فى حواري مع الأستاذ حافظ محمود شيخ الصحفيين حكى لى عن ذكرياته وهى للحق كثيرة جدا ومتنوعة.. الحوار كان فى منزله حيث استقبلنى مرتديا بدله شيك جعلته يبدو أكثر أناقة ومنديل أبيض يظهر من جيب الجاكت يؤكد لك على تمتعه بإطلالة متميزة.
أحب أن أذكر أننى وأنا أحاوره كانت كلماته مملوءة بحيوية متدفقة وبها شغف جميل لكل ما حدث له.. يحب رحلة حياته بكل ما فيها.. لا يشكو أبدا من تعرجاتها أو تأرجحها ببن هبوط وصعود.. سعيد بكل ما يكتبه حتى ولو كتبه ثم مزقه.
عندما سألته عن ذكرياته مع الفنانين كانت ملامحه المبتهجة تسبق حديثه.. كانت إجابته بأنها كثيرة جدا.. ثم أكمل ضاحكا وهو يقول لى إنه سيختار واحدة فقط من الفنانين وهى أم كلثوم لأن قصتها "لطيفة جدا" على حد تعبيره.
قال: حضر للقاهرة أمير جزائري فقير لكن جده كان الأمير "عبدالقادر الجزائري" وهذا الأمير عاش في فرنسا يتسول إلا أنه يعامل نفسه معاملة البرنس.
أضاف وهو يستعيد ذكرياته بأن هذا الأمير كان جميلا جمالا غير عادي وهذا سبب له بعض جنون العظمة، فطلب أن يسمع أم كلثوم... فاقترحت عليه أنا وصديقي الذي يعرفها أن نذهب حيث تغني أم كلثوم إلا أنه ثار لأنه برنس ولا يجب أن يذهب بل طلب هو أم كلثوم لتحضر في الفندق الذي يقيم فيه.
أكمل حديثه بعد تدخينه سيجارته وهو يقول وعلى الرغم من أنه كان فقيرا الا أنه كان يقيم فى جناح بالفندق.
الأستاذ "الحجاج" صديق شيخ الصحفيين الأستاذ حافظ محمود كان على صلة بأم كلثوم، فذهب إليها وطلب منها ما قال له هذا البرنس.
أشار شيخ الصحفيين إلى أنه في هذا الوقت كانت صورة هذا الأمير تملأ الجرائد فوافقت أم كلثوم وحضرت بالفعل للفندق وتناولنا الغذاء وظلت تغني إلى منتصف الليل لنا نحن الثلاثة.
ثم قال ضاحكًا: الغريب ان البرنس لم يعجبه هذا الأمر فطلب من صديقى ان يعرض على أم كلثوم أن تتزوجه الا أنها رفضت وأغرقت فى الضحك وكان تعليقها: "هو الواد أفتكر انى وقعت في دباديبه"!.
هذه هى حكاية من حكايات دفتر ذكريات شيخ الصحفيين الذى ظل يمارس مهنة الصحافة طوال خمس وسبعين عاما وحياته قصة كفاح لكاتب وطنى اعتبر الكتابه عشقه الأوحد فى حياته.
ختاما.. ستظل الحكايات عن أم كلثوم مثيرة ومبهرة، فهي سيدة الغناء العربي بلا منازع وظاهرة غنائية فريدة وهى أيضا أشهر مطربة عربية فى القرن العشرين ولا يختلف أحد على أن لها كاريزما فنية لا تتكرر أبدا.