قال الدكتور جمال مصطفي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار لشئون الآثار الإسلامية، إن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بتشكيل لجنة لتقييم الموقف بشأن نقل مقابر السيدة نفيسة والإمام الشافعي ودراسة البدائل المتاحة، هو قرار صائب جدًا، وهذه الإستجابة مبنية علي وصول الرأي العام للرئيس، وهذا يدل علي أنه ومؤسسات الرئاسة متواصلة مع الرأي العام وتتابعه لحظة بلحظة.
وتابع: هذا يدل أيضا علي أن الأجهزة في الدولة تواصلت مع الجهات المعنية وحددت المخاطر الموجودة وبالتالي خرج بيان الرئاسة دقيق جدا، ويعني هذا أيضا أن القيادة السياسية علي علم بكل ما يحدث وتعرف ما هو مهم للصالح العام وكل القرارات مدروسة.
وأضاف: وما يؤكد ذلك أنه جعل رئيس الوزراء علي رأس اللجنة التي ستبحث الأمر مع ضم المتخصصين من كل الجهات والأثريين، فالرئاسة علي علم بكل ما يحدث في الشارع وتستجيب له بقرارات مدروسة بعناية، والرئيس السيسي يستحق الشكر علي ذلك.
وكشف أن القرار خرج بناءً علي معلومات دقيقة جدًا، وحرص علي رواد التراث المصري والشخصيات والمثقفين وأصحاب الرأي من المدفونين في هذه المناطق، كذلك الشخصيات الذين كانوا لهم دور بارز في التاريخ المصري.
وقال أن هذا المشروع كنا نعمل فيه منذ 3 سنوات علي عدة محاور محددة، وذلك بتنسيق عالي جدًا ما بين المجلس الأعلى للآثار والتنسيق الحضاري ومجموعة من الاستشاريين المتخصصين، وما استجد محور يمر بالسيدة نفيسة وشارع الاشراف، وهي منطقة ستصبح مزارا سياحيًا وبالتالي تطلب هذا مسار بالاتوبيس وجراج للسيارات هناك وهذا تطلب توسعة.
وأوضح أن جبانة السيدة عائشة والسيدة نفيسة المياه الجوفية من عين الصيرة أثرت بشدة علي مدافن كثيرة هناك، والتي امتلأت بالمياه وكان لا بد من نقل بعض المقابر الموجودة هناك إلي مكان بديل،وتم طرح أفكار كثيرة جدًا للنقل قبل التنفيذ، وأغلب ما سيتم نقله مباني ومقابر تراثية وليست أثرية،وهنا حدث لغط بين محبي التراث.
وأضاف: توسعة الطريق كان لابد لتنفيذها أن تتم إزالة بعضهم المقابر التراثية، وفكرة عمل مقبرة للخالدين رائعة جدًا وموجودة في دول كثيرة بالعالم، ومنها رومانيا التي زرتها ورأيت فيها هذه الفكرة منفذة، وقدمت بها تقريرًا لوزير الآثار السابق لعمل حديقة تضم كل المنشآت التراثية والأثرية التي قد تعترض محاور التنمية والتطوير في الدولة.
