تحيي منظمة الأمم المتحدة اليوم الدولي للتوعية بالمهق في مثل هذا اليوم 13 يونيو من كل عام، ويرتكز موضوع هذا العام على “الشمول قوة” وتحت عنوان “متحدون لإسماع أصوتنا”، والهدف من اختيار هذا الموضوع هو ضمان إدراج أصوات الأشخاص المصابين بالمهق في كافة مجالات الحياة كما يؤكد على أهمية إدراج مجموعات متنوعة من داخل طائفة المصابين بالمهق ومن خارجها.
وأختير هذا الموضوع للأسباب التالية:
إشراك مجموعة واسعة من الأشخاص المصابين بالمهق في المناقشات المتعلقة بالمهق، بما في ذلك الشباب والنساء والأطفال وكبار السن والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية والخناثى والأشخاص المصابين بالمهق من جميع الأعراق والخلفيات العرقية، التعاون واحتضان المهق داخل حركة الإعاقة، وفي القطاعات الأخرى حيث تؤثر القرارات على الأشخاص المصابين بالمهق لتشجيع الوحدة بين مجموعات الأشخاص المصابين بالمهق والاحتفال بها.
السعي للتعاون مع مجموعات حقوق الإنسان والجماعات الأخرى من خارج حركة المهق، وتشجع الجميع على استخدام هذا الموضوع مع حلول يوم الاحتفالية (13 يونيو) كما تشجعهم على اختيار مواضيعكم الشخصية على أن تكون ذات صلة، والمهق حالة نادرة الحدوث يولد بها الإنسان، وهي غير معدية وإنما وراثية، وفي جميع أشكال المهق تقريباً لا بد أن يكون كلا الوالدين حاملاً للجين لكي ينتقل المهق إلى الأبناء، حتى وإن لم تظهر علامات المهق على الوالدين.
ويصيب المهق كلا الجنسين بغض النظر عن الأصل العرقي، ويوجد في جميع بلدان العالم وينجم المهق عن غياب صبغة الميلانين في الشعر والجلد والعينين، مما يجعل الشخص المصاب به شديد التأثر بالشمس والضوء الساطع، ويؤدي ذلك إلى معاناة كل المصابين بالمهق تقريباً من ضعف البصر ويكونون عرضة للإصابة بسرطان الجلد ولا يوجد أي علاج لغياب الميلانين الذي هو السبب الأساسي للمهق.
ورغم تباين الأرقام، تشير التقديرات إلى أن واحداً من كل 17 إلى 20 ألف شخص في أمريكا الشمالية وأوروبا مصاب بنوع ما من المهق وهذه الحالة أكثر انتشاراً في أفريقيا جنوب الصحراء، إذ تشير التقديرات إلى أن المهق يشمل واحداً من كل 1400 شخص في تنزانيا، وأن معدل انتشار المهق يرتفع إلى 1 من كل ألف شخص بين فئات سكانية مختارة في زمبابوي، وبين فئات إثنية معينة أخرى في الجنوب الأفريقي.
فيما يتعلق بالتحديات الصحية، فإن نقص المادة الصبغية المُلونة (الميلانين) يعني أن الأشخاص المصابين بالمهق معرضون بدرجة كبيرة للإصابة بسرطان الجلد وفي بعض البلدان، تموت غالبية المصابين بالمهق ممن تتراوح أعمارهم بين 30 و 40 سنة بسبب سرطانات الجلد ومن الممكن الوقاية من سرطان الجلد إلى درجة كبيرة عندما يتمتع المصابين والمصابات بالمهق بحقوقهم في الصحة ويشمل ذلك على إمكانية إجراء الفحوصات الصحية المنتظمة، واستخدام وسائل الوقاية من الشمس، واستخدام النظارات الشمسية والملابس الواقية من أشعة الشمس.
وفي عديد البلدان، تغيب هذه الوسائل المنقذة للأنفس أو يصعب الوصول إليها وبالتالي، وبحسب تدابير التنمية، كان المصابين والمصابات بالمهق من بين أولئك الذين “تخلفوا عن الركب” ومن ثم، يجب أن يكونوا من الفئات المستهدفة لتدخلات حقوق الإنسان بالطريقة المتوخاة في أهداف التنمية المستدامة وبسبب نقص الميلانين في الجلد والعينين، فغالبًا ما يعاني الأشخاص المصابين بالمهق من ضعف بصري دائم يؤدي غالبًا إلى إعاقات كما يواجهون تمييزًا بسبب لون بشرتهم وبالتالي فإنهم غالبًا ما يتعرضون لتمييز متعدد ومتقاطع الأسباب.