بعد أقل من أسبوع على بداية تصوير الجزء الثاني من فيلم "Gladiator" للمخرج ريدلي سكوت، يبدو أن المشروع يسير في نفس الطريق المليء بالعقبات والمشاكل التي عاني منها الجزء الأول الصادر قبل 23 عامًا، والذي ما زال يبوح بأسرار أزماته خلف الكواليس حتى الآن؛ ويفتح الباب أمام أسئلة عديدة حول معايير الأمان والسلامة التي تتبعها هوليوود في تصوير أفلامها، في أعقاب الحادث المؤسف الذي راح ضحيته مدير التصوير هالينا هاتشينز، قبل عامين، أثناء تصوير فيلم "Rust" للنجم أليك بالدوين.
تكملة المشروع الذي يجري تصويره حاليًا في المغرب، والمتوقع طرحه العام المقبل، حمل حادثا جديدا أثناء تصوير تسلسل لأحد مشاهد الحركة في الفيلم. ووفق بيان صادر عن استديوهات "بارماونت بيكتشرز" المنتجة للفيلم، قالوا خلاله: "أثناء تصوير أحد مشاهد الحركة الخطرة في نهاية يوم التصوير، وقع حادث تعرض خلاله العديد من أفراد الطاقم لإصابات لا تهدد حياتهم، حيث تمكنت فرق السلامة والخدمات الطبية الكاملة الموجودة في الموقع من العمل بسرعة حتى يتلقى أولئك المتأثرون الرعاية اللازمة على الفور".
وأضاف البيان، أنه تلقى ما مجموعه ستة أشخاص العلاج، أربعة منهم لا يزالون في المستشفى، وتم علاج اثنين آخرين من أفراد الطاقم محليا ثم غادروا المستشفى، وأوضح الاستديو أنه لم يصب أي من أعضاء فريق التمثيل بإصابات خلال التصوير.
واختتم البيان: "إن سلامة طاقم العمل لها أهمية قصوى بالنسبة لنا، ولدينا إجراءات صارمة للصحة والسلامة في جميع أعمالنا. سنواصل مراقبة الوضع واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة بينما نستأنف الإنتاج".
ولفيلم "Gladiator" ماضٍ طويل مع الأزمات والمشاكل، بما في ذلك صراعات راسل كرو مع أوليفر ريد وخواكين فينيكس. حيث كاد كرو ينسحب من المشروع بسبب الشعور بالقلق من تصوير الملحمة التاريخية. كما عارض الكثير من الممثلين أيضًا إعادة كتابة السيناريو المتكرر أثناء التصوير، حيث شارك كرو مؤخرًا مشاعره الصريحة عن السيناريو بأنه "هراء".
ففي حوار له مع موقع "فانتي فير"، قال كرو: "كانت الطاقة حول ما كنا نفعله متصدعة للغاية. فكرت عدة مرات ربما كان خياري الأفضل هو ركوب الطائرة والخروج من هناك. لقد كانت محادثاتي المستمرة مع ريدلي هي التي أعطتني الإيمان، فقد قال لي في وقت ما، "يا صديقي، نحن لا نلتزم بأي شيء للكاميرا لا تؤمن به بنسبة 100%"، لذلك، عندما بدأنا هذا الفيلم بالفعل، كان لدينا 21 صفحة من النص اتفقنا عليها. عادة ما يكون النص بين 103-110 صفحات أو شيء من هذا القبيل، لذلك كان أمامنا طريق طويل لنقطعه، وقد استخدمنا تلك الصفحات في القسم الأول من الفيلم. لذا، بحلول الوقت الذي وصلنا فيه إلى موقعنا الثاني، وهو المغرب، كنا نوعا ما نلحق في الفراغ".
إشكالية أخرى كانت عائقًا أمام تصوير الفيلم، تمثلت في وفاة أحد أبطال الفيلم أوليفر ريد، الذي جسد دور مدرب المصارعين "بروكسيمو"، وذلك قبل تصوير مشاهده بالكامل، وذلك عقب إصابته بنوبة قلبية بعد تحدي مجموعة من البحارة في مسابقة للشرب، حيث فاز ثم سقط متوفيًا. اضطرت الشركة المنتجة للاستعانة بأحد استديوهات المؤثرات البصرية والتي حاكت نموذجًا حاسوبيًا مطابقًا لجسد ريد، لاستكمال بقية مشاهده.
وبحسب ما نشرته مواقع أجنبية، فإن الجزء الجديد سوف يركز على شخصية «لوشيوس»، نجل «لوسيلا»، شقيقة «كومودوس»، الحاكم الرومانى الذى قتل على يد «ماكسيموس»، وظهر خلال أحداث النسخة الأصلية عام ٢٠٠٠ وهو لا يكاد يتخطى الـ ١٠ سنوات وجسده وقتها سبنسر تريت كلارك. ومن المقرر أن يؤدي دور "لوشيوس" المرشح السابق للأوسكار بول ميسكال، فيما يشاركه البطولة أيضًا النجم دينزل واشنطن، في دور لم يتم الكشف عنه بعد.
بعد العديد من البدايات الخاطئة، اختار سكوت أخيرًا كاتب السيناريو الخاص به في فيلمه القادم "نابليون"، ديفيد سكاربا، لكتابة النسخة النهائية من "Gladiator 2"، بينما يبقى أن نرى ما إذا كان الفيلم الجديد سوف يرقى إلى مستوى إرث سابقه، نأمل أن يتقدم التصوير في التكملة الجديدة بشكل أكثر سلاسة، وتجنب مشاكل النص التي واجهها المصارع الأول.
