قال الشاعر عبده الزراع مدير عام الثقافة العامة بهيئة قصور الثقافة : إن أندية الأدب كيانات أدبية قائمة داخل بيوت وقصور الثقافة، تنظمها لائحة وضعها الأدباء بأنفسهم واعتمدت من قبل مجلس إدارة الهيئة والسلطة المختصة، وكل الأندية تعمل وفق هذه اللائحة، وأى خروج أو التفاف عنها يعتبر مخالفة، وكل نادى أدب له مجلس إدارة ينظم أداء النادى، وقد جاء بالانتخاب من قبل الجمعية العمومية لهذا النادى، أى جاء بارادة الأغلبية.
وأضاف الزراع في تصريحات خاصة للبوابة نيوز : الأصل في إقامة أندية الأدب هو تقديم الوجوه الشابة والأخذ بأيديهم ، واعطائهم فرص للتحقق من خلال مناقشة أعمالهم وتعليمهم أصول الكتابة، ويتحقق هذا من خلال الاحتكاك الأدباء الكبار الذين يترددون على النادى.
وأشار إلى أن أندية الأدب كانت جاذبة للمبدعين الكبار والشباب، وجميعنا خرجنا من أندية الأدب وتعلمنا على أيدى الكبار، لكن الآن للأسف الشديد تغير هذا الدور وأصبحت أندية الأدب طاردة للمبدعين الحقيقيين وتركوا الساحة خلوا للأدباء الذين لم تكتمل تجاربهم الإبداعية، وقد تمخض عنه ضعف أندية الأدب ، وبالتبعية ترتب عليه ضعف أمانة مؤتمر أدباء مصر.
ودعا الزراع الأدباء الكبار أن يعودوا مرة أخرى لممارسة دورهم داخل أندية الأدب ليعلو من شأنها مرة أخرى، فالصراع على أشده على رئاسة الأندية وغالبا ما تأتي التربيطات والمصالح الضيقة بالأضعف الذي لا يصلح لقيادة النادى بحكمة وروية، مما جعل الكبار ينفرون من الأندية ويهجروها، ولو نحى الأدباء المصالح الشخصية جانبا والبحث عن الأجدر لقيادة النادى لتغير الحال إلى ما كانت عليه الأندية في السابق ، بلا شك لائحة أندية الأدب في حاجة ماسة إلى تعديلات تتسق وطبيعة المرحلة الحالية التى تموج بتغيرات سريعة لها علاقة وطيدة بالميديا، وطبيعة النشر وغيرها ، فالأدباء أنفسهم هم من جنوا على أندية الأدب وليس العكس.
بيّن أنه ليس بالضرورة أن جميع اندية الأدب اختفى دورها فهناك بعض الأندية لازالت محافظة على قوتها وكيانها لوجود الكبار بين أعضاء النادى، وهى قلة مقارنة بعدد الأندية الأخري التى تموج بالصراعات فتفقد بريقها وتتوه عن الغرض الذي أنشأت من أجله، وأرى أن السبب وراء ضعف الأندية هو كثرة دور النشر التى تنشر الغث طالما أن الأديب يدفع لهذه الدار، وقد تسبب هذا في ضعف أندية الأدب، لأنهم يقدمون هذه الأعمال للحصول على عضوية الأندية، وكثير منهم يحصل على العضوية بهذه الإبداعات المتهافتة، ويدخلون أحيانا بالمجاملة وغيرها من الوسائل التى تجعلهم أعضاء عاملين في هذه الأندية، ومن هنا أقول لأدباء مصر في شتى ربوعها: إذا كنتم تريدوا حركة أدبية قوية تعود لأندية الأدب من جديد عليكم بأعمال ضمائركم في إختيار العضويات العاملة لهذه الأندية