وضعت الهيئة العامة لقصور الثقافة، أهدافا واضحة تسعى للوصول إليها من خلال أندية الأدب التابعة لها فهى منبر الجماهير، وكان أولها اكتشاف المواهب الأدبية الجديدة وصقلها وتنميتها فى كافة المجالات الأدبية والنقدية المتنوعة وتثقيف الجمهور ثقافة أدبية رفيعة.
ومن ضمن الأهداف أن تعمل أندية الأدب على تمكين أدباء الأقاليم من ممارسة أعمالهم بكل حرية دون تحيز فتصبح كيانا مستقلا بذاته يمارس من خلاله الأدباء وهواة الأدب فى كل موقع ثقافى بالهيئة نشاطهم فى دون تحيز لجنس أدبى معين أو اتجاه فكرى على حساب الاتجاهات الأخرى.
لكن مع مرور الوقت تقاعست أندية الأدب وأصبح لا حول لها ولا قوة لتصبح مجرد سد خانة، وبات واضحا أنها تعانى إهمالا شديدا، حتى أنه لا يتم النظر إليها، الأمر الذى جعل كبار الأدباء ينفرون منها، ورغم ذلك نجد أعضاء نوادى الأدب يدافعون عن أنفسهم بأن هناك روتين الموظفين الذى يقف كحائط سد يعوق إتمام العملية الثقافية على أكمل وجه كما هو مطلوب.
المثقفون من الجهة الأخرى يرون أن من أهم أسباب هذا التراجع هو أن أندية الأدب يحكمها الشللية والمحسوبية، إضافة إلى أنها خاوية من الأدباء الحقيقيين.
قال الفنان التشكيلي الكبير عز الدين نجيب الذي يعد واحدا من أبناء الثقافة الجماهيرية وممن ساهم في تطويرها عن أندية الأدب : من المفترض أن تكون أندية الأدب بقصور الثقافة هي راعية الادب والمفاعل بين الحركة الأدبية والجماهير الموجودين في مختلف المحافظات ، فالأدباء في المحافظات المختلفة متصلة بشكل مباشر مع الجماهير ومن هنا فهم اكثر من يشعر بنبض الناس أكثر من جمهور العاصمة .
ويضيف نجيب : لابد لتطوير أندية الادب الذي اختفى دورها من إتاحة المنافذ وقنوات التواصل بين الجماهير وفتح قصور الثقافة أكثر مما هو عليه ففي هذه الآونة نجد أن نشاط أندية الأدب أصبح بيروقراطي منغلق فالخدمة ناقصة ، إلى جانب ذلك نتمنى أن ترعاها وزارة الثقافة بشكل فعال ومجدي ، وأساس الرعاية هو المالية أن تتيح لها ميزانية خاصة تستطيع من خلالها أندية الأدب ممارسة أنشطتها بشكل صحيح وتعطي ما هي قد أسست عليه لكن الوضع الحالي الميزانية ضعيفة لا تكفي وبالتالي تكون النتيجة لا تطوير ولا مسايرة للعصر الحديث الذي تعمقت فيه التكنولوجيا فكيف تساير اندية الأدب التطور الرقمي الذي تسعى إليه الدولة والجمهورية الجديدة دون تطوير من نفسها بكافة الوسائل؟
بيّن أن ضعف الميزانية لأندية الأدب التي تعد هي راعية الادب كما أنشئت عليه يعني أن الوزارة لا تؤمن بها فلو آمنت لطوّرت وجددت وساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في ذلك والتطوير يكون على الأقل بتخصيص حجرة للادباء والأعضاء في بيوت الأدب لتقديم انشطتها .
أوضح نجيب أن مؤتمر الأدباء دائما ما يوصي بالإهتمام بنوادي الأدب بكافة الوسائل الفنية والمادية لكن يتضح أن التوصيات لا يُعمل بها فلم نجد أي تطور في اندية الأدب فهي مجرد حبر على ورق ولا حياة لمن تنادي وهذا ما يشعرنا أن مثل هذه المؤتمرات مجرد سد خانة .
طالب أن لا يُعقد أي مؤتمر إلا بعد البحث حول تنفيذ توصيات ما قبله من المؤتمرات حتى يتسنى للجميع التأكد من أن ما يقال لا يذهب كالهواء المنثور وأن مثل هذه المؤتمرات لم تكن من فراغ ، وهذا أفضل من تكرار الحديث في المؤتمرات تباعا وتكرار المطالب دون جدوي .