في مثل هذا اليوم 11 يونيو 1882م حدث خلاف على أجرة “حمار” تسبب في وقوع مذبحة بالإسكندرية، راح ضحيتها المئات من أبناء الشعب المصري وبعض الرعايا الأجانب.
حدثت المذبحة في عهد الخديوي توفيق في أعقاب نجاح الثورة العرابية وتحديدًا في الثانية ظهرًا يوم الأحد 11 يونيو 1882، وكان سببها أن أحد المالطيين ركب عربة وأخذ يدور بها على حانات الخمر في الحي الأوروبي إلى أن وصل إلى قهوة كانت تُسمى « قهوة القزاز ».
و كان هذا المالطي سكران فأعطى سائق العربة قرشًا واحدًا فاستاء السائق وطلب منه الأجرة التي يستحقها فغضب المالطي وأخذ سكينًا من سكاكين القهوة التي تستعمل لقطع الجبن كانت مربوطة في خيط كبير متصل بخوان القهوة ثم طعن بها السائق، فكانت الطعنة قاتلة لأنها أصابت أحشاءه، ثم جاء رجل لمساعدة الجريح فقتله يوناني، وحينئذ ثارت مشاجرة قتل فيها خباز يوناني كان يعيش في البناء الملاصق للقهوة.
وكان معاون قسم اللبان وهو القسم الذي حدثت فيه هذه المشاجرة إيطاليًّا، فلم يفعل شيئًا جديًّا لإيقاف المشاجرة، فانتشرت حتى صارت مشاجرات في كل مكان، وهذه المشاجرات هي التي سميت مذبحة الإسكندرية، والتي قتل فيها حوالي خمسين أوربيا و250 مصريا وأصيب خلالها أيضا أحد ضباط الأسطول البريطاني.
ويقال أن هذة الحادثة قد تم تدبيرها من قبل بريطانيا وفرنسا حتي تجد الذريعة لاحتلال مصر بحجة حماية رعاياها الذين بدؤا يهاجرون إلي الإسكندرية ليصبحوا تحت رعاية وحماية الأسطولين البريطاني والفرنسي اللذان دخلا مصر في أعقاب الثورة العرابية بدعوى عدم قدرة الأمن المصري علي حماية المصالح الأجنبية في مصر وبهدف إحراج عرابي.
واستمر عرابي في نظارة الجهادية، وحاولت الوزارة تهدئة النفوس، وعملت على استتباب الأمن في الإسكندرية، وقامت بتشكيل لجنة للبحث في أسباب المذبحة، ومعاقبة المسئولين عنها.