شيرين فتحى الفائزة بجائزة الدولة التشجيعية، وهى كاتبة وصيدلانية صدر لها خمسة أعمال أدبية منها مجموعتان قصصيتان "البطلة لا يجب أن تكون بدينة"، و"رأس مستعمل للبيع" وثلاث روايات "خفة روح" و"خيوط ليلى" و"ضحكة خالد" حصلت على جائزة ساويرس الثقافية سنة 2017 عن مجموعة "البطلة لا يجب أن تكون بدينة" ووصلت مجموعتها "رأس مستعمل للبيع" للقائمة القصيرة فى مسابقة ساويرس الثقافية، وحصلت على المركز الأول فى مسابقة ربيع مفتاح للقصة القصيرة عن قصتها زينب.
"البوابة" التقت شيرين فتحى للحديث عن فوزها بالجائزة وأعمالها المقبلة.
■ بداية.. ما شعورك بالجائزة.. وكيف تتعاملين مع مصطلح الكتابة النسوية؟
أشعر بسعادة بالغة بعد حصولى على تلك الجائزة لكن الأمر لا يتوقف هنا على السعادة فقط، بل يجب أخذ الأمر بطريقة أكثر جدية خاصة أنها ليست الجائزة الأولى التى أحصل عليها، الأمر صار يتطلب جهدا أكبر ورغبة أقوى لصون هذا النجاح والحفاظ عليه، وصراحة لم أهتم بمتابعة أخبار الجائزة وقرأت خبر الفوز على الفيسبوك بعد اتصال من صديقة عزيزة، لوهلة أصابنى الذهول ولم أستوعب الأمر، خاصة أن "خيوط ليلى" من الأعمال القريبة إلى قلبي، ربما لأنها تعبر عن الإنسان بشكل عام والأنثى بشكل خاص ومختلف، وهذا ما أجتهد دوما فى فعله أن أقدم أفكارى وعالمى بطريقتى وزاويتى الخاصة، حتى لو ناقشت قضايا مألوفة أو تم طرحها من قبل، الرهان دوما على طريقة التناول ومدى تأثيرها على القارئ.
ولا يؤرقنى مصطلح الكتابة النسوية فأنا أكتب كإنسان فى المقام الأول لكن بالطبع أرى العالم بعينى كأنثى ولا عيب فى ذلك، بالضبط كما يرى الرجل العالم بعينه الذكورية والأعمال هكذا تكمل بعضها لأن عين واحدة لا تكفى للرؤية.
ولا أنكر اهتمامى بالقضايا النسوية لأنى لا أزال أرى بعض الظلم المجتمعى فى التعامل مع المرأة على مختلف الأصعدة ولهذا ستظل الرغبة فى طرح القضايا وفتح جراحها على العلن إحدى أولوياتي، ففى رواية "خيوط ليلى" تدور الأحداث ما بين الذات والزمن.. الزمن فى الرواية بطل خفى لكن له دور كبير، الزمن هو من دفع ليلى للتخوف من الاستمرار فى متابعة حياتها دون أمل، لهذا قررت أن تخرج عن إطار الرواية لتتمرد عليه وتعلن رغبتها فى امتلاك قدرها وامتلاك ما تبقى لها فى العمر من أيام وسنوات، فالرواية فى تقديرى صراع ما بين الإنسان وقدره، صراع بين رغبات الأنثى وواجبات الأمومة، صراع ما بين الذات وصاحبها.
■ كيف تتم عملية توزيع الأفكار بين الرواية والقصة؟ وما المعايير التى تستندين عليها لاختيار عمل جديد لقراءته؟
تتنوع كتاباتى ما بين القصة والرواية ولا أفرق فى توزيع الأفكار بينهما فخيوط ليلى كانت قصة قصيرة فى مجموعة سابقة اسمها البطلة لا يجب أن تكون بدينة وأحد أبواب هذه المجموعة كان مخصصا لعلاقة الكاتب بكتاباته وربما ظلت الفكرة موجودة فى رأسى حتى نمت بصورة أكبر وأوضح لتصبح أحد الخيوط الرئيسية فى ليلى، حقيقى لا توجد معايير معينة فى اختيارات القراءة، ومؤخرا أحاول استكشاف الأمر وحدى تماما، أبتعد عن الترشيحات والمجاملات التى تضيع الوقت غالبا إلا لو كان الترشيح من شخص موثوق، أشترك أيضا فى منصة أبجد وأقوم بتحميل الكتب بشكل عشوائى أحيانا فى محاولة للاطلاع على أعمال جديدة طوال الوقت.
■ ماذا لو تمت الترجمة فى اتجاهين من العربية إلى اللغة الغربية والعكس كيف سينعكس ذلك على الثقافة؟
أحلم طبعا أن يتزايد عدد الأعمال المترجمة من العربية، فكما نحن مهتمون بقراءة الغرب أحلم أن تصل كتاباتنا إلى هناك.
الأدب المصرى موجود وبقوة ولكن ربما هناك سوء إدارة، فالضوء يسلط فى الغالب على أعمال ضعيفة مع إهمال أعمال مميزة وقوية وللأسف هذا ليس فى صالحنا جميعا.
فى البداية بدأت بكتابة الشعر كغالبية جيلى حيث تأثرت بالشاعر الكبير أمل دنقل والشاعر الكبير نزار قباني، ثم قرأت لكتاب كبار مثل إحسان عبد القدوس ويوسف عز الدين عيسى، قبل أن يأسرنى عالم الرواية والقصة.
■ ما أعمالك القادمة؟
لى عمل يصدر قريبا عن دار العين للنشر والتوزيع وهو مجموعة قصصية بعنوان "عازف التشيللو" وفيها يمتزج الإنسان بالموسيقى فى توليفة أظنها مختلفة.
أخيرا أنا سعيدة بهذه الجائزة وسعيدة لأجل الأصدقاء الذين حالفهم الفوز أيضا، سعيدة بتقدير الدولة لمبدعيها وأتمنى أن تحرك الكتابة الجيدة والصادقة كل الراكد فى هذا العالم لتغيره نحو الأفضل أو على الأقل لتساعدنا لنظل نحلم بذلك.