أعلنت الإدارة الذاتية لشمالي وشرقي سوريا، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، أنها ستبدأ محاكمة المئات من مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي، الذين تحتجزهم في سجونها، بعد أن رفضت بلدانهم الأصلية قبولهم أو محاكمتهم. وقالت الإدارة الكردية في بيان لها، إن هؤلاء المقاتلين من حوالي 60 جنسية مختلفة، وأنهم ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في سوريا، وأن المحاكمات ستكون عادلة وشفافة وفقًا للقوانين الدولية والمحلية المتعلقة بالإرهاب. وأضافت أنها ما زالت تطالب بإنشاء محكمة دولية خاصة لمحاسبة هؤلاء المجرمين، ودعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان إلى دعم هذه الخطوة وتسهيل إجراء المحاكمات.
وتشير التقارير إلى أن “قسد” تحتجز أكثر من عشرة آلاف من مقاتلي داعش في عشرين مركز احتجاز مختلف، بالإضافة إلى نحو 51 ألف فرد من عائلاتهم في مخيم الهول، والذي يشهد حالات قتل وانتشار لفكر التطرف بين سكانه. وقد دخل هؤلاء المقاتلون إلى سوريا منذ سنوات للانضمام إلى التنظيم الإرهابي، الذي سيطر في أوج قوته على ثلث مساحة سوريا والعراق. وخسر التنظيم آخر جيب له في شرق سوريا في عام 2019، بعد حملة عسكرية شارك فيها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وجاء إعلان الإدارة الذاتية بعد يومين من اجتماع لوزراء خارجية التحالف الدولي لهزيمة داعش في السعودية، حيث أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن تمويل جديد بقيمة 150 مليون دولار لدعم الاستقرار في سوريا والعراق. وقال بلينكن إن التحالف ما زال ملتزمًا بالقضاء على بقايا داعش ومنع عودته، وأنه يجب حل مشكلة المقاتلين الأجانب وعائلاتهم بطريقة مسؤولة وإنسانية.
وبحسب تقارير الأمم المتحدة، فإن داعش قتلت المئات من أسرى الحرب وأكثر من 1000 من المدنيين في سوريا والعراق منذ عام 2014، بما في ذلك جنود الجيش السوري والعراقي والمقاتلين الأجانب والصحفيين والأقليات الدينية. وقام داعش بنشر فيديوهات وصور تظهر طرق إعدامهم الوحشية، مثل قطع الرؤوس والصلب والحرق والإطلاق النار.
وتم اختطاف معظم هؤلاء المقاتلين من قبل قوات سوريا الديمقراطية خلال حملة عسكرية شارك فيها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لهزيمة داعش في شرق سوريا، والتي انتهت في مارس 2019 بفقدان التنظيم آخر جيب له في باغوز.
وتواجه قوات سوريا الديمقراطية صعوبات في التعامل مع هؤلاء المقاتلين وعائلاتهم، الذين يزالون يشكلون تهديدًا أمنيًا وإنسانيًا، خصوصًا في مخيم الهول، حيث يعانون من ظروف معيشية صعبة وانتشار لفكر التطرف.