تتسبب التغيرات المناخية بحلول عام 2050 إلى خفض إنتاجية معظم المحاصيل الرئيسية فى مصر وزيادة الاستهلاك المائى لها. ويصاحب انخفاض إنتاجية هذه المحاصيل خفض العائد الزراعي، لذلك فلا تتعجب من غياب "المانجو" عن موسم الفاكهة الصيفي، فهناك ما هو أدعى لقلك وهو نقص محاصيل الغذاء الرئيسية من قمح وذرة وقطن وأرز.
وعلى مصر إدخال أو استنباط أصناف جديدة حتى تكون النتائج مطابقة الأصناف الموجودة وقتها، على حد قول دراسة أجرتها وزارة الزراعة على صفحتها الإلكترونية.
محاصيل الغذاء الرئيسية
أظهرت النتائج التى أجريت فى وحدة بحوث الأرصاد الجوية الزراعية والتغير فى المناخ التابعة لمعهد بحوث الاراضى والمياه والبيئة بمركز البحوث الزراعية أن نتائج التنبؤ بعيد المدى باستخدام نماذج المحاكاة وسيناريوهات تغير المناخ المختلفة أن التغيرات المناخية وما تسببه من ارتفاع فى درجة حرارة سطح الأرض سوف تؤثر سلبيا على إنتاجية العديد من المحاصيل الزراعية المصرية حيث تسبب نقص شديد فى إنتاجية معظم محاصيل الغذاء الرئيسية فى مصر بالإضافة إلى زيادة الاستهلاك المائى لها.
ومن أهم نتائج الدراسات التى أجريت فى هذا الشأن ما يلى:.
1- إنتاجية محصول القمح سوف تقل حوالى 9% إذا ارتفعت درجة الحرارة 2°م، وسوف يصل معدل النقص إلى حوالى 18% إذا ارتفعت درجة الحرارة حوالى 3.5°م. وسوف يزداد الاستهلاك المائى لهذا المحصول حوالى 2.5% بالمقارنة بالاستهلاك المائى له تحت الظروف الجوية الحالية.
2- إنتاجية محصول الشعير سوف تنخفض حوالى 18% (بحلول عام 2050) واستهلاكه المائى سوف ينخفض حوالى 2%.
3- إنتاجية محصول الذرة الشامية سوف تقل حوالى 19% بحلول منتصف هذا القرن (عند ارتفاع درجة الحرارة حوالى 3.5°م) وذلك بالمقارنة بالإنتاجية تحت الظروف الجوية الحالية، وسوف يزداد استهلاكه المائى حوالى 8%.
4- محصول الذرة الرفيعة سوف ينخفض حوالى 19% والاستهلاك المائى له سوف يزداد حوالى 8%.
5- إنتاجية محصول الأرز سوف تنخفض حوالى 11% ويزداد استهلاكه المائى حوالى 16%.
6- إنتاجية محصول فول الصويا سوف تتأثر سلبيا بشدة تحت ظروف التغيرات المناخية وسوف يصل متوسط معدل النقص على مستوى الجمهورية بحلول منتصف هذا القرن حوالى 28%، واستهلاكه المائى سوف يزداد حوالى 15%.
7- محصول عباد الشمس سوف ينخفض حوالى 27% وسوف يزداد استهلاكه المائى حوالى 8%.
8- محصول الطماطم من المحاصيل الحساسة جدا لارتفاع درجة الحرارة وسوف تنخفض إنتاجيتها حوالى 14% إذا ارتفعت درجة الحرارة حوالى 1.5°م فى حين أن هذا النقص سوف يصل إلى 50% إذا ارتفعت درجة الحرارة 3.5 °م.
9- إنتاجية السكر من محصول قصب السكر سوف تنخفض حوالى 25%،كما أن استهلاكه المائى سوف يزداد 2.5%.
10- سوف تؤثر التغيرات المناخية تأثيرا ايجابيا على إنتاجية محصول القطن، وسوف تزداد إنتاجيته حوالى 17% عند ارتفاع درجة حرارة الجو حوالى 2°م، وسوف يرتفع معدل الزيادة فى هذا المحصول الى حوالى 31% عند ارتفاع درجة الحرارة 4°م ومن ناحية أخرى سوف يزداد استهلاكه المائى حوالى 10% مقارنا باستهلاكه المائى تحت الظروف الجوية الحالية.
