تناول عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، في الجزء الأول فى كتاب "الفتنة الكبرى.. عثمان"، الصادر عن دار المعارف، الحديث عن خلافة المسلمين بعد وفاة النبي صل الله عليه وسلم، وكيف حدثت الفتنة زمن خلافة عثمان بن عفان، وكيف أدت في النهاية إلى مقتله واستشهاده، فربما لن يستطيع أحد أن يكتب في قضية الفتنة الكبرى أفضل من هذه القراءات البحثية العميقة التي قدمها عميد الأدب العربي بمنهج فكرى موضوعي محايد لا يسبغ القداسة على الأشخاص وإنما يتعامل معهم كشخصيات تاريخية تخطئ وتصيب ويصيبها ما يصيب النفس البشرية أحيانا من أخطاء، فقد حقق ذلك دون أن ينتزع عنها مكانتها الدينية الرفيعة، كما أنه لا يقرأ أحداث الفتنة الكبرى بمعزل عن الواقع الاجتماعي والثقافي داخل شبه الجزيرة العربية في فجر الإسلام وعصر الخلفاء الراشدين وبداية الدولة الأموية.
كما صور حسين، في الجزء الثاني، الذي يحمل عنوان "الفتنة الكبرى.. على وبنوه"، الصادر عن دار المعارف، عصر الخليفة الشهيد، عثمان بن عفان من قبل، وقال : لقد كان مقتل عثمان صدعا في جسم الأمة الإسلامية، فكيف يراب هذا الصدع بما يحقق للمسلمين وحدتهم واتفاق كلمتهم، وجاء الإمام علي في ظروف قاسية عنيفة واستقام له الأمر حينا، لكن الأحداث جاءت على غير ما كان يشتهي له مناصروه، فقتل رابع الخلفاء كما قتل ثالثهم من قبله، وانتهت الخلافة الرائدة إلى الملك الذي أقامه الأمويون.
سلط حسين الضوء على 30 عاما تعد أحلك فترة مرت بتاريخ المؤمنين، مؤكدا على التغيرات التي طرأت على حياتهم ومواقف كبار الصحابة من هذه الأحداث، والتحول في نظام الحكم على الخلافة التي تقوم على النصح والمشورة والعدل إلى آخر ملكي يقوم على استبداد الحاكم وطاعة المحكومين وما آل إليه الأمر لانقسام المسلمين لفرق نشأة الشيعة والخوارج.
ثقافة
الفتنة الكبرى في زمن خلافة عثمان والإمام علي
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق