الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

زاهى حواس يكتب: الزئبق الأحمر أنقذ الموقف.. مصر بخير طالما كان المتحف المصرى بخير

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

دخلت المتحف المصرى للمرة الأولى بعد أحداث ليلة الجمعة ٢٨ يناير ٢٠١١، وكان ذلك يوم الاثنين ٣١ من الشهر نفسه، بعد أن حصلنا على موافقة القوات المسلحة على دخول المتحف مع مجموعة من الصحفيين والتليفزيونات الأجنبية كى نرسل للعالم رسالة مهمة، وهى أن المتحف المصرى بخير، حيث أؤكد فى كل يوم خلال أحداث الثورة أنه طالما المتحف المصرى بخير فإن مصر بخير.
دخلنا المتحف المصرى ترافقنا مجموعة من قوات الصاعقة من الباب الخلفى للمتحف، وهو الباب الذى يخرج منه السائحون إلى بيت الهدايا الذى أقيم مؤقتًا. والذى شرحنا فى مقال سابق كيف كان بيت الهدايا هذا أحد أسباب إنقاذ المتحف المصرى؛ لأن اللصوص عندما دخلوا بيت الهدايا وجدوا الذهب أمامهم فسرقوا المجوهرات والنماذج الأثرية المقلدة معتقدين أن بيت الهدايا هو المتحف المصرى.
وبمجرد أن وجدت نفسى داخل المتحف بدأت أسرع الخطى بين القاعات والفتارين لكى أطمئن على الآثار وكنوز مصر التى لا تعوض وورائى صحفيون ومراسلون، وهنا جاءنى الدكتور طارق العوضى مدير عام المتحف المصرى ليخبرنى بأن رئاسة الجمهورية على التليفون، فأخذت منه هاتفه المحمول ووجدت على الجانب الآخر من يخطرنى بضرورة أن أحضر فورًا إلى مقر رئاسة الجمهورية كى أؤدى القسم الدستورى كأول وزير للآثار فى مصر، وسألت محدثى عن السبب فقال: "إن الدولة قررت إنشاء وزارة جديدة لشئون الآثار".


وقد كان ذلك اعترافًا متأخرًا من الدولة بقيمة الآثار المصرية وأهميتها وهذه هى المرة الأولى فى تاريخ مصر التى يتم فيها إنشاء وزارة للآثار، فقد كانت الآثار تتبع وزارة الأشغال العامة، أو المعارف أو الإرشاد القومى أو الثقافة، ولم تكن لها وزارة خاصة. وقد فرح الأثريون فى ربوع مصر بهذا التغيير الذى تأخر كثيرًا من أجل أن نحمى آثار مصرنا الغالية؛ ولأن ذلك هو ما كانوا ينادون به دومًا.
وعلى الرغم من يقينى أن قبول هذا المنصب فى ذلك الوقت العصيب هو الخطأ بعينه إلا أننى لم يكن أمامى غير القبول لأنه واجب وطنى لابد من أدائه على النحو الأكمل، كذلك فإن مجلس الوزراء يرأسه الفريق أحمد شفيق وهو رجل محترم وشريف ويجمع على حبه كثيرون؛ استطاع أن يعيد الانضباط لمصر للطيران وأن يجعل مطاراتنا على مستوى عالٍ جدًا ينافس أجمل مطارات الدنيا.
ولذلك فقد توجهت إلى مقر رئاسة الجمهورية لأداء اليمين، وبينما أنا فى الطريق لم يكن فى ذهنى إلا شيء واحد "ماذا حدث لآثارنا داخل المتحف المصرى؟!". وقد كنت أتمنى أن أستكمل جولتى بالمتحف المتحف المصرى لأرى بعينى ويطمئن قلبى على كنوز الفراعنة.
وبعد أن استطعت أن أرتب موعدًا لفتح المتحف، والبدء فى عملية ترميم الآثار وكل القطع التى خرجت من فتارين المتحف التى هشمها المقتحمون ووصل عددها إلى ١٣ فاترينة كان منها فاترينة تضم تابوتا خشبيا ملونا حاول اللصوص فتحه ظنًا منهم أن بداخله مومياء، وعندما وجدوه خاويًا تركوه، الأمر الذى يؤكد أن هؤلاء كانوا يفتشون ويبحثون عن شيئين وهما الذهب والزئبق الأحمر. ولولا ذلك لسرقت آثار المصرى.