المانجو والتغيرات المناخية
قال حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن التغيرات المناخية وعدم استقرار الطقس أدى لتضرر محصول المانجو هذا العام وهو ما سيؤدي لارتفاع الأسعار هذا الموسم.
وأشار أبو صدام، في تصريحات صحفية له، إلى أن نحو 50% من محصول الإسماعلية من المانجو فقد بسبب التغيرات المناخية.
وتوقع أبو صدام، أن تشهد أسعار المانجو هذا العام ارتفاع كبير في الأسعار وخاصة في الأصناف الإسماعيلي المعروفة والمحبوبة كالزبدية والعويسي حيث توقع أن يصل سعر كيلو المانجو الزبدية نحو 70 جنيه، ويتخطى سعر المانجو العويسي 100 جنيه.
فيما حذر النوبي أبو اللوز، أمين الفلاحين، من تناول المانجو قبل نهاية شهر يونيه الجاري، حيث أن موسم المانجو يبدأ في صعيد مصر أواخر الشهر الجاري، ومحافظة أسوان هي أول محافظة تبدأ في جمع محصول المانجو لتميزها بدرجة حرارة مرتفعة ويليها محافظة الأقصر.
وأوضح أبواللوز، أن مساحات المانجو في مصر كبيرة وتصل إلى 350 ألف فدان بإنتاج سنوي يصل إلى 1.25 مليون طن، وهو أحد المحاصيل صاحبة الاقتصادات المرتفعة ويجب الحفاظ عليها من خلال فرض رقابة صارمة على الصادرات التي تحمل اسم مصر في الخارج وقد تمثل دعاية سلبية لها ولمنتجاتنا الزراعية.
هبوط إنتاج الزيتون
فيما أصدر قسم الأرصاد الجوية بمركز البحوث الزراعية، تقريرا له في 2021، أكد هبوط إنتاج الزيتون بحوالي 60-80% خلال موسم الحصاد هذا العام بسبب تغير المناخ، إذ بلغ محصول الزيتون المحلي في عام 2020 نحو 497 ألف طن في العام 2019-2020، فيما يتراوح محصول هذا العام بين 100 و200 ألف طن حتى الآن.
كان من المرجح أن يصل حجم محصول الزيتون المتوقع في موسم 2021/2020 إلى 690 ألف طن.
تقديرات منظمة الأغذية لإنتاج الحبوب عالميا
في تقرير لها نشر في أول يونيو الجاري، تشير تقديرات منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) للإنتاج العالمي للحبوب لعام 2022 إلى انخفاض سنوي بنسبة 1.0 في المائة، يُعزى بمعظمه إلى تدنٍ في إنتاج الذرة، يليه انخفاض طفيف في إنتاج الأرزّ والذرة الرفيعة.
وتابع التقرير: "وبسبب تقلّص الكميات المتاحة وارتفاع الأسعار بالدرجة الأولى، تشير التقديرات إلى أن استخدام الحبوب سيتدنى في الفترة 2022/2023 بنسبة 0.9 في المائة، ويعزى ذلك إلى حدٍّ كبيرٍ إلى تراجع استخدام الحبوب الخشنة والأرزّ كأعلاف، فضلًا عن تراجع الاستخدامات الأخرى لجميع الحبوب الرئيسية، فيما يستمر استهلاك الأغذية بالتزايد". ويستطرد التقرير: "إذ أن الإنتاج العالمي المقدر للحبوب يتجاوز استخدامها، تشير التقديرات إلى أن مخزونات الحبوب في نهاية المواسم في عام 2023 ستزيد بشكل طفيف (0.2 في المائة) على مستوياتها في بدايتها، مع زيادات في مخزونات القمح والشعير، ما سيعدّل كفة الانكماش في مخزونات الذرة والأرزّ والذرة الرفيعة.
وتشير التقديرات التي ذكرتها "الفاو" إلى أن التجارة العالمية بالحبوب ستتدنى في الفترة 2022/2023 بنسبة 2.3 في المائة عن مستوياتها للفترة 2021/2022، فيما تشير التقديرات إلى تدني الكميات المتداولة لجميع الحبوب الرئيسية، باستثناء القمح.