الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

جان برنار بيناتل يكتب: فتش عن المستفيد.. تساؤلات حول تدمير سد محطة كهرباء كاخوفكا.. المنطق يتجه نحو اتهام أوكرانيا بتدمير السد وفق حقائق كثيرة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حذر المسئول عن تشغيل محطة كهرباء كاخوفكا فى ٦ يونيو ٢٠٢٣ من أن "السد قد دمر بالكامل" نتيجة انفجار من داخل المحطة بكمية كبيرة من المتفجرات.. تقع هذه المحطة لتوليد الكهرباء من الماء والمرتبطة بسد مجرى النهر، فى أعلى منبع مدينة خيرسون على مجرى نهر دنيبر. أدى السد إلى بناء خزان كاخوفكا الذى يسمح، عبر قناة القرم، برى المناطق الزراعية الكبيرة فى جنوب أوكرانيا وشمال شبه جزيرة القرم التى قامت روسيا بضمها روسيا.
إن هذه المنطقة التى احتلتها القوات الروسية اعتبارًا من ٢٤ فبراير ٢٠٢٢ وظلت منذ ذلك الحين تحت سيطرتها حتى بعد ٩ أكتوبر، وهو تاريخ انسحاب القوات الروسية من مدينة خيرسون وهى تقع على الضفة اليمنى لنهر دنيبر على السد ويوجد طريق ذو اتجاهين وخط للسكك الحديدية يسمح بمرور قطارات التى تنقل الإمدادات للوحدات الروسية الواقعة غرب نهر دنيبر حتى نهاية يوليو ٢٠٢٢.
ويقع جسر أنتونوفسكى السريع على بعد ١٠ كم جنوب مدينة خيرسون، وهو آخر نقطة عبور على نهر دنيبر قبل أن يصب فى البحر الأسود.
الحقائق العسكرية
من الواضح أنه حتى ٦ يونيو ٢٠٢٣ كانت جميع الهجمات التى تقع على نقطتى عبور دنيبر هى من أعمال القوات الأوكرانية.
فى نهاية يوليو ٢٠٢٢، تضرر جسر أنتونوفسكى على الطريق السريع بسبب القصف الأوكراني. تم إصلاح الجسر من قبل فريق من المهندسين الروس قبل أن يقصفه الأوكرانيون مرة أخرى فى نفس المكان. أثناء انتظار الانتهاء من الإصلاحات، استخدم الروس عبارة على نهر دنيبر للحفاظ على التدفق اللوجستى مع قواتهم.
بالإضافة إلى ذلك، تضرر مسار السكك الحديدية على سد كاخوفكا أيضًا فى يوليو ٢٠٢٢ بسبب حريق أوكرانى وتم إصلاحه بسرعة كبيرة قبل أن يؤدى إطلاق الصواريخ بشكل دائم إلى منع حركة مرور السكك الحديدية والمركبات على الجسر البرى المجاور. وتؤكد صور الأقمار الصناعية أيضًا استخدام عبارة أخرى تقع بجوار هذا الجسر.
وخلال شهر أغسطس خضع جسر أنتونوفسكى لعشرات الطلقات ومحاولات، مما يدل على الأهمية الاستراتيجية الكبيرة لهذا الجسر بالنسبة للروس. ومع ذلك، ففى ٢٢ أغسطس، وقع انفجار كبير على الجسر: فقد قصفه الأوكرانيون مرة أخرى ولكن هذه المرة كانت شاحنات الذخيرة تسير فوقه وأصيبت عدة شاحنات بالصواريخ مما ألحق أضرارا بالغة بالبنية التحتية للجسر.
واعتبارًا من ٩ نوفمبر ٢٠٢٢، انسحب الروس من غرب نهر دنيبر ومدينة خيرسون ولكنهم ما زالوا يسيطرون على طريق الوصول إلى قناة القرم الواقعة أعلى منابع السد.
الأثر الاستراتيجى للدمار على الروس والأوكرانيين
يتفق جميع الخبراء الأنجلو ساكسونيين على أن الشيء الذى تفتقر إليه أوكرانيا أكثر من غيره، هو المقاتلون. يبدو أن الهجوم المضاد الذى تم الإعلان عنه لعدة أشهر قد تم إطلاقه أخيرًا بمحور جهد يمر بالقرب من بلدة أوريخوف فى مقاطعة بوهوفسكي.
أزالت الفيضانات فى خيرسون وجنوب هذه المدينة أى خطر للهجوم الروسى المضاد على الجناح الجنوبى لأوكرانيا وبالتالى مكنتهم من سحب غالبية قواتهم التى كانت تحرس الضفة اليمنى لنهر دنيبر من خيرسون لإدخالها فى الهجوم الحالي.
بالنسبة للروس، فإن هذا التدمير له ميزة مماثلة وذلك بإزالة التهديد على محور خيرسون - القرم، وإذا لزم الأمر، سيسمح ذلك لهم بسحب القوات لمواجهة الهجوم الأوكراني.
أما التأثير السلبى لهذا التدمير على الروس فهو جفاف قناة القرم وبالتالى نهاية رى الحبوب الذى يجب أن يتم فى منتصف يوليو. كما ستحرم زابوروجي، التى ضمتها روسيا، من الموارد الكهربائية.
وفى الختام؛ إن المنطق يجعلنى أعزو ذلك إلى أوكرانيا بسبب نقص المعلومات حول منفذى هذا التدمير.. وأنا أرجع هذا الرأى إلى الحقائق التالية: جميع الهجمات على معابر دنيبر منذ ٢٤ فبراير ٢٠٢٢ قام بتنفيذها الأوكرانيون خاصة أنهم هم الذين لديهم حاجة ماسة للقوى العاملة.
وعلاوة على ذلك، يجب عليهم القيام بحشد أعلى بزيادة بمقدار من ١ إلى ٣ فى العدد والحشد حتى يكون لهجومهم المضاد الحالى فرصة للنجاح خاصة أن هذا التدمير يحدث بالتزامن مع هجومهم فى ظل العواقب الاقتصادية السلبية لهذا الدمار على المواطنين الروس.
معلومات عن الكاتب: 
جان برنارد بيناتيل.. مسؤول سابق فى المخابرات الفرنسية، يتناول، وفق خبرته الأمنية، كارثة تدمير سد محطة كهرباء كاخوفكا، فى محاولة للإجابة عن السؤال المحورى: من المستفيد من هذا التدمير؟