الإسكيمو تعتبر المنطقة الأكثر برودة في العالم وتقع في روسيا وتعد سيبيريا المنطقة المشابهة لها في البرودة فيها يرتدي سكانهم الذي يعد عددهم قليل للغاية الصوف ويغطون كل شيء في أجسادهم إلا العينين فقط، وإذا لبس نظارة في بعض الأحيان فليست لتقي العين من البرد، ولكن لتقي العين الرياح وذرات الثلج، ويلبس من يتعرضون للبرد القفازات وأغطية الرأس والصوف الثقيل والحذاء والجوارب ويغطي أنفه وجبهته إلا العينين تظل مكشوفة لكي يرى بهما، ومع ذلك لا تتجمد أبدا ولا يتجمد ماؤهما.
والسر في ذلك أن خلق الله تعالى العين داخل تجويف بالجمجمة محاطة بالعظام والعضلات التي تحركها ومحاطة بمخدة من الدهون تحيط بها وتدفؤها وتغذي العين بشريان يجري فيه الدم دافئا من شريان المخ، وعند التعرض للبرد تنقبض كثير من شرايين الدم بالجسم ما عدا شرايين الأعضاء الحيوية مثل القلب والكبد والمخ وهذه الشرايين يزداد لها الدم ولا يقل ومن شريان المخ يخرج شريان العين فنجد أن شرايين الأصابع تنقبض وتصبح باردة جدا ويمكن أن تصاب بالزرقة وكذلك باقي الجلد وفروة الرأس والأنف والقدمين وشريان الطحال.
ولكي تقلل من الدم المتدفق لهذه الأعضاء غير الحيوية جدا، ولكي يزداد تدفق الدم للأعضاء الحيوية والمهمة جدا للجسم ليس لهذه الأسباب فقط لا تتجمد مياه العين بل إن مياه العين ومياه الدموع ملحية يزداد فيها نسبة الملح عن باقي سوائل الجسم وزيادة نسبة الملح يخفض من درجة التجمد، أي أنه لكي يتجمد السائل يحتاج إلى درجات أكثر برودة بكثير من الصفر المئوي الذي تتجمد فيه السوائل وتحتوي الدموع على مياه وسائل مخاطي وزيوت وملح وهذه المكونات هي التي تمنع الدموع من التجمد.