تتصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني، الذي تقول إسرائيل إنه يهدد أمنها ووجودها. وقد أظهرت إيران تقدمًا ملحوظًا في تخصيب اليورانيوم وتطوير صواريخ جديدة، في حين أن إسرائيل لم تستبعد خيار العمل العسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وفي 9 يونيو، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة مع سكاي نيوز إن إسرائيل ستفعل "كل ما نحتاج إليه للدفاع عن أنفسنا" ضد إيران، وأنه لا يستبعد ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية. واتهم نتنياهو إيران بالسعي لتطوير قنبلة نووية والتحدي للمجتمع الدولي.
وفي 5 يونيو، كشفت إيران عن صاروخ فائق الصوت جديد يسمى "الفاتح"، قالت إنه يصل إلى 14 ضعف سرعة الصوت، ولا يمكن لأنظمة الدفاع الجوي التقليدية اعتراضه. وزعمت إيران أن هذا الصاروخ قادر على ضرب إسرائيل في 400 ثانية، وأنه يشكل ردًا على التهديدات الإسرائيلية.
وأعلنت السعودية والولايات المتحدة في 30 مايو، أن الفصائل العسكرية المتحاربة في السودان وافقت على تمديد اتفاق وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام، بعد اشتباكات عنيفة وغارات جوية في العاصمة. وقالتا في بيان مشترك إن التمديد سيوفر وقتًا لمزيد من المساعدات الإنسانية وإعادة تأهيل الخدمات الأساسية ومناقشة احتمال تمديد طويل الأجل.
ومنذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران في عام 2018، شهدت المنطقة تصعيدًا في التوترات بين إسرائيل وإيران، حيث نفذت إسرائيل عمليات عسكرية أحادية - اغتيال شخصيات إيرانية رئيسية، قصف أهداف إيرانية في سوريا، وشن هجمات إلكترونية مدمرة. وقد أجرت إسرائيل تدريبات عسكرية مكثفة للاستعداد لحملة قصف محتملة ضد الأهداف الإيرانية.
وتخوض إيران وإسرائيل حربًا ظلية من أجل النفوذ في المنطقة، حيث تدعم إيران جماعات مسلحة مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، في حين تحاول إسرائيل منعها من نقل الأسلحة والتكنولوجيا إلى حلفائها. كما تواجه إيران عقوبات اقتصادية شديدة من الولايات المتحدة وحلفائها، التي تهدف إلى دفعها إلى التفاوض على اتفاق نووي جديد.
إذا اندلعت حرب بين إسرائيل وإيران، فإن ذلك سيكون له تأثيرات وخيمة على الشرق الأوسط والعالم. فهذه الحرب قد تشعل صراعات أخرى في المنطقة، حيث تدعم إيران جماعات مسلحة مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والميليشيات في العراق وسوريا، التي قد تشارك في مواجهة إسرائيل.
كما قد تؤدي هذه الحرب إلى تصعيد التوترات بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها، خاصة في مضيق هرمز، الممر المائي الحيوي لتجارة النفط. بالإضافة إلى ذلك، قد تزيد هذه الحرب من خطر انتشار الأسلحة النووية في المنطقة، إذا استخدمت إيران قدراتها النووية ضد إسرائيل أو استخدمت إسرائيل أسلحتها النووية ضد إيران. وفي كلتا الحالتين، ستكون هناك عواقب إنسانية وبيئية كارثية للشعوب والدول المجاورة.
ويعود تاريخ التوترات بين البلدين إلى عام 1979، عندما أطاحت الثورة الإسلامية بالشاه محمد رضا بهلوي وأسست جمهورية شيعية بقيادة الخميني. قبل قدوم رجال الدين الشيعة إلى السلطة، كانت البلدين تتمتعان بعلاقات ودية. فإيران كانت ثاني دولة ذات غالبية مسلمة تعترف بإسرائيل عام 1950، بعد تركيا وكانت طهران وتل أبيب مرتبطتان بشراكة غير رسمية، تستند إلى التعاون الوثيق في المجالات العسكرية والتكنولوجية والزراعية والبترولية. عندما أطيح بالشاه، تغير نبرة العلاقات الثنائية بين إيران وإسرائيل بشكل جذري. في خطاباته الأولى، اختار الخميني، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، عدوى رئيس لإيران: الولايات المتحدة - "الشيطان الأكبر" - وحليفها الرئيس في المنطقة، إسرائيل، "الشيطان الأصغر". حرصًا على توسيع نفوذ الثورة الإسلام.