تحديات كبيرة يواجهها المصريون في الآونة الأخيرة نظرًا لارتفاع أسعار اللحوم، إلا أن هذه التحديات ازدادت وتيرتها مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، وعلى مدار الأيام الماضية تتراوح متوسط أسعار اللحوم الحمراء من 300 إلى 400 جنيه، رغم محاولات حثيثة من الدولة للسيطرة على الأسعار عبر زيادة المعروض.
وتتعدد جهود مصر للسيطرة على أسعار اللحوم حيث أعلنت وزارة التموين قبل يومين عن التوسع والتنوع فى مصادر ومناشئ استيراد اللحوم سواء كانت حية أو مجمدة، مشيرة إلى أنه تم التعاقد مع دول إفريقية، بالإضافة إلى دولة الهند لاستيراد تلك اللحوم كالسودان وجيبوتى وتنزانيا واوغندا.
وأكد الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين أن تنوع المناشىء سيساهم فى توفير الكميات المطلوبة لتلبية احتياجات المواطن منها بأسعار مخفضة بنسب تقل عن أسعارها فى الأسواق، مشيرا في الوقت ذاته إلى وصول كميات كبيرة من الرؤوس المتعاقد عليها بمجزر ومحجر شركة جنوب الوادى للتنمية بتوشكى، ومجزر ومحجر سفاجا بالغردقة، ومجزر أبو سمبل بأسوان، مشيرا إلى أنه جار التعاقد من خلال هيئة السلع التموينية على توفير 5000 طن لحوم مجمدة برازيلى ومتوقع طرحها بأسعار تنافسية تسهم فى تخفيض واستقرار أسعار اللحوم المجمدة، فضلا عن اتخاذ إجراءات التعاقد على 1000 طن لحوم هندية مجمدة متوقع وصولها هذا الشهر.
وكشف تقرير للشركة القابضة للصناعات الغذائية عن توافر ما يقرب من 2600 رأس ماشية بقرى حى بمحجر ومجزر شركة جنوب الوادى للتنمية بتوشكى، فضلا عن أن هناك 5000 رأس بقرى تم حجرها وحجزها بدولة السوادان تمهيدا لشحنها إلى مصر وتسير إجراءات الشحن بشكل طبيعى الآن.
وفى إطار خطة وزارة التموين بشأن تنويع مناشئ ومصادر الاستيراد، تعاونت الشركة القابضة للصناعات الغذائية بالتعاون مع الشركة المصرية السودانية وحصلت على الموافقات الاستيرادية اللازمة وفتح الاعتمادات المستندية للاستيراد من دولة جيبوتى لما يقرب من 10 الآلف رأس بقرى، واستقبل ميناء سفاجا البحرى سفينة محملة بـ 2500 رأس ماشية قادمة من جيبوتى، لتصل الكميات التى تم استلامها حتى الآن 5 آلاف رأس من إجمالى الشحنات المتعاقد عليها، وذلك فى إطار خطة الوزارة لاستعدادات عيد الأضحى المبارك.
كما أشار التقرير إلى أنه جار وصول 5000 رأس اغنام من تنزانيا من خلال الشركة المصرية السودانية ومتوقع وصولها الفترة الحالية وذبحها بمجزر الأدبية بالسويس، فضلا عن كمية 5000 ذبيحة ضأن مبردة من اوغندا مخطط وصولها هذا الشهر.
وأكد اللواء أحمد حسنين الرئيس التنفيذى للشركة القابضة للصناعات الغذائية توافر 4000 طن كأرصدة من الدواجن المجمدة المستوردة تكفى لتغطية الاحتياجات، بالإضافة إلى التعاقد على استيراد اوراك وصدور دواجن مجمدة بإجمالى كمية 600 طن، وسيتم طرحها للمستهلك بأسعار مناسبة، مشيرا إلى أن الشركة تزيد الضخ اليومى للحوم الطازجة والمجمدة وطرحها فى المجمعات الاستهلاكية ومنافذ مشروع جمعيتى ومشروع السيارات المتنقلة والشوادر المختلفة بالمحافظات مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك لتلبية احتياجات المواطنين منها.
وأوضح المتحدث الرسمى للوزارة أن تلك اللحوم يتم الكشف البيطرى عليها من دول المنشأ والكشف الطبى عليها ايضا بعد دخولها الأراضى المصرية قبل ذبحها، موضحا أن اللحوم الحية تذبح بالمجازر المصرية ويتم الكشف الطبى عليها قبل طرحها بالمجمعات الاستهلاكية.
الزراعة تستورد كميات كبيرة من الماشية
على صعيد متصل، أعلنت وزارة الزراعة، أخيرًا، عن استيراد 170 ألف رأس ماشية جديدة، وذلك بخلاف دفعات سابقة تم استيرادها بالفعل بواقع 180 ألف رأس ماشية، تلبية لاحتياجات المواطنين ومن أجل ضبط الأسواق.
وطبقًا لبيانات الوزارة، فإن زيادة العرض سينعكس على سعر اللحوم الحمراء أو الحية، بحيث يتم ضخ كميات إضافية منها، في ظل وجود منافذ للبيع من أجل إتاحة بديل مناسب للمواطن المصري، حيث توفر وزارة التموين المصرية لحومًا سودانية طازجة في منافذها الاستهلاكية بأسعار تتراوح بين من 200 إلى 225 جنيهًا.
أسعار اللحوم قبل عيد الأضحى
وفي هذا الشأن، قال حسين أبو صدام نقيب الفلاحين، إن المتابع لحركة السوق يرى أن هناك انخفاض في أسعار اللحوم الحية، وذلك نظرًا لاستيراد كميات كبيرة من رؤوس الماشية اللحوم الحية والمذبوحة والمجمدة والمبردة من الخارج، الأمر الذي يؤثر بالطبع على حركة الأسواق وأسعار اللحوم الحية.
ويرى "أبو صدام"، أنه بجانب كمية اللحوم المستوردة هناك انخفاض ولو نسبي في أسعار الأعلاف وهي أحد المكونات الرئيسية لتربية وتجارة الماشية، والتي بالطبع تنعكس على أسعار اللحوم، مشيرا إلى أن القوة الشرائية لا تزال ضعيفة بالمقارنة بالأعوام السابقة، ولا تزال عند مستويات منخفضة في مثل هذا الوقت من العام حيث يكون في الطبيعي هناك إقبال كبير على شراء اللحوم والأضاحي قبيل عيد الأضحى المبارك.
وتوقع نقيب الفلاحين أن تعاود أسعار اللحوم الارتفاع قبل حلول عيد الأضحى نتيجة للإقبال على شراء الأضاحي، مشددا على أن الدولة تبذل جهود كبيرة في محاولة للسيطرة على السوق.
ووافقه الراي، هيثم عبد الباسط، نائب رئيس شعبة القصابين بالغرف التجارية، الذي أكد أن القوة الشرائية للحوم انخفضت بواقع 60%، نظرا للارتفاع الشديد في أسعار اللحوم نتيجة للعديد من العوامل وفي مقدمتها أسعار الأعلاف ومدخلات الإنتاج.
وأكد "عبد الباسط" أن ارتفاع أسعار الأعلاف في الفترة الأخيرة أدى إلى خروج عدد كبير من المربين من السوق وبالتالي تراجعت إنتاجية مصر من اللحوم البلدي، فقد كانت تنتج 60 % انخفض الإنتاج إلى 40 % واصبحنا نستورد 60 % من احتياجات السوق من الخارج.
وأشار نائب رئيس شعبة القصابين، في تصريحات تليفزيونية إلى ان "30 % من القصابين خرجوا من المنظومة، إضافة إلى 70 % من المربين عزفوا عن تربية المواشي بعد ارتفاع الأسعار وزيادة التكلفة، موضحًا أن سعر كيلو اللحم يتراوح ما بين 350 و370 جنيها عند القصابين ولا يجزي مع التجار، ولا يغطي أسعار التكلفة.
