نظمت هيئة الاعتماد والرقابة الصحية برئاسة الدكتور أحمد طه، جلستها العلمية الثانية بعنوان "تعزيز التعاون بين مصر وأفريقيا في مجال جودة الرعاية الصحية" ضمن مشاركتها بختام فعاليات معرض ومؤتمر صحة إفريقيا Africa Health Excon 2023
تناولت الجلسة فرص وتحديات تطبيق معايير جودة الرعاية الصحية بالمنشآت الإفريقية وسبل تعزيز التعاون بين مصر والأشقاء الأفارقة للارتقاء بجودة الخدمات الصحية على مستوى إفريقيا.
وخلال كلمتها، تناولت د. آية نصار، نائب رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، بناء قدرات الكفاءات من الكوادر الطبية في مجال الجودة لتحسين الخدمات الصحية حيث ركزت على أهم الخصائص المطلوب توافرها في إطار ذلك من: تدريب جيد، ومهارات اتصالية عالية، والعمل وفقا لمعايير موثوق منها، وغير ذلك من المرتكزات التي يجب التركيز عليها في البرامج التدريبية لهم على مستوى مصر وافريقيا
وأكد الدكتور السيد العقدة، عضو مجلس إدارة هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، أن دور الاعتماد بالمنشآت الصحية يتمثل في التحسين الفعلي للخدمات الصحية المقدمة داخل المنشأة، لافتا إلى أن اعتماد المنشآت هو أحد أهم وسائل ضمان توفير جودة عالية للخدمة الصحية المقدمة، وتحسين مخرجات الخدمة الصحية والحد من المضاعفات، وتوفير الأمان للمريض.
وأوضح الدكتور السيد العقدة أن أهم ما يميز المنشآت المعتمدة هو اهتمامها بمردود الخدمة من خلال قياس مستوى رضا المتعاملين، كما يساهم الاعتماد في الحد من أعداد الوفيات، والحد من المضاعفات، بالإضافة الى تفعيل إجراءات إشراك المريض بخطة العلاج، مشيرا إلى أن خبراء الجودة قاموا بمراجعة كافة الأبحاث العلمية قبل إعداد أدلة المعايير المختلفة والتي تراعى إشراك المريض والقياس الحقيقي لكافة مكونات الخدمة الصحية، مما يؤكد الثقة في مخرجات الخدمة الصحية.
بينما أوضحت الدكتورة ميهي التحيوي، عضو مجلس إدارة هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، أن مفهوم سلامة المرضى يقصد به وقاية المريض من أي ضرر يتعرض له أثناء عملية الرعاية الصحية، مشيرة أن متطلبات السلامة بالهيئة تشمل معايير سلامة المرضى العامة (11 معايير)، معايير سلامة الدواء (5 معايير)، معايير سلامة الإجراءات الجراحية (4 معايير)، معايير السلامة البيئية (8 معايير)
كما أكدت أن تطبيق معايير الجودة لهيئة الاعتماد والرقابة الصحية بهدف ضمان سلامة المرضى داخل منشآت الرعاية الصحية الأفريقية تتمثل في تحليل الفجوات، ووضع خطط للتحسين، وتوجيه منشآت الرعاية الصحية لتنفيذ معايير السلامة.
ومن جانبها، أكدت د. أميرة حجازي، عضو بمكتب منظمة الصحة العالمية - مصر، أن أهداف التنمية المستدامة تحث البلدان على تحقيق التغطية الصحية الشاملة، بالإضافة إلى توفير الحماية من المخاطر المالية والوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية بمستوى جودة عالي، مشيرة إلى أن الواقع يؤكد أنه لا يزال توفير الرعاية الجيدة يمثل تحديًا كبيرًا في العديد من الدول.
وأضافت أن العالم بحاجة إلى أنظمة صحية عالية الجودة، فضلا عن تحسين مستوى الرعاية الصحية من خلال تقديم الرعاية التي تحسن أو تحافظ على صحة الانسان، والاستجابة لاحتياجات السكان المتغيرة.
كما استعرضت رؤية منظمة الصحة العالمية لمفهوم الجودة بالرعاية الصحية والتغطية الصحية الشاملة، والأثر الاقتصادي للجودة، مشيرة إلى أن المستوى الرديء لخدمات الرعاية الصحية يؤدي إلى خسائر بالدول منخفضة ومتوسطة الدخل تتراوح ما بين 1.4 و1.6 تريليون دولار أمريكي سنويا.
وفي سياق متصل، أكدت الدكتورة ايدا وايمان، عضو مجلس ادارة الاتحاد الدولي للمستشفيات (IHF) ومدير البرامج التعليمية بمركز جنيف للاستدامة، أن الطريق إلى تحسين جودة الرعاية الصحية يحتاج إلى تطوير للبنية التحتية، والتدريب وبناء للقدرات، والوصول إلى تكنولوجيا متقدمة بأسعار معقولة، وبناء الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وأمن وخصوصية البيانات، والمشاركة المجتمعية، والبحث والابتكار، والرصد والتقييم.
وأشارت ايدا وايمان، إلى أن نجاح أو فشل منظومة التطبيب عن بعد في افريقيا E-health يتوقف على مدى التحسن في مجموعة من العوامل مثل: تحسن مستوى محو الأمية الصحية، ووجود بنية تحتية تسمح بالتغطية الواسعة للهواتف المحمولة، بينما تتمثل المعوقات في ضعف الاتصال عبر الإنترنت، بالإضافة الى الافتقار إلى الأجهزة، والمعوقات السياسية والتنظيمية، والحواجز الثقافية واللغوية، وعدم المساواة في الحصول على التكنولوجيا (الفجوة بين الريف والحضر)، والتكلفة.
شارك كذلك بالجلسة الحوارية التي أدارها الدكتور السيد العقدة، عضو مجلس إدارة هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، جورجينا يوباه، المدير التنفيذي للمنتدى الافريقي للبحث العلمي AFREEHEALTH، ود.صوفيناز تسيما، مدير وحدة مسببات الامراض والجينوم بمركز السيطرة على الامراض الافريقي Africa CDC، ريان كراودر، مدير البرامج والمبادرات باتحاد المستشفيات الدولية بمركز جنيف للإستدامة.
وخلصت الجلسة العلمية إلى عدد من التوصيات جاءت على النحو التالي:
1. ان الطريق إلى التحول المؤسسي نحو منشآت رعاية صحية مستدامة يبدأ بالقادة؛ يجب أن يلهموا الأفكار ويغيروا العقليات ويفكروا على المدى الطويل ويتبنون أنظمة صحية مرنة.
2. حقوق الإنسان في الصحة لا معنى لها بدون خدمات ذات نوعية جيدة، وضمان الجودة عنصر حاسم في النظم الصحية عالية الأداء
3. لتحسين جودة خدمات الرعاية الصحية في افريقيا، يجب أن ندرك تحديات الصحة في القارة، وندرس الاحتياجات، حتى يمكن تقديم حلول مناسبة للغرض ومتناسبة مع طبيعة القارة.
4. تعد الشراكات أمرًا بالغ الأهمية لتحسين الخدمة الصحية على المستوى الأفريقي، حيث تفتح فرصًا لتبادل الخبرات والتعلم والبناء على تجارب الآخرين.
5. المرضى ليسوا فقط متلقين للخدمة، ولكنهم مشاركين نشطين في خطة العلاج الخاصة بهم، لذلك يجب توجيههم وتثقيفهم حول معنى الرعاية الصحية الجيدة، ويجب أن يكونوا واثقين من أنهم سيحصلون على رعاية: آمنة وفعالة، وبما يتفق مع أحدث الأدلة السريرية.
6 - يتطلب تقديم خدمات عالية الجودة حوكمة رشيدة، وقوى عاملة صحية ماهرة وذات كفاءة، وآليات تمويل تمكن من رعاية جيدة وتشجعها، ونظم معلومات ترصد باستمرار وتتطور من أجل تقديم رعاية أفضل، وأدوية وأجهزة وتقنيات متاحة وآمنة ومأمونة، ومرافق رعاية صحية منظمة بشكل مناسب ويمكن الوصول إليها ومجهزة تجهيزًا جيدًا.
7. لتقديم خدمات التطبيب عن بعد في إفريقيا، نحتاج إلى تطوير البنية التحتية، وبناء القدرات والتدريب، والوصول إلى تكنولوجيا ذات تكلفة مناسبة، والشراكة بين القطاعين العام والخاص، وأمن البيانات والخصوصية، والمشاركة المجتمعية، والبحث والابتكار، فضلًا عن الرصد والتقييم.