الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال.. 2.8 مليون طفل عامل في مصر من الفئة العمرية «12 إلى 17 عامًا».. وجهود حكومية للقضاء على الظاهرة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يسلط العالم الضوء اليوم 12 يونيو  من كل عام على ظاهرة عمالة الأطفال، فبحسب تقرير صادر عن منظمة العمل الدولية واليونيسف عام 2022،  ارتفع عدد الأطفال العاملين في العالم إلى 160 مليون طفل بزيادة 8.4 مليون في السنوات الأربع الماضية مع وجود ملايين آخرين معرضين لخطر العمل بسبب آثار كوفيد-19.

وفي مصر تحصد أكثر القطاعات التي تتضمن عمالة الأطفال هو قطاع الخدمات، فنجد أطفال بائعين في  الشوارع، بالإضافة إلى الأطفال العاملين كمضيفين يقدمون مشروبات في المقاهي، أو في ورش السيارات والجراجات.

على المستوى العالمي

في بداية عام 2020، شارك طفل واحد من بين كل 10 أطفال بعمر 5 سنوات فأكثر في عمالة الأطفال في جميع أنحاء العالم - بما يعادل 160 مليون طفل، أو 63 مليون فتاة و97 مليون فتى.

وعلى الصعيد العالمي انخفض عدد الأطفال في عمالة الأطفال بمقدار 85.5 مليون بين عامي 2000 و2020، من 16٪ إلى 9.6٪.

أرقام الأطفال العاملة في مصر

عرفت  منظمة الأمم المتحدة عمالة الأطفال على أنها "هي الأعمال التي تضع عبء ثقيل على الأطفال وتعرض حياتهم للخطر، ويوجد في ذلك انتهاك للقانون الدولي والتشريعات الوطنية، فهي إما تحرم الأطفال من التعليم أو تتطلب منهم تحمل العبء المزدوج المتمثل في الدراسة والعمل". 

وفقا لتقدير «منظمة العمل الدولية» الصادر في نوفمبر لعام2017، يوجد في مصر نحو 2.8 مليون طفل من الفئة العمرية «12 إلى 17 عامًا» يعملون في مجالات مختلفة. 

لا نمتلك رقما رسميا الا ما أجراه الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء المصري من مسح قومي لعام 2010 لعمل الأطفال والبرنامج الدولي للقضاء على عمل الأطفال تبين أن هناك نحو 1.6 مليون طفل بين عمر 12 عام إلى 17 عام يعملون في مصر، أي ما يعادل نحو 9.3% من أطفال مصرـ وذلك بمعدل طفل من كل عشرة أطفال تقريبا. 

كما حدد المسح القومي لعام 2010 نسبة 82.2% منهم يتعرضون لظروف عمل قاسية وغير آمنة، والذكور تمثل النسبة الأعلى مقارنة بالإناث بواقع 83.5%، كما بلغت نسبة الأطفال العاملين لعدد ساعات أكثر من المسموح بها نحو 16.9% من إجمالي الأطفال العاملين وكانت النسبة الأعلي للأطفال الإناث بواقع 22.2%. 

كما تبين أن هناك علاقة طردية بين عمر الطفل وتعرضه لظروف عمل سيئة وقاسية، حيث وصلت نسبة الأطفال الذكور العاملين الذين يتعرضون لظروف عمل قاسية بين سن (12: 17) عام إلى 83%، وترتفع هذه النسبة لتصل إلى 89% في الفئة العمرية بين (15: 17) عام. وترتفع النسبة في الإناث لتصل 93% في الفئة العمرية بين (15: 17) عام. 

وترتفع معدلات عمل الأطفال في المناطق الريفية عن المدن وتبلغ ذروتها في ريف وصعيد مصر، ثم في الوجه البحري وبعدها المحافظات الريفية الواقعة على الحدود. 

اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة

في عام 1989. فعلى خلفية التغييرات التي كان يشهدها النظام العالمي آنذاك، اجتمع قادة العالم وتعهدوا بالتزام تاريخي لأطفال العالم، وأطلقوا وعدًا لجميع الأطفال بأن يحموا حقوقهم ويسعوا لإعمالها، وذلك من خلال إقرار إطار قانوني دولي — ألا وهو اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة.

مضمون هذه الاتفاقية: أن الأطفال ليسوا مجرد تابعين يخصّون والديهم وتُتخذ القرارات بالنيابة عنهم، أو أنهم في طور التدريب ليصبحوا بالغين. وإنما هم كائنات بشرية وأفراد يتمتعون بحقوق خاصة بهم. وتقول الاتفاقية إن مرحلة الطفولة منفصلة عن مرحلة البلوغ، وإنها تستمر حتى سن الثامنة عشرة؛ وإنها فترة خاصة ومحمية يجب أن يتاح للأطفال خلالها أن ينموا ويتعلموا ويلعبوا ويتطوروا ويزدهروا بكرامة. 

وقد أصبحت الاتفاقية هي اتفاقية حقوق الإنسان التي تحظى بأكبر عدد من المصادقات في التاريخ، وساعدت على إحداث تحول في حياة الأطفال.

