أسدلت محكمة جنايات الأقصر في دائرتها الأولى برئاسة المستشار كمال فخري شمروخ، والمستشار أحمد عصام الدين نائب رئيس المحكمة وعمر فتح الله ممثل النيابة والمستشار أسامة أحمد محمود ومحمد حنفي أمينا السر، الستار على قضية محاكمة المتهمين بقتل الطفل "محمود جابر" بقرية المدامود.
وقررت هيئة المحكمة، في الجناية رقم 2947 لسنة 2022 جنايات طيبة والمقيدة برقم 1538 لسنة 2022 كلي الأقصر، إحالة السيدتين المتهمين إلي فضيلة المفتي لأخذ رأيه الشرعي، كما تم تأجيل الحكم على ابن المتهمة عزيزة والذي ساعدهما لشهر أغسطس المقبل.
تعود تفاصيل القضية، إلى 20 من شهر أغسطس العام الماضي؛ عندما تبلغ لدى مديرية أمن الأقصر من (جابر محمد إبراهيم- مقيم بدائرة مركز طيبة) بغياب (محمود) عن مسكنهما لمدة أسبوع، واتهم كريمتي شقيقه (سيدتان) بالتسبب في غياب نجله وعلل ذلك لوجود خلافات أسرية بينهم .
وإثر ذلك، ورد بلاغ يفيد بعثور أهالي نجع عبد الهادي بالعماريط التابعة لقرية نجع جاد الكريم بالمدامود شمال الأقصر، على جثة لطفل مرتدياً كامل ملابسه على حافة ترعة نجع العرب، في حالة تعفن كامل وانتفاخ بكامل الجسد، وتم نقل جثمانه لمشرحة مستشفى الكرنك الدولي للفحص.
وعلى الفور، انتقل ضباط مباحث مركز شرطة مركز طيبة إلى مكان البلاغ لعمل التحريات اللازمة، وكشف وملابسات الواقعة، حيث تبين أن جثة الطفل القتيل، هي ذاتها للطفل المبلغ بغيابه "محمود جابر محمد إبراهيم" البالغ من العمر 8 سنوات، وتم تحرير محضر بالواقعة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وبتكثيف التحريات من قبل فريق البحث المشكل من قطاع الأمن العام وإدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الأقصر، تبين أن دافع القتل خلافات عائلية حيث قامت كل من عزيزة ب م 42 عاما، مقيمة بمنطقة أبو الجود، وفاطمة ب م 24 عاما مقيمة بالمدامود، بقتل الطفل بسكين بعد خنقه، واستدرجت المتهمتان الطفل إلى إحدى الغرف بمسكنهما، وأطبقتا على أنفاسه بقطعة قماشية مبللة بحوزتهما وذبحتاه بالرقبة بواسطة سلاح أبيض؛ ما أدى لمصرعه في الحال.
وساعد المتهم الثالث محمود م ع، 18 عاما، سائق تروسيكل مقيم بمنطقة أبو الجود وابن المتهمة الأولى عزيزة، المتهمتين على ارتكاب جريمتهم بعد أن نشبت خلافات فيما بينهم مع ابن عمهم "والد المجني عليه"، واتفق معهما على قتله، وساعدهما بأن نقل جثمان المجني عليه بأن اصطحبهما بالدراجة النارية قيادته وتخلصوا منه بإلقائه بترعة العرب بمنطقة القباحي.
وعقب تقنين الإجراءات أمكن ضبط السيدتين وبحوزتهما الأداة الـمُستخدمة (سكين) وبمواجهتهما اعترفتا بارتكابهما الواقعة لوجود خلافات بينهما وبين والد الطفل المجني عليه وقيامهما بوضع جثة الطفل داخل جوال بلاستيكي والاستعانة بأحد الأشخاص لنقلها وإلقائها بأحد المجارى المائية، وتم ضبط المتهمين الثلاثة بمعرفة ضباط مباحث مركز شرطة طيبة.
وتم إحالة المتهمين إلى محكمة الجنايات، حيث قررت محكمة جنايات الأقصر في وقت سابق بدائرتها الأولى بجلستها الماضية في 11 مارس 2023، تأجيل نظر القضية إلى يوم 13 مايو 2023، وذلك لعرض المتهمتين على مستشفى الأمراض النفسية والعقلية بالعباسية، ووضعهما تحت الملاحظة لمدة 45 يومًا لإعداد تقرير مفصل عن حالتهما الصحية والنفسية والعقلية قبل وأثناء ارتكاب الواقعة، وقررت المحكمة تأجيل القضية إلى 12 يونيو للنطق بالحكم حيث قررت إحالة أوراق المتهمين إلى فضيلة المفتي.