رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

مخاوف إقليمية ودولية.. داعش يستهدف مسؤولي طالبان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يواصل تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي عملياته الهادفة لزعزعة حكم حركة طالبان أفغانستان، حيث اغتال نزار أحمد أحمدي، القائم بأعمال حاكم ولاية بدخشان شمال شرق أفغانستان جراء انفجار سيارة مفخخة مؤخرًا. 
العملية، التي تبناها التنظيم الإرهابي، تُعد تذكيرًا بالصراع المستمر مع حركة طالبان، حيث يسعى التنظيم لاستهداف كبار مسئولي طالبان، التي تشن غارات مستمرة على التنظيم الإرهابي في خراسان، إلا أنه يواصل عملياته، مما يشير إلى أن جهود الحركة لمكافحة الإرهاب غير كافية. 
وقبل التفجير الأخير، قتل قائد شرطة المحافظة أيضا في هجوم مماثل ديسمبر الماضي، وتبناه تنظيم داعش، كما أودى انفجار داخل مسجد خلال جنازة بحياة ١٩ شخصا على الأقل، بمن فيهم قائد أمن طالبان السابق في مدينة بغلان.
منذ سيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان أغسطس ٢٠٢١، برز تنظيم داعش كتهديد كبير لحكم الحركة، حيث يستهدف مسئولي طالبان باستمرار في محاولة لتقويض حكومتها.
وتسلط الهجمات الضوء على التحديات الأمنية الداخلية المتزايدة التي تواجه طالبان التي تسعى لمهاجمة أعضاء داعش، إلا أنها فشلت حتى الآن في إخماد العنف وتأمين سلامة مسئوليها. 
سلسلة العمليات الأخيرة تطرح العدد من التساؤلات والتي أبرزها، هل فشلت طالبان في الحكم؟ خاصة مع عجزها عن ضمان سلامة مسئوليها، وهو ما يثير شكوكا حول قدرتها على حكم بلد دمره الصراع. 
تلك الأوضاع يمكن أن تكون لها آثار وخيمة من بينها، اشتعال صراع طويل الأمد داخل البلاد، حيث تحاول جماعات مثل داعش زعزعة استقرار حكم طالبان، كما يعرض للخطر أي جهود ترمي إلى التعمير والتنمية، يؤدي استمرار عدم الاستقرار إلى أزمة إنسانية أكبر، حيث يتحمل المدنيون وطأة العنف المتصاعد.
ورغم تحركات طالبان للحد من الأنشطة غير المشروعة مثل زراعة الأفيون، إلا أن تصاعد العنف والاغتيالات تشير إلى أن الإدارة تكافح من أجل الحفاظ على القانون والنظام، وهذا يثير القلق بشأن مستقبل البلاد تحت حكم طالبان. 
ويمتد تأثير صراعات طالبان إلى ما وراء حدود أفغانستان، حيث تشترك مقاطعة بدخشان، على وجه الخصوص، في الحدود مع الصين وباكستان وطاجيكستان، واستمرار العنف وإمكانية أن تصبح المنطقة مرتعا للأنشطة المتطرفة. 
علاوة على ذلك، فإن صعود جماعات مثل داعش وعدم قدرة طالبان على كبحها يمكن أن يؤدي إلى تداعيات جيوسياسية أوسع، ووفقا للجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، فإن تنظيم داعش يمكن أن يشن هجوما ضد المصالح الأمريكية أو الغربية من القواعد الأفغانية قبل نهاية العام.