استطاع الذهب أن ينهي تداولات الأسبوع الماضي على ارتفاع ليحقق أفضل أداء أسبوعي في 5 أسابيع، يأتي هذا في ظل التوقعات بقيام البنك الفيدرالي بتثبيت أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل، وما لهذا من أثر سلبي على الدولار ساهم في ارتفاع أسعار الذهب.
وارتفعت أسعار الذهب الفوري خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.7% ليربح 13 دولارا ويغلق تداولات الأسبوع عند المستوى 1960 دولارا للأونصة، ليغلق الذهب فوق المستوى 1950 دولارا للأونصة الذي يمثل دعما مهما لأسعار الذهب، وفق التحليل الفني لجولد بيليون.
وتراجع الذهب أمس الجمعة بعد أن سجل أعلى مستوى الأسبوع الماضي عند 1973 دولارا للأونصة، وذلك في ظل عودة الدولار إلى الارتفاع أمس مما دفع الذهب إلى التراجع داخل النطاق الذي سيطر على تداولاته خلال الأسبوع الماضي.
الأسبوع الماضي شهد تداول الذهب في نطاق محدد دون اتخاذ اتجاه واضح، وذلك بسبب استعداد الأسواق للأسبوع القادم الأكثر أهمية والذي يصدر خلاله بيانات أسعار المستهلكين مقياس التضخم، واجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي.
وشهد الأسبوع الماضي بيانات مؤشر معهد التزويد لقطاع الخدمات والذي يقيس أداء قطاع الخدمات في الولايات المتحدة خلال شهر مايو، ليظهر المؤشر نمو القطاع بالكاد خلال الشهر الماضي بقيمة 50.3 أقل من القراءة السابقة 51.9 والتوقعات 52.6. ويعد المستوى 50 هو الفاصل بين تحقيق النمو والركود في القطاع.
يوم الخميس الماضي صدرت بيانات طلبات اعانات البطالة الأسبوعية لتسجل أعلى مستوى منذ أكثر من عام ونصف بمقدار 261 ألف طلب مقارنة مع القراءة السابقة 233 ألف والتوقعات 236 ألفا. ساعدت هذه البيانات على زيادة الرهانات أن الفيدرالي في طريقه إلى تثبيت أسعار الفائدة بعد أن بدأت التأثير السلبي على قطاع العمالة.
علامات الضعف في أداء الاقتصاد الأمريكي قد تجبر البنك الفيدرالي على التوقف عن رفع أسعار الفائدة خلال اجتماعه القادم، ولكن بيانات التضخم المتمثلة في مؤشر أسعار المستهلكين التي تصدر الأسبوع القادم قبل يوم من اجتماع الفيدرالي سيكون لها أثر كبير في قرار البنك وفي تحريك الأسواق.
تثبيت أسعار الفائدة يعد اخبار جيدة لأسواق الذهب لأنه يزيد جاذبية المعدن النفيس للاستثمارات التي قد تغادر أسواق السندات لصالح الذهب، وفق جولد بيليون، أما الضعف في سوق العمل إلى جانب بعض التراجع في التضخم قد يؤدي إلى قيام البنك الاحتياطي الفيدرالي بإيقاف دورة رفع أسعار الفائدة مؤقتًا عندما يجتمع هذا الأسبوع. لكن مؤشر تقرير الوظائف الحكومي ومؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأخيرة فاقت التوقعات وهو ما يبقي حالة عدم اليقين متزايدة بشأن كيفية تحرك البنك الفيدرالي.
الأسواق حالياً تقوم بتسعير احتمال بنسبة 72% أن يقوم الفيدرالي بتثبيت الفائدة عند 5.25% خلال اجتماعه القادم، ولكن تزايدت احتمالات رفع الفائدة في اجتماع شهر يوليو بمقدار 25 نقطة أساس بنسبة 67%.
بغض النظر عن تحرك البنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل، من المتوقع على نطاق واسع أن تظل أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول هذا العام، مما يحد من أي مكاسب كبيرة في أسعار الذهب. حيث تؤدي أسعار الفائدة المرتفعة إلى ارتفاع تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأصول غير ذات العوائد مثل الذهب.
ولكن من جهة أخرى قد نجد الطلب يعود إلى الذهب في وقت لاحق من هذا العام في حالة تباطؤ الاقتصاد الأمريكي وتراجع معدلات النمو.
الدولار يسجل انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي
انخفضت مستويات الدولار خلال الأسبوع الماضي وفقاً لمؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، لينخفض بنسبة 0.6% ويسجل انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي ليغلق تداولات الأسبوع بالقرب من أدنى مستوياته في أسبوعين.
تراجع مستويات الدولار يأتي في ظل التصحيح السلبي الذي سيطر على تداولاته خلال الأسبوع الماضي بعد سلسلة من الارتفاع وصلت به لأعلى مستوياته منذ أكثر من شهرين ونصف، هذا بالإضافة إلى تزايد التوقعات بقيام الفيدرالي بتثبيت الفائدة في اجتماعه المقبل وهو ما يحد من قوة الدولار.
أما عن العائد على السندات الحكومية فقد استمر في الارتفاع خلال الأسبوع الماضي بالرغم من التذبذب، ليسجل العائد على السندات لأجل 10 سنوات ارتفاع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1.2%، بينما ارتفع العائد على السندات لأجل عامين الأكثر ارتباطاً بتغير الفائدة بنسبة 2.1%.
جولد بيليون: تراجع في الطلب على عقود بيع الذهب
أظهر تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 6 يونيو، انخفاض الطلب على عقود بيع الذهب مقارنة مع التقرير السابق بمقدار 6164 عقدا بينما ارتفع الطلب على عقود شراء الذهب مقارنة مع التقرير السابق بواقع 161 عقدا.
اظهر التقرير أيضاً ارتفاع إجمالي قرارات التداول على عقود شراء الذهب إلى 239 أمر تداول بينما وصلت أوامر شراء عقود بيع الذهب إلى 165 أمر تداول.
البيانات المتأخرة الصادرة عن تقرير لجنة تداول السلع الآجلة (COT) تظهر تراجع الطلب على عقود البيع وهو ما يعكس الاستقرار الأخير في أسعار الذهب خلال الأسبوع الماضي، وذلك في ظل تزايد التوقعات بتثبيت الفيدرالي لأسعار الفائدة الأمريكية خلال اجتماعه القادم.
مجلس الذهب العالمي : ارتفاع مدخلات صناديق استثمار الذهب
خلال شهر مايو الماضي استمرت معنويات المستثمرين في التحسن على الرغم من انخفاض أسعار الذهب تحت المستوى النفسي 2000 دولار للأونصة، حيث أعلن مجلس الذهب العالمي عن استمرار ارتفاع التدفقات الداخلة إلى صناديق الاستثمار العالمية في الذهب.
تزايدت التدفقات الداخلة إلى صناديق الاستثمار في الذهب بمقدار 19 طنا من الذهب بقيمة 1.7 مليار دولار خلال شهر مايو، وهو الشهر الثالث على التوالي الذي يرتفع فيه التدفقات الداخلة إلى الصناديق الاستثمارية.
يأتي هذا بعد خروج تدفقات كبيرة من صناديق استثمار الذهب في كل من يناير وفبراير ليصبح بعدها سوق الذهب إيجابياً في ظل قوة الأسعار خاصة في مايو الذي شهد تسجيل مستوى تاريخي للذهب عند 2080 دولار للأونصة.
بالرغم من ذلك فقد انخفض إجمالي الأصول المدارة بشكل طفيف في مايو وفقا لتقرير مجلس الذهب العالمي بنسبة 0.4% إلى 220 مليار دولار بسبب تراجع أسعار الذهب مؤخراً والذي شهد انخفاض بنسبة 0.9% مقارنة مع متوسط السعر في ابريل الماضي.
وعلى الرغم من التذبذب الأخير في أسعار الذهب وتزايد العوامل السلبية على المعدن النفيس، إلا أن مجلس الذهب العالمي يتوقع أن يجد الذهب المزيد من الدعم ويستأنف اتجاهه الصعودي.