أكد محرر الشئون الدبلوماسية لصحيفة "الجارديان" البريطانية باتريك وينتور، أن حلف شمال الأطلنطي (الناتو) لن يحسم مسألة قبول عضوية أوكرانيا في الحلف خلال مؤتمر القمة المزمع عقده في العاصمة الليتوانية فيلنيوس الشهر القادم.
وأشار الكاتب إلى أنه ليس من المقرر أن يقدم الحلف خلال قمته القادمة أي توقيت زمني بشأن انضمام أوكرانيا ولكن بالأحرى سوف يركز جدول أعمال القمة على توفير ضمانات أمنية لكييف في مرحلة ما بعد الحرب التي تدور رحاها في الوقت الراهن بين القوات الأوكرانية والروسية في إطار العملية العسكرية الخاصة التي شنتها موسكو في أوكرانيا في فبراير من العام الماضي.
وأضاف المقال أنه من المرجح كذلك أن تناقش القمة سبل انضمام أوكرانيا للحلف لاحقًا حين تسنح الفرصة لذلك دون تحديد جدول زمني لخطوات انضمام كييف للحلف.
ولفت الكاتب إلى أن ذلك التوجه إزاء عضوية أوكرانيا للحلف والذي تتبناه الدول الأعضاء بالإجماع سوف يصيب بطبيعة الحال الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي بالإحباط.
وأوضح المقال أن الدول الأعضاء في الحلف سوف تناقش مسألة تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا في مرحلة ما بعد الحرب الحالية تتمثل في الالتزام بحمايتها ضد أي هجوم آخر من جانب روسيا، في الوقت الذي تلتزم فيه دول الناتو كذلك بتزويد أوكرانيا بما تحتاجه من أسلحة وذخيرة لتعزيز قدرات القوات الأوكرانية لتصل إلى مستوى قريب من مستوى قوات الناتو.
وأشار الكاتب إلى أنه من المرجح كذلك أن تقوم دول الناتو بالارتقاء بمستوى العلاقات السياسية مع أوكرانيا من لجنة العلاقات بين أوكرانيا والناتو إلى مجلس العلاقات بين أوكرانيا والناتو، وهو ما يمنح أوكرانيا وضعا أفضل خلال اجتماعات الحلف المشتركة.
إلا أن المقال يسلط الضوء على تصريحات أحد الدبلوماسيين التي يشير فيها إلى أن ارتقاء العلاقات بين الطرفين على هذا النحو لن يمثل أي فائدة بالنسبة للجندي الأوكراني الذي يحارب على خط المواجهة ضد القوات الروسية.
وأوضح المقال وجهة نظر الدول الأعضاء في الحلف الذين يرون أن أوكرانيا لا يمكن أن تصبح عضوا كامل العضوية في الحلف في ظل الصراع المسلح الحالي التي تخوضه القوات الأوكرانية مع القوات الروسية، حيث إن حصول كييف على عضوية كاملة داخل الحلف يمنحها الحق في الاستفادة من المادة الخامسة من ميثاق الحلف حول الدفاع المشترك من جانب جميع أعضاء الناتو.
وأشار الكاتب في ختام المقال إلى أن دول الناتو في الوقت الراهن في أشد الحاجة لتوحيد صفوفها ودرء أي انقسامات بشأن عضوية أوكرانيا لأن المستفيد الوحيد من ذلك الانقسام هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.