خارج الشلة التى يتولى كبيرهم توزيع الغنائم بالتوالى والتوازى بين القلة أو الشلة المسيطرة، ولا يهم فى عرف الإدارة أو الشلة أن من يقوم بإلقاء محاضرة علمية أو تاريخية أوسياسية على قدر من المعرفة والعلم ولا يهم إن كان يحمل مؤهلا من عدمه.
وتابع عبد المنعم: «من هنا لم يعد بإمكان أى موهبة جديدة أن تجد طريقا تصل به فى إطار نادى الأدب إلا من خلال الشلة المسيطرة، والعجيب أن أكثر المواهب الجديدة مشاركة وتقديما من الجنس اللطيف».
وأوضح أن تبادل المنفعة يقتضى تبادل الكراسى التى أصبحت موسيقية، فرئيس نادى الأدب المركزى هذه الدورة يصبح رئيسا لنادى الأدب فى المحافظة فى الدورة القادمة، ويتولى آخر من الشلة تمثيل المحافظة فى لجنة إدارة المؤتمرالقومى لأدباء الأقاليم، ومن خلاله يتم ترشيح باقى أعضاء الشلة، هذا يقدم بحثا وهذا يدير جلسة وذلك يتولى الأمانة العامة، وهكذا يتم تبادل الكراسى الموسيقية فى كل دورة، فكل شلة لها أبا روحيا يوزع الأدوار ويوزع قطع التورتة المختلفة من وراء الستار.
واستكمل: «نحن فى مصر دائما نأخذ بالعناوين ولا نتعمق فى المضامين، ولأن فاقد الشيء لا يعطيه فكيف لمن لا يملك تأهيلا علميا مناسبا أو إعدادا ثقافيا فى حدوده الدنيا، كيف له أن يتعامل مع التطوير الرقمى أو الذكاء الاصطناعى، وأضعف الإيمان هنا هو ترديد الشعار دون ممارسة التطبيق وبهذا يصبح هو فى حد ذاته معوقا للتطوير المأمول، فمؤتمر أدباء الأقاليم فقد بريقه وفقد الهدف من استمراره وأصبح تكرارا لقوالب يلوكها أدعياء الثقافة والمغامرون لتقضية المهمة باعتبار ليس فى الإمكان أروع مما هو كائن».
وطالب عبد المنعم، بالتفكير خارج الصندوق والبحث عن إعادة هيكلة نوادى الأدب وتمزيق اللوائح العتيقة المعوقة والمؤلفة عمدا لتتطابق مع مصالح البعض من حيث شروط العضوية أو شروط النشر أو شروط الترشح والانتخاب، وتكون البداية مع مؤتمر قومى للمثقفين على صعيد الوطن يدرس ويناقش أوراق عمل مقدمة من أصحاب الفكر والرؤية والخبرة لوضع استراتيجية ثقافية وأدبية تنظم مسار الحركة الأدبية فى ربوع الوطن على كافة المستويات قرى ومدن ومحافظات وأقاليم وعلى المستوى القومى فى نهاية المطاف.
أندية الأدب خاوية من الأدباء.. الموظفون السبب
قال الشاعر محمد عبد القوى حسن، إن أندية الأدب الآن أصبحت مجرد حبر على ورق ولا تقدم شىء يذكر غير التطاحن بين الأدباء وموظفى الثقافة، فى الوقت الذى سيطر فيه العاملون فى هيئة قصور الثقافة على كافة الأمور، وأصبحوا يرشحون المقربين منهم للنشر وللندوات ولا يرجعون لمجالس إدارات أندية الأدب، لأنها أصبحت خاوية تماما من الأدب والأدباء.
وأوضح، أن حال قصور الثقافة سىء جدا لا يوجد أساس ولايوجد أجهزة حتى تواكب أندية الأدب الثورة المعلوماتية الهائلة، فكيف للأدباء أن يواكبوا الذكاء الاصطناعى وهناك بعض قصور وبيوت الثقافة فى الصعيد لا يجد الأدباء مقعدا يجلسون عليه، ومع ازدحام الموظفين ببيوت الثقافة فتجد فى بيت الثقافة الذى من الممكن أن يديره 4 موظفين أو 5 موظفين تجد فيه 60 موظفا، فتكدس الموظفين فى بيوت وقصور الثقافة جعل الأدباء لايترددون على تلك الأماكن، نظرا لسيطرة الموظفين عليها.