مزايا نقدية للحماية الاجتماعية

يتلقى 26.4٪ فقط من الأطفال في جميع أنحاء العالم مزايا نقدية للحماية الاجتماعية.

على المستوى العالمي، يبلغ الإنفاق الوطني على الحماية الاجتماعية للأطفال 1.1٪ فقط من الناتج المحلي الإجمالي. في أفريقيا، المنطقة التي بها أكبر نسبة من الأطفال بين السكان، وأعلى معدل لانتشار عمالة الأطفال والحاجة الأكبر للحماية الاجتماعية، يتم إنفاق ما يعادل 0.4٪ من الناتج المحلي الإجمالي على الحماية الاجتماعية للأطفال.

تشير التقديرات إلى أنه بدون استراتيجيات التخفيف، يمكن أن يرتفع عدد الأطفال في عمالة الأطفال بمقدار 8.9 مليون بحلول نهاية عام 2022، بسبب ارتفاع الفقر وزيادة الضعف.

جهود مصر في مكافحة الظاهرة

وفي يوليو 2018، أطلقت وزارة القوى العاملة ومكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة الخطة الوطنية لمشروع مكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال في مصر ودعم الأسرة (2018-2025).

تأتي الإستراتيجية بالتعاون بين منظمة الأمم المتحدة للطفولة والأمومة وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة العمل الدولية بالإضافة إلى وزارة القوى العاملة في مصر لتنفيذ المشروع. 

ويتم ذلك عبر تحسين سبل المعيشة المستدامة وتعزيز السياسات وفرص التعليم.

 وترتكز إستراتجية تنفيذ هذه الخطة على عدة محاور، تتمثل في إنشاء قاعدة بيانات موثقة ومستدامة عن عمل الأطفال وأسوأ أشكاله، وإنشاء أجهزة تنسيق وطنية وإقليمية لمكافحة عمل الأطفال، مع تحديث قائمة المهن الخطرة.

تم إضافة وحدة جديدة تحت اسم "إدارة رعاية الأطفال" بديوان عام وزارة القوى العاملة بموجب القرار الوزاري رقم 169 لسنة 2001م وتم تغيير اسمها إلى "إدارة التفتيش على عمل الأطفال"، بالإضافة إلى وحدات رعاية الأطفال بمديريات القوى العاملة. 

الخطة الوطنية للطفولة والأمومة (2018 – 2030) التي وضعتها المجلس القومي للطفولة والأمومة، مع تخصيص باب كامل لمناهضة عمل الأطفال. وعمل المجلس على حماية الأطفال العاملين في مدينة الحرفيين، ونقل المنخرطين في الأعمال الخطرة إلى عمل آمن بمنشية ناصر وغيرها العديد من الجهود الفعالة الأخرى.

حياة كريمة للحد من عمالة الأطفال

في يناير 2023أطلقت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، حملة تحت شعار  "اللى أوله شرط.. آخره فلوس فى الكارت"، حيث تهدف الحملة إلى رفع وعى الأسر المستفيدة من برنامج الدعم النقدي المشروط "تكافل" بالشروط الصحية والتعليمية والاجتماعية المرتبطة بالدعم. 

ومن المتوقع أن تؤدى الحملة إلى خفض معدلات التسرب من التعليم وعمالة الأطفال عندما تلتزم الأسر بإلحاق أطفالها بالمدارس والانتظام في حضور الحصص المدرسية، وتساهم أيضا في تعزيز السلوكيات الصحية وخفض معدلات الإصابة بأمراض سوء التغذية عندما تلتزم الأسر بالتردد على الوحدات الصحية، وبالتغذية السليمة للأطفال والرضاعة الطبيعية.

وتحركت الحملة في اتجاهين في نفس الوقت، الأول عن طريق بث ثلاث تنويهات تليفزيونية مختلفة لمخاطبة المجتمع المصرى عامة والأسر المستفيدة من "تكافل" على وجه الخصوص، ويتم بث التنويهات على 35 قناة تليفزيونية في نفس الفترة، واستمرت حتى شهر فبراير الماضي. 

ويشمل الاتجاه الثانى أنشطة للتواصل الشخصى والمباشر مع الأسر من خلال الرائدات الاجتماعيات، حيث تم طباعة وتوزيع مليون و200 ألف مطوية أو بروشور بها شرح مبسط لإجراءات وشروط برنامج الدعم النقدي المشروط "تكافل"، هذا بالإضافة إلى تصميم وطباعة ملصقات حائطية لتعليقها في الوحدات الصحية والوحدات الاجتماعية، وسيتم أيضا في المستقبل تعليق الملصق الحائطي في جميع وحدات الرعاية الأولية التابعة للهيئة العامة للرعاية الصحية والتي تقدم الخدمات الصحية ضمن برنامج التأمين الصحى الشامل.

وتحتوى التنويهات التليفزيونية والمواد الإعلامية على رسائل متعددة تشير إلى أن الدعم المشروط يساهم في الحد من شدة الفقر، وإلى تحسين حياة الأسرة، وتعزيز قدرة أبناءها على التمتع بمستقبل أكثر ازدهارا من حاضر والديهم.