كانت فى إسبانيا وسمعت موسيقى أعجبتها وبحثت عنها حتى وجدت أصدقاءً لها لديهم أسطوانة عليها تلك الموسيقى وسألتهم، وعرفت أن معناها "المركب الأسود" وقصتها أن سيدة ذهب زوجها للاصطياد ولم يعد، فوجدت أنها ملائمة لبرنامجها الشهير.. حياتي على التليفزيون المصري.
إنها الإعلامية الكبيرة فايزة واصف التى وافتها المنية خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد ١١ يونيو ٢٠٢٣ وسوف يشيع جثمانها عقب صلاة ظهر اليوم من مسجد الصديق بالشيراتون.
تخرجت فايزة واصف من كلية آداب قسمي علم نفس وعلم اجتماع، أكملت مسيرتها العلمية لتحصل على شهادة بكالوريوس في الفنون المسرحية من قسم التمثيل والإخراج، ثم انتقلت لتنخرط في مجال الإعلام وتدخل والتليفزيون من خلال تقديمها لسلسلة برامج مهمة أبرزها برنامج حياتي.
اجتاحت الإعلامية فايزة واصف عالم الإذاعة والتلفزيون منذ ستينيات القرن الماضي وقدمت سلسلة برامج في عام 1963، شقت طريقها في عالم الفن بتقديم برنامج منوعات اسمه (أغنية اليوم)، ولديها برنامج تلفزيوني اجتماعي وهو برنامج (حياتي)، واستمر عرض هذا البرنامج على القناة الأولى بالتلفزيون المصري لمدة 35 عامًا، وتبرز أهمية هذا البرنامج من خلال مساعدته في حل الكثير من المشاكل التي عانت منها مئات الناس، فضلًا عن هذا كانت الفنانة الإعلامية فايزة واصف تقدم برنامج يسمى (ربيع العمر) والهدف منه هو الاهتمام بالمسنين وحل مشاكلهم
وعن قصة زواجها قالت بأحد اللقاءات لها ذهبت لزفاف إحدى صديقاتى وبعدها تلقيت اتصالًا من الشخص الذى تزوجنى وطلب مني أن يقابلنى فى التليفزيون وطلب منى الزواج بشكل مباشر.
كان لواصف رأى فى أسباب فشل بعض الزيجات، قالت إن السبب الرئيسى هو حب المظاهر ورغبة بعض الأمهات فى أن تحصل بناتهن على زيجة أفضل من صديقاتهن أو أقاربهن، كما أن بعض الأزواج يحتاجون لعلاج نفسي.
وأضافت الإعلامية الكبيرة، أن أغرب مشكلة قابلتها فى مسيرتها المهنية كانت بين زوجين، الاثنين أرسلا لها مشكلاتهما عبر البريد دون أن يعرف الطرف الآخر وبالمصادفة، وقالت: فاستدعيت الزوجة وأخفيتها فى الاستوديو، ثم استدعيت الزوج وتقابلا وتصالحا بعد أن عرفت أن مشكلتهما هى الغيرة.
وعن التليفزيون المصرى وأزماته قالت واصف: التليفزيون المصرى سيتعافى من كبوته، فجميع المذيعين على القنوات الفضائية منه، وبه إمكانيات كبيرة ولديهم الكفاءات.
استمر تأثير برنامج حياتى حتى بعد خروج فايزة واصف على المعاش لدرجة انه قبل وفاتها بفترة كانت تصل لها رسائل من محبى برنامج "حياتى"، وشعرت بسعادة كبيرة لهذا التواصل،
كان لفايزة واصف ملحوظة وهى انها قديما كانت تسمع عن مصطلح "الخرس الزوجي"، ولكن مع الزمن تحول إلى خرس أسرى بسبب أجهزة التليفونات والمحادثات الإلكترونية والتواصل الاجتماعى، مؤكدة أنه إذا توفرت الأخلاق والضمير لن يسيء الإنسان استخدام التكنولوجيا.
وكانت ترى أن الحب هو مفتاح الحياة لأنه به صدق وأمانة وإيثار، فإذا تواجد الحب تلاشت كل الموبيقات والسلبيات.
مشيرة إلى أن العدو يدخل للمجتمع من خلال التفكك ومن خلال الأغاني المبتذلة والأعمال الدرامية والفنية الهابطة.
ظل برنامج حياتى يذاع على التليفزيون المصرى على مدى أكثر من 3 عقود، ولم تتقاضى فايزة واصف أى أجر نظير تقديم برنامجها، الذى كانت تلتف حوله الأسر المصرية، وحظى بنسبة مشاهدة كبيرة جدًا فى مصر وخارجها، وكان يعمل معها 10 مخرجين من كبار المخرجين بالتليفزيون المصرى بالإضافة إلى الكثير من المعدين غالبيتهم لم يتقاضوا رواتب نظير عملهم
ويرجع السبب فى نجاح برنامج حياتى إلى الصدق فى كل ما يطرحه ويتجنب الرياء تمامًا بالإضافة إلى أن حب طاقم العمل وإخلاصه جعله ناجحًا
تناول البرنامج الأشهر بالتلفزيون المصري ملفات مهمة سواء سكنية أو اقتصادية أو اجتماعية ومعظمها مشاكل حقيقية لذلك نجح وكانت تنتظره الأسرة المصرية كل جمعة الساعة ٩.٣٠ مساء ثم اصدرت همت مصطفى قرار بعرضه فى الخامسة مساء ليصبح البرنامج الاشهر والمؤثر فى وجدان المشاهدين وبمجرد رحيل صاحبته اليوم الاحد تفاعل جمهورها حزنا عليها وستظل فايزة واصف صاحبة حياتى فى حياة ووجدان مشاهديها بما قدمته وناقشته من مشاكل واقعية صادقة.