وأشار عبد القوى، إلى أن هيئة قصور الثقافة تحتاج إلى إعادة نظر من الدولة، وإعادة الأمور إلى مكانها السليم، لأن كل شىء الآن بيد الموظفين الذين أصبح عددهم كبيرا جدا بدون فائدة إلا المشاكل مع الأدباء وتعطيلهم عن أداء رسالتهم، فمثل هذه الأماكن تم تأسيسها من أجل المواهب ورعايتها فهم أصحاب المكان الحقيقيين، لكن الآن أصبح العكس.
أندية الادب لا تقوم بالدور المنوط بها
وقال وليد حشمت، رئيس النادى المركزى لفرع ثقافة أسيوط، إن أندية الأدب فى الآونة الأخيرة لا تقوم بالدور المنوط بها بالشكل المثال لعدة عوامل، أولها أن اللائحة المنظمة لعملها تحتاج إلى تعديلات كثيرة وكان هناك تعديل عام 2019 بمؤتمر أدباء مصر والذى أقيم بمحافظة بورسعيد، ولكن هذا التعديل حبيس الأدراج حتى الآن، إلى جانب ضعف الإمكانيات المادية المقدمة للأدباء لكى يزيدوا من إبداعاتهم وينتجوا ولتشجيع المواهب الشابة.
وأوضح أن المقابل بما يسمى المكافأة لا يساوى شيئا فى ظل الموجة التضخمية التى يمر بها العالم كله، هذا بالإضافة للتعقيدات الإدارية والمالية لصرف هذه المستحقات.
أندية الأدب.. رسالة عظيمة رغم قلة الإمكانيات
قال مدثر الخياط، رئيس نادى الأدب ببيت ثقافة القوصية، إن أندية الأدب تكتشف العديد من المواهب والمبدعين الصغار وتوجههم وتصحح أعمالهم فى الشعر والقصة والمسرح، وأندية الأدب لها رسالة أخرى ومهمة فهى تحارب الفكر المتطرف الهدام.
وأضاف الخياط، أنه من أندية الأدب خرج العديد من الشعراء الأدباء وكتاب المسرح اللذين أصبح لهم مكانة فى عالم الثقافة وأصبح لهم اسما لامعا تتناول أعمالهم أكبر الصحف والمجلات المصرية والعربية، وتعرض أعمالهم الأدبية فى معارض الكتب، كما أن أندية الأدب تستضيف كبار الشعراء والأدباء فى أمسيات أدبية يحضرها المبدعون مع محبى الأدب من الجمهور، أما من ناحية منظومة التطور الرقمى فالكتاب الورقى مهم تواجده ولن يختفى رغم هذا التطور.
قرارات «حائط صد» فى وجه نوادى الأدب بالقليوبية
وتقدم نادى الأدب المركزى، بجميع أعضائه، فى آخر اجتماع له يوم الأحد الموافق 11 يونيو من عام 2023، بمذكرة إلى مدير عام ثقافة القليوبية، يعلنون فيها بالإجماع عن تعليق جميع أنشطة الأدب بالمحافظة لعدة أسباب، وهى أن المراقب المالى «إقليم القاهرة الكبرى» قد وجه بضرورة إلزام الأدباء بعمل فاتورة إلكترونية أو إيصال ضريبى للتمكن من صرف قيمة أية مكافأة خاصة بإقامة الندوات أو المحاضرات.
ووصف نادى الأدب المركزى ذلك الأمر، بأنه مخالف لأحكام القانون والدستور وهو أمر أمر تعنتى من المالية وذلك لأن قيمة الضريبة 15 % يتم خصمها بالفعل من المنبع قبل أن يتسلم العضو فى نادى الأدب قيمة المكافأة الخاصة به، وبالتالى فإن مطالبة العضو بإعادة دفع الضريبة مرة أخرى يعد ازدواجا ضريبيا يخالف أحكام القانون والدستور لأنه لا يجوز دفع ضريبتين عن أجر واحد.
وطالب الأدباء أعضاء نادى الأدب المركزى كثيرا بإعادة النظر فى مبلغ المكافأة الذى يقدر بـ 100 جنيه داخل المحافظة تصرف 85 بعد الضريبة، 200 جنيه خارج المحافظة تصرف 170 جنيها، واصفين ذلك بأن هذه المبالغ لم تطرأ عليها أى زيادة منذ نحو عقد من الزمن الأمر الذى لم يعد متماشيا مع الأعباء المالية الحالية.
وبين أعضاء نادى الأدب أن مثل هذه القرارات من شأنها عرقلة الهدف الرئيسى للثقافة والإبداع الذى هو سلاح فى مواجهة التطرف والإرهاب، خاصة أنه يمثل القوة الناعمة التى تخوض به الدولة المصرية معاركها السياسية الاقتصادية فى محيطها الإقليمى والعربى والدولى، وذلك بات واضحا من فرض تطبيق الفاتورة الإلكتررونية دون وعى لطبيعة العملية الثقافية ولآلية الصرف.
وأوضحوا أن هناك بعض القرارات لا يتم تطبيقها سوى على إقليم القاهرة الكبرى مثل الالتزام بالفيزا البريدية، إضافة إلى ذلك من إجبار الأعضاء على إحضار خطاب من جهة العمل بالسماح للأديب بممارسة نشاطه الأدبى فى غير أوقات العمل الرسمية، وهو الأمر الذى يسبب لهم الكثير فى المشاكل والحرج فى جهات العمل التابعين لها.
لمحة تاريخية لاندية الأدب بقصور الثقافة
جاءت فكرة انشاء الهيئة العامة لقصور الثقافة منذ البداية لتكون منبر الجماهير في الأساس والانتشار في كل ربوع المحافظات في كل مكان وتزويدها بكل الامكانيات المتاحة حتى تصل الى اكبر قدر ممكن وإتاحة الفرصة للادباء والمثقفين من التواجد وإبداء ارائهم ومقترحاتهم في كل مناحي الحياة وذلك من اجل اعلاء كلمة الوطن والتركيز على تمكين ادباء الأقاليم من ممارسة أعمالهم بكل حرية دون تحيز ومن هنا جاءت فكرة انشاء نوادي الادب بقصور الثقافة المتواجدة في كل المحافظات بجميع الفروع التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة لتبح كيانا مستقلا بذاته يمارس من خلاله الادباء وهواة الادب في كل موقع ثقافي بالهيئة نشاطهم في حرية دون تحيز لجنسس ادبي معين أو إتجاه فكري على حساب الاتجاهات الأخرى ز
ووضعت الهيئة العامة لقصور الثقافة أهدافا أما عينيه تسعى للوصول إليها كان اولها هو اكتشاف المواهب الادبية الجديدة وصقلها وتنميتها في كافة المجالات الادبية والنقدية المتنوعة وتثقيف الجمهور ثقافة ادبية رفيعة
أندية الادب تنقسم الى اندية فرعية واخرى مركزية فالاندية الفرعية تُشكل في كل موقع ثقافي على حدة وتتكون من 11 عشر اديبا على الأقل ، في حين أن عضوية نادي الأدب الفرعي تنقسم إلى عضوية عاملة تمنح لكل اديب مصري يمارس الابداع الادبي وغيرها من الاشتراطات الاخرى التي لابد وأن تكون فيه حتى يكون مؤهلا لهذه المهمة منها ان يكون قد صدر له كتاب واحد على الأقل في احدى هيئات وزارة الثقافة اضافة الى صدور كتاب واحد على الأقل في احدى دور النشر الخاصة
الجمعية العمومية لنادي الأدب لا تقل ايضا عن 11 عضوا من الأعضاء العاملين بالنادي تجنمع في كل عام مرة في دورتها العادية لمناقشة الميزانية وخطة النشاط واجراء انتخابات مجلس الادارة في حال انتهاء دورة المجلس .
يتمتع العضو المنتسب باندية الأدب بحق المشاركة في انشطة نادي الادب وتمثيله في الندوات ومؤتمر اليوم الواحد الذي تنفذه قصور الثقافة بالأقاليم ، إضافة إلى التقدم بأعماله إلى النشر الإقليمي ، ولا يحق له تمثيل ناديه في المؤتمر الادبي العام أو المؤتمرات الإقليمة ، ولا يحق له الترشح لعضوية مجلس الإدارة .
بينما نادي الأدب المركزي هو نادي الادب الرئيسي في الفرع الثقافي مدة دورته عامان ولا يجوز الاستمرار في عضوية مجلس ادارته اكثر من عامين متتاليين ويتم اعتماده وتشكيله بقرار من مدير الفرع الثقافي بعد الانتهاء من إجراء انتخابات اندية الأدب الفرعية المعتمدة من مدير عام الفرع الثقافي .
يقدم اعضاء نادي الأدب المركزي الخطة الدورية لنشاط النادي والإشراف على تنفيذها ووضع الميزانية الملائمة لها ، وتحديد موعد ومكان النشاط الأدبي بعد التنسيق مع نادي الأدب المركزي على أن تراعي هذه الخطة ضوابط العمل الأدبي والخطة العامة للهيئة ويجوز للعضو المنتسب المشاركة في أنشطة النادي تمثيله في الندوات والمؤتمرات الأدبية التي يُرشح للمشاركة فيها .