«يا نادى القرن، محلى الكلام فيك، خد القلب والعقل، والله ما يكفيك».. ما فعله الأهلى في ليلة الحادية عشر كان أشبه بدرب من الجنون، تتويج الأهلى بالحادية عشر يحتاج فيلم جديد من عشاق نادي القرن الإفريقي، ويسمى سر الحادية عشر، فهذه البطولة بالتحديد مختلقة عن أي بطولة أخرى، بسبب حجم الصعوبات التى واجهها الفريق منذ بداية المشوار الذي انتهى مع الذهب على منصة التتويج.
بداية الأهلي في دور المجموعات بهذه البطولة لم يكن الشيء الأفضل، ومن يقول غير ذلك فهو مخطىء لا محالة، الأهلي الذي خسر بالخمسة أمام صن داونز في دور المجموعات ليس الأفضل، الفريق الذي خسر من الهلال فى السودان ليس الأفضل، الأهلي الذي فشل في الفوز على صن دوانز لن يكون الأفضل، ولكنه استغل تعثر الأخرين بعدما فشل الهلال في الفوز على صن صداونز بالخرطوم، ليمنح المارد الأحمر قوسا وسهما يصطاد به كل المنافسين والبداية كانت مع الفريق السوداني نفسه، الذي انتصر عليه نادي القرن في القاهرة، وتأهل بدلا منه إلى الدور ربع النهائى.
هنا كانت الانطلاقة الحقيقية للمارد، عندما واجه الرجاء المغربى، وهنا بدأن انطلاقة المارد الحقيقية، والذي لم يخسر أى مباراة في الأدوار الاقصائية البداية كانت مع الرجاء في الدور ربع النهائى، وانتصر عليه فى القاهرة بهدفى محمد عبد المنعم وحمدى فتحي، وتعادل معه سلبيا على ملعب مركب محمد الخامس.
وفى الدور النصف النهائي كان المارد الأحمر على موعد مع الترجي التونسى، وشاءت الأقدار أن يلتقى معه بدون جمهور، ليحقق نادي القرن انتصارا تاريخيا على بطل تونس بثلاثة أهداف دون رد على ملعب رادس، حملت توقيع بيرسى تاو هدفين ومحمود كهربا هدف، قبل أن يعود الأحمر ويكرر فوزه بالقاهرة بهدف حمل توقيع حسين الشحات.
ومسك الختام كان في المباراة النهائية، ولعب الأهلى الذهاب أمام الوداد المغربى، على ملعب استاد القاهرة، وكان المارد الأحمر متفوقا في كل شىء، سجل هدفين حتى الدقيقة 60، وكان بإمكانه زيادة عدد الأهداف ولكنه استقبل هدفا ظن معه البعض أن الأحمر خسر البطولة.
لقاء الإياب صعب، كيف ستواجه الوداد على أرضه ووسط جماهيره وأنت خسرت اللقب أمامهم في العام الماضى بهدفين، كل الخوف كان من الضغط الجماهيري، وكذلك الحكم باملاك تسيما، دخل الأهلى المباراة راميا خلفه أي ظروف واضعا نصب عينيه هدف واحد فقط وهو التتويج باللقب القارى الحادى عشر في تاريخه.
سجل الوداد هدفه الأول في الشوط الأول، وهذا يعني أنه سيتوج بطلا على حساب الأهلي للمرة الثانية على التوالي والثالثة في اخر 7 اعوام، ولكن جنود الأهلي وحماته على العشب الأخضر رفضوا أن يكون الأحمر فى هذا الموقف، وعادوا إلى الميدان فى الشوط الثاني بعد أن أقسموا في غرفتهم باستاد محمد الخامس أن يخطفوا الأميرة أمام أنصار الوداد، وبالفعل منح محمد عبد المنعم مدافع الأهلى الإذن لرأسه أن يكون لها الكلمة العليا ويسجل هدف التعادل الذي قاد كتيبة مارسيل كولر إلى الإنجاز، وإلى الفوز بواحدة من أصعب بطولات إفريقيا في تاريخ نادي القرن الإفريقي.
اليوم وبلغة الأرقام، يمكن أن نقول الكرة الإفريقية ما هى إلا النادي الأهلى وأندية أخرى، الأهلى الذي بات عنوانا للقارة السمراء، ورمز الكرة الأفريقية، وإذا كانت أفريقيا معروفة بالغابات، فاليوم بات الأهلى ملكها الأول بلا منافس أو منافس، إن نادى القرن ينافس نفسه، لقد فاز بمفرده بـ 11 بطولة دوري أبطال أفريقيا، وأقرب منافسيه لم يفز بنصف هذا العدد من البطولات.
حصل الأهلى على لقبه الدولي الـ25، ليثبت موقعه في المركز الثاني بقائمة الأكثر تتويجًا على مستوى العالم، بفارق 4 ألقاب خلف الريال «المتصدر» الذى فشل في الاحتفاظ بلقب دوري أبطال أوروبا، حيث خرج من نصف النهائى أمام مانشستر سيتي الذى فاز بالبطولة السبت الماضى.
ويمتلك الأهلى 11 لقبًا فى دوري الأبطال، كما توج بالسوبر الإفريقى 8 مرات، وكأس الأندية أبطال الكؤوس 4 مرات، بالإضافة للقب وحيد في الكونفيدرالية الإفريقية، وكذلك البطولة الأفروآسيوية مرة واحدة