قال الكاتب المسرحي أحمد عبدالرازق أبوالعلا: أنه بعيدا عن اللائحة المُنظمة لأعمال نوادى الأدب التابعة لقصور الثقافة ، أود الإشارة إلى نقطتين الأولي : أن عددا كبيرا من الكتاب المتحققين والكبار الذين يعيشون في الأقاليم ، ليسوا أعضاء في تلك النوادي ، لأنهم يعلمون أنها مجرد كيان ينقصه الكثير من الجدية ، ولا يساهم في تقديم كاتب حقيقي ، أو تطوير تجربته . والنقطة الثانية المرتبطة بالأولى هي : أن غياب هؤلاء الكتاب الكبار عن تلك النوادي ، أدي إلى ضعف آدائها ، لغياب القدوة .
وتساءل ابو العلا فى تصريحات لـ"البوابة نيوز": كيف نستطيع اكتشاف المواهب ، والعمل على تطوير أداء أصحابها ، ما لم يكن هناك من يهتم بهم ويساعدهم ويتابع أعمالهم ، وهذا لا يحدث للأسف الشديد ، حتى أن هناك ظاهرة ، لم تكن موجودة من قبل في تلك النوادي ، وهي أن أعضاءها يكتبون عن بعضهم البعض ، فتحول الجميع إلى نقاد !! وتري هذا الأمر متجليا في المؤتمرات الأقليمية ، التي يشارك فيها أعضاء نوادي الأدب ، تراهم يكتبون عن بعضهم البعض ، ويرون أن الاستعانة بنقاد متخصصين أمر غير مستحب ( لأنه مفيش حد أحسن من حد ) هكذا يفكرون
وأشار الى ان غياب الحركة النقدية الحقيقية المُواكبة لأعمال أعضاء النوادي ، أدي إلى هشاشة الإنتاج الأدبي المطروح وضعفه .
وأضاف ابو العلا أذكر أنني حين كلفت في يوم من الأيام بتحكيم الأعمال التي سينشرها أحد الأقاليم في مشروع ( النشر الإقليمي ) المُوجه لأعضاء نوادي الأدب ، لم أستطع الموافقة إلا على عدد قليل جدا من الأعمال ، وعندما تحدثت مع المسؤولين عن هذا الأمر ، علمت بأن اللائحة تحدد نسبة معينة من الكتب التي ينبغي نشرها لكل إقليم ، بنظام الكوتة ، حتي أن هذا الأمر يؤدي إلى نشر بعض الأعمال المرفوضة ، لأن من حق كل فرع الاستفادة من النشر الأقليمي !! فاعتذرت عن مواصلة التحكيم ، وقمت بتسليم الأعمال التي كانت في حوزتي ، احتجاجا على هذا التصرف ، وتساءلت : كيف يُنشر عمل أدبي غير صالح للنشر ومرفوض ؟ لا لشيء إلا أن صاحبه عضو في نادي الأدب ، ومن حق كل فرع الحصول على حصته من ميزانية النشر ؟! هذا حدث منذ سنوات ، ولا أعلم هل مازال قائما إلي الآن أم لا !! أذكره لأنه يكشف- على المستوى الرسمي- طبيعة التعامل مع أعضاء (نوادي الأدب ) وكأن عضويتهم تعطيهم الحق في الحصول على مزايا لايستحقها معظمهم ، أضف إلى ذلك تمثيلهم في مؤتمر أدباء مصر السنوي ، ويتم هذا عن طريق الانتخاب داخل الفروع ذاتها ، ليس هذا فحسب ، ولكن أيضا تشكيل أمانة المؤتمر العامة .. كل هذا يحدث وهناك من أعضاء النوادي من لم ينشر سوى عدد ضيئل من النصوص ، وربما كتاب واحد إن وُجد .. كل هذا أدى إلى هزال وسطحية كل شيء .
ورأي ابو العلا أن (نوادي الأدب ) تُعد بمثابة ورشة ، لمن يرى في نفسه الكفاءة ، والرغبة في تطوير نفسه ، ليمارس هوايته ويؤكد موهبته ، إلى أن يتمكن من أدواته ، وهذا لن يتم بالسياسة الحالية التي تنظم أعمال النوادي ... وبعضها يرأسه من لا يملك إنتاجا جيدا وملحوظا ، لا لشيء إلا أنه جاء بالانتخاب ، كل هذا يتم بمعزل عن الكتاب الحقيقيين ، البعيدين عن تلك النوادي ، والحريصين على أنفسهم ، والرافضين للدخول في مهاترات لا قيمة لها ، فضلا عن إغلاق أعضاء تلك النوادي الأبواب على أنفسهم ، بدون الاستعانة بعناصر من خارجهم ، تنقل لهم الخبرة ، وتتابع أعمالهم ، بدون تكبر أو شعور بتضخم الذات